شذرات من أنين العصر ( 4 )
نسمة كل عاشق
وجدتها في يوم كالنسمة العليلة .. أو هذا ما كنت أظنه ..
لكن حين اقتربت منها لم أجدها مجرد نسمة .. أنها أعظم من ذلك بكثير .. فهي نسمة أرق من نفحات الياسمين ، وأريج الرياحين ، وعطور البساتين .
بلى امتلكتني في لحظة حالمة ، وهيمتني بلفتة حانية ..
نعم أسرتني بنظرات دافئة ، وتيمتني بعيون ساحرة ..
لا عيب ولا عجب أني أحببتها .. فشرف لي أن أقف تأدباً على باب قلبها .. لعلها تأذن لي في يوم أن أمكث أمامه حارساً .
وإذا لم أنل ذلك المرامِ .. فحسبي أني قد سألت شرف المقاصدِ .
يا عجباً للائم في أمرِ .. لا يجوز للمرء فيه أن يُعتبَ .
فلا يُعاتِب الحبيب في حبه .. إلا كل جاهل معاندِ .
ألا تعلم أيها اللائم أن كل متيم في الهوى .. جاز له في كل يوم أن يُعذرَ .
فيا ليت شعري أن يكن لكل عاشق نسمة مثلها .
فهي الرقيقة البهية .. وهي الجميلة النقية .
هي الحلم والفن .. فما إن تغفو العين ، حتى ترى شمسها تُشرق، في واحة الخيال .
وما إن يخرج صوتها من بين لآلئها .. حتى تصمت كل قيثارة في خشوع متيمَ .
أه لو علمتِ أيتها النقية .. بما يحمله ذاك المسكين من وجدٍ لكِ ..
لما اكتفيتِ أن تقرضيه نسمة واحدة ..
بل ستجودين عليه بما هو أعظم من ذلك ..
ستجودين عليه بقلبك ..
نعم قلبك ..
الذي هو أجمل من كل نسمة ..
فحبك يا مصر لظى ..
لا يحتمله إلا من ..
كان في عشقك مجتبى .
محمد نور
#الأديب_محمد_نور