samah.fati

متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا

 

الحمدَ للهِ نحمَدُهُ سُبحانَه وتَعالَى وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَشْكُرُه ، الذي فرض على العباد أداء الأمانَةَ وحرم عليهم الغدر والخيانة ،
أَشْهَدُ أَنْ لاالهَ إِلا اللهُ وحده لا شريك له ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ ..
بلَّغَ الرِّسالَةَ وأدَّى الأمانَةَ ونصَحَ الأُمَّةَ فجزاهُ اللهُ عنا
خيرَ ما جَزَى نَبِيًّا مِنْ أَنْبيائِه. صَلَوَاتُ ربّي وسلامُه عليهِ وعلَى جميعِ النبياء والمرسلينَ وكُلٍّ والصالِحين..كلمة مشتقة من "الإيمان"..
وهى ينبوع السعادة ، ومصدر الفلاح.. والطاعة والتكليف..~
وصفة مميزة لكل الرسل عليهم السلآم ؛ فقد كان كل منهم يقول لقومهٍ ( ..إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ..)"الشعراء 187"
ويقول كذلك ( .. وَأَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ.. )"الأعراف 68 "،
فكما أن الأنبياء أشخاص في ذروة الإيمان ، فكذلك هم في ذروة الأمانة ،
فالآمانة هى من الصفات الأساسية والبارزة في شخصية المسلم، وواضحة أمام الجميع قال تعالى:
(.. وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ..) "المؤمنون:8 "..
لذلك نهى الله سبحانه وتعالى عن خيانتها وعدم حفظها بقوله:
(..يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ..) "الأنفال:27".
وهي خلق ثابت في النفس .. يبعث على حب الحق وإيثاره ، وعظيم من أخلاق الإسلآم ، وأساس من أسسه ،
وفريضة عظيمة حملها الإنسان ، بينما رفضت السموآت والأرض والجبآل أن يحملنها لعظمتها وثقلها ، وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً ..يقول تعالى:
(.. إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا ..)"الأحزاب72"

هكذا ضرب الله المثل لضخامة الأمانة.. فلا يستطيع حملها ؛ إلا الأمين الذي يكون موضع ثقة الناس واحترامهم..
وجعلها رسولنا الكريم دليلاًعلى قوة الإيمان وحسن الخلق ، فقال: رَوَى الإمامُ أحمدُ وابنُ حِبَّانَ مِنْ حديث أنس:
ما خطبنا رسول الله إلا قال:(.. لا دِينَ لِمَنْ لا عَهْدَ لَهُ وَلا إِيمَانَ لِمَنْ لا أَمَانَةَ لَهُ"..) حديث صحيح رواه أحمد في مسنده

الصادق الآمين..
أن الأمانة هى خلق نبينا وحبيبنا محمد قال هرقل عظيم الروم لأبي سفيان :"وسألتُك هل يغدر..؟؟
ويقصد رسول الله فذكرتَ أن لا، وكذلك الرسل لا تغدر..وسألتك ماذا يأمركم..؟؟
فزعمتَ أنه يأمر بالصلاة والصِّدق والعفاف والوفاء بالعهد ، وأداء الأمانة،وهذه صفة نبينا، فقد كان لقبه ( الأمين) وجاء عن أبي سعيد قال رسول الله : (.. فَقَالَ أَلَا تَأْمَنُونِي وَأَنَا أَمِين مَنْ فِي السَّمَاء , يَأْتِينِي خَبَر السَّمَاء صَبَاحًا وَمَسَاء ..) صححه الألباني..

ولأن الأمين أهل للمسؤولية ؛
فقد وصف الله تعالى جبريل عليه السَّلام هو ( بـٍأمين الوحي ) ، بقوله تعالى:
﴿..وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ ..﴾ "الشعراء: 192 - 194".بل وصف القرآن أنَّه ( أمٍين الكُتُب السَمآويَة ) المنَزلة من عند الله، قال ابن عباس :
" القرآن أمٍين علَى كُلِّ كٍتاب قَبلُه".
الآمانة كما جاءت في القرآن الكريم..
وردت الأمانة في القرآن الكريم على ثلاثة أوجه:
أحدها: الفرائض؛ قال تعالى: ﴿ .. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ.. ﴾"الأنفال: 27".
الثاني: الوديعة؛ قال تعالى:﴿..إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ..﴾"النساء: 58"..
الثالث: العفة والصيانة ؛ قال تعالى: ﴿.. إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ.. ﴾ "القصص: 26".



أنواع الأمانة..
الأمانة تشمل الدين، والأعراض، والأموال، والأجسام، والأرواح ، والعلوم، والولاية، والوصاية، والشهادة،
والقضاء، والكتابة، ونقل الحديث ، وكتم الأسرار، والرسالات، والسمع، والبصر، وسائر الحواس


فضل الأمانة:
عظيم ؛ فعندما يلتزم الناس بالأمانة يتحقق الخير، ويعم الحب ، وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بحفظهم للأمانة ،
فقال تعالى: (.. وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ..)"المعارج: 32".وفي الآخرة لهم الفوز العظيم يفوز ، وبجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين

أخواتي كم نحن بحاجة للأمانة .. فلقد اشتدت بنا الحال اليوم لها أكثر من ذي قبل ،
وزادت حاجتنا إلى الأمن والأمان ، فكلنا اصبحنا نبحث ونلهث وراء الأمن والأمان في ديننا وودنيانا ،
وحتى في أوطاننا ، وأعمالنا وأرزاقنا ، وقيمنا وأخلاقنا..
فلا يكون ذلك إلا بعودتنا إلى الإيمان، منبع الأمن والأمان، وأن يقوم كل فرد منا بدورهٍ ومسؤوليته ، وذلك بِحَمْل الأمانة ، ونبْذِ الخيانة. قال تعالى:
(.. إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ
أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا..)"النساء: 58".

samahfati

عيش بالحب واجعل كل لحظة كأنها آخر لحظة في حياتك

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 97 مشاهدة
نشرت فى 16 مايو 2011 بواسطة samahfati

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

12,181