نثريات الأستاذه / نيرمين مختار

المصدر: ﺷﻌﻮﺭ ﺧﺮﻳﻔﻲ ﻳﺤﺘﻮﻳﻨﻲ ﻭﻛﺄﻧﻨﻲ ﺃﻋﻴﺶ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺗﺤﻮﻝ ﺃﻭﺭﺍﻗﻪ ﻟﺤﻈﺔ ﺑﻠﺤﻈﺔ ... ﻛﻤﺎ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﻳﺘﻤﻨﻰ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﺶ... ﻧﺘﻌﺮﻯ ﺍﻟﻬﻤﻮﻡ ﻭﺍﻟﻴﺄﺱ ﻭﺍﻟﺤﺰﻥ ﻭﻧﺰﻳﻞ ﺍﻟﺘﻌﺐ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻜﺪﺱ ﻋﻠﻰ ﻇﻬﻮﺭﻧﺎ .. ﻓﺒﺎﺕ ﻳﺸﻞ ﺣﺮﻛﺘﻨﺎ ﻭﺗﻘﺪﻣﻨﺎ... ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻌﺐﺀ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﻤﻠﻪ ﻓﺘﺮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ... ﻧﺮﺍﻩ ﻳﺰﻳﺪ ﺍﻻﺭﺽ ﺟﻤﺎﻻ ﺑﺄﻭﺭﺍﻗﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺸﻄﻬﺎ ﻧﺴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻬﻮﺍﺀ ... ﻓﺎﻟﺒﺮﻍﻡ ﻣﻤﺎ ﻧﻌﺎﻧﻴﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ.. ﺍﻻ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺰﻳﺪﻫﺎ ﺟﻤﺎﻻ ﺑﻘﻠﻮﺑﻨﺎ ﻭﻣﺤﺒﺘﻨﺎ ﻟﻠﺨﻴﺮ ﻭُﺻَﻨﺎﻋﻪ.. ﻓﻤﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﺃﻥ ﺗﻜﺘﺴﻲ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﺭﻭﻧﻘﺎ ﻳﺰﺩﺍﺩ ﺑﺮﻳﻘﻪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻔﻴﻨﺔ ﻭﺍﻷﺧﺮﻯ.. ﻓﺘﻌﻄﻲ ﻣﻤﺎ ﺃﻭﻫﺒﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻨﺎ ﻣﻦ ﺃﺧﻼﻕ ﻭﻣﺒﺎﺩﺉ ﻟﺘﺸﻌﻞ ﺑﻬﺎ ﺩﺭﺑﺎ ﻳﻤﺸﻴﻪ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ ﻟﻴﺴﺘﻨﻴﺮﻭﺍ ﺑﻨﺎ. ﻓﻬﺎ ﻧﺤﻦ ﻣﺜﻠﻚ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻔﺼﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻌﻈﻤﺔ ﻣﺎ ﺗﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺗﻮﻟﺪ ﺍﻟﻌﻈﻤﺔ ﻓﻲ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ... ﻓﺄﻧﺖ ﻣﻦ ﻏﺮﺱ ﻓﻴﻨﺎ ﺣﺐ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻧﺤﻮ ﺍﻷﻓﻀﻞ... ﻭﺃﻧﺖ ﻣﻦ ﺃﺷﺒﻌﺘﻨﺎ ﺟﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺃﻥ ﻧﺮﻣﻲ ﻫﻤﻮﻣﻨﺎ ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﺳﺒﺐ ﻓﻲ ﺃﻟﻤﻨﺎ ﻭﻳﺄﺳﻨﺎ ﺧﻠﻔﻨﺎ .... ﺗﺸﻌﺮﻧﺎ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻫﻮ ﺻﻔﺤﺔ ﻭﺃﻧﺘﻬﺖ ﺻﻼﺣﻴﺘﻬﺎ ..ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻌﻤﺮ ﻟﺤﻈﺔ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﺸﻬﺎ ...ﻭﺍﻷﻣﻞ ﻳﺮﺍﻓﻘﻨﺎ.. ﻓﻨﺤﻦ ﻓﻲ ﺯﻣﻦ ﻻ ﺑﺪ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﺶ ﻓﻴﻪ ﺑﺴﻼﻡ ﺑﻌﻴﺪﺍ ﻋﻦ ﺃﻳﺔ ﺗﻔﺎﻫﺎﺕ ﻭﺛﺮﺛﺮﺍﺕ ﻧﻮﺍﺟﻬﻬﺎ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﻣﻨﺎ... ﻓﻘﻠﻮﺑﻦﺍ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻻ ﻧﺒﻀﺎﺕ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺶ ﺍﻻ ﺑﺄﻣﺎﻥ ...ﺗﺘﺮﺍﻗﺺ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻤﻦ ﻳﻤﺘﻠﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﺲ ﺍﻟﻤﻔﻌﻢ ﺑﺎﻷﻣﻞ ﻭﺍﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﺼﻔﺎﺀ.. ﻓﻤﺎ ﺃﺟﻤﻞ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﺶ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﻭﺗﻘﻠﺐ ﺻﻔﺤﺎﺗﻪ ... ﺻﻔﺤﺔ ﺗﻠﻮ ﺍﻻﺧﺮﻯ ... ﻟﻨﺘﻌﻠﻢ ﻣﻦ ﺩﻗﺎﺋﻘﻪ ﻣﺎ ﻳﻔﻴﺪﻧﺎ ﻟﻨﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺩﻭﻥ ﺧﻮﻑ ﺃﻭ ﺗﺮﺩﺩ... ﻟﺘﺘﺬﻭﻕ ﻗﻠﻮﺑﻨﺎ ﻃﻌﻢ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻛﺎﻷﻣﻨﻴﺔ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺓ.. ﻧﺮﺍﻫﺎ ﻭﻧﺘﺮﻗﺒﻬﺎ ﺑﻠﻬﻔﺔ... ﻭﻧﺴﻌﻰ ﺑﻜﻞ ﺟﻬﺪ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺍﻟﻴﻬﺎ ...ﻟﻨﺸﻌﺮ ﺑﺎﻷﻣﻞ ..ﻭﻣﺎ ﺃﺭﻭﻉ ﺃﻥ ﻧﺤﻴﺎ ﺑﺎﻷﻣﻞ.. ﻭﺑﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻔﻬﺎ ﺷﺎﻋﺮ ﻳﺎﺑﺎﻧﻲ ﻗﺪﻳﻢ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺎﻝ: " ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ , ﻟﻜﻨﻪ ﻏﺾ , ﻃﺮﻱ ﺍﻟﻌﻮﺩ ... ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺼﻴﻒ , ﻟﻜﻨﻪ ﺷﺪﻳﺪ ﺍﻟﻐﺮﻭﺭ .. ﺃﺣﺐ ﺍﻟﺸﺘﺎﺀ ,ﻟﻜﻨﻪ ﻣﺨﻴﻒ ,ﻟﺬﺍ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺼﻮﻝ ﺟﻤﻴﻌﺎ , ﻷﻥ ﺃﻭﺭﺍﻗﻪ ﺗﻤﻴﻞ ﻟﻠﺼﻔﺮﺓ .. ﻭﻟﻬﺠﺘﻪ ﺃﺩﻕ.. ﻭﺃﻟﻮﺍﻧﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﺛﺮﺍﺀ..ﻭﺗﺸﻮﺑﻪ ﻣﺴﺤﺔ ﺣﺰﻥ.. ﻭﻏﻨﺎﻩ ﺍﻟﺬﻫﺒﻲ ﻳﺤﺪﺛﻚ ﻻ ﺑﺒﺮﺍﺀﺓ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ , ﻭﻻ ﺑﺼﻠﻒ ﺍﻟﺼﻴﻒ..ﺑﻞ ﺑﺎﻟﺪﻋﺔ ﻭﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺍﻟﺤﺎﻧﻴﺔ ..ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﺗﻤﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺑﺔ ...... ﺍﻧﻪ ﻳﻌﺮﻑ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ....ﻭﻫﻮ ﻗﺎﻧﻊ ﺑﺬﻟﻚ. ﻓﻼ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﻦ ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺨﺮﻳﻒ.. ﻭﻻ ﺃﻟﻄﻒ ﻣﻦ ﻫﻮﺍﺀﻩ... ﻓﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻓﻴﻪ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﺮﺃﻓﺔ ﻭﺍﻟﺮﻗﺔ ... ﺍﻟﻄﻬﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﺠﻼﻝ ... ﺍﻟﺤﺐ ﻭﺍﻷﻣﻞ