authentication required

حصاد الأسبوع الأول من العام الجديد: الجداول المدرسية .. تشعل "المعارك" بين المعلمين المصالـح والمجامـلات والإتاوات .. تحدد شكل اليوم الدراسي 
شهدت المدارس في الأسبوع الأول من العام الدراسي الجديد.. صراعاً متصاعدا مع بداية العام الدراسي الجديد .. بسبب جداول الحصص المدرسية التي تعد أساس الانضباط بالعملية التعليمية والتي يتحدد علي أساسها أيضا نصاب كل مدرس من الحصص وسير اليوم الدراسي خلال الأسبوع وأنشطة المدرسة طوال العام.
وأكدوا ان الجداول المدرسية تعد بمثابة صداع مزمن بكل مدرسة نتيجة لانتشار المحسوبيات وافتقاد المعايير التربوية والعلمية.. كما أنها تستغل من قبل مديري المدارس كوسيلة عقابية تجاه المعلمين غير الراضين عنهم ومحاباة المقربين منهم.
وأشاروا إلي ان استمرار انتقالات المدرسين أثناء الفصل الدراسي ببعض الادارات التعليمية.. ووجود نقص من ناحية أخري يؤدي إلي كثرة التغييرات بالجدول الأمر الذي يربك الطلاب والمعلمين معا ويؤثر علي الأداء المدرسي وجودة التعليم بصفة عامة.
في البداية قالت فاطمة فاروق التي شددت علي ضرورة ثبات الجدول لأننا من المفترض مثل دول أوروبا والدول المتقدمة التي تبني خطط الأنشطة وشغل العام بالمدارس علي أساس الجداول والتي تكون في نفس الوقت مرنة لتلافي أي مواقف طارئة.. مشيرة إلي ان تطبيق تجربة الجداول الالكترونية علي سبيل المثال التي يطالب بها العديد من المعلمين تواجه بمقاومة شرسة من قبل مديري المدارس لأنها تنزع من يدهم سلطاتهم العقابية ومنحهم.. واضاف ان ايجاد حالة من تراض بين المدرسين عن الجداول المدرسية سواء التي يتم وضعها عن طريق فريق عمل أو الجداول الالكترونية يستلزم نجاحها اصدار وزارة التربية والتعليم قراراً بمنع انصراف المعلمين الا للضرورة القصوي أثناء اليوم الدراسي الأمر الذي سوف يحاصر بالتباعية أباطرة الدروس الخصوصية ويلغي بالتالي قيام الطلاب بالتزويغ من المدارس للحصول علي الدروس الخصوصية لأن الأباطرة نفسهم لن يستطيعوا الانصراف.. كما أشارت إلي ان الجداول المتناسقة يجب ان يراعي الا يعطي للمعلم حصة في بداية اليوم وحصة في آخر اليوم الذي يجعل يوم المعلم فارغا ولا يتفق مع مصلحة العمل.. داعيا إلي اعطاء المعلمين دورات تنمية بشرية وتعليمية توجهه الي طرق استغلال أوقات فراغهم أثناء اليوم الدراسي بحيث يصبح وقتا مفيدا للمعلم وللطالب وللمدرسة.
وأشار محمد صبحي السيد معلم بمدرسة السادات في الاسكندرية إلي ان مشكلة الجداول المدرسية ترجع ان الاهواء الشخصية هي تحدد أوقات الحصص لكل معلم.. بعيدا عن المعايير العلمية والتربوية.. مشيرا إلي ان معلمي مادة الرياضيات علي سبيل المثال كثيرا ما يفاجئون بوضع حصص مادته في آخر اليوم الدراسي وهو أمر غير مقبول علميا لأن الطلاب يكونون قد استنفدوا طاقاتهم الذهنية.
وأضاف محمد عودة معلم لغة عربية بمدرسة طه حسين في المنيا ان الواقع يشير إلي مديري المدارس يسندون في العادة مسألة وضع الجدول المدرسي إلي المقربين منهم لكي يستطيعوا مجاملة أو عقاب من يرغبون من المعلمين بالمدرسة وذلك دون النظر إلي أي قواعد علمية أو كفاءات مشيرا إلي ان الجداول المدرسية تتغير في بعض الأحيان أكثر من 5 مرات الأمر الذي يصيب الطلاب بنوع من الارتباك.
وحذر حسام عبدالحليم معلم بمدرسة طما الثانوي بنين بسوهاج ان الاقرار بكون جميع المواد متساوية يعد خطأ فادحا ينعكس علي الطالب بالسلب وينعكس ايضا علي قدرته التحصيلية مطالبا بأن يكون لوزارة التربية والتعليم دور فاعل في اعداد جداول الحصص بما يحقق مصلحة الطلاب أولا والعدالة بين المعلمين ثانيا وهو ما يتطلب من وزارة التربية والتعليم اعداد فريق من المتخصصين لدراسة طبيعة المناهج الدراسية واعداد جدول حصص موحد لكل مدارس الجمهورية.
وأكد مصطفي الأدهس ومصطفي أحمد محمد شحاتة ان الجدول المدرسي هو الطريقة الوحيدة التي يعاقب بها مدير المدرسة المعلم وهي السلاح المسلط علي رقاب المدرسين موضحا ان الجدول المدرسي لا يوضع بشكل اعتباطي لأن مديري المراحل الثلاث بالادارة التعليمية عليهم وضع مقترح للجدول المدرسي وإرساله للمدارس والثغرة الوحيدة الموجودة به للمجاملات وضع المدرس في الفترات الأولي هنا تحدث المجاملة والفترات الأخيرة للمغضوب عليهم فإن أزمة الجدول المدرسي أزمة ضمير بين المعلم وواضعيه مطالبين بتعيين لجنة تضم اكفاء المعلمين بكل مدرسة ولا يكون الاختيار عشوائيا ومن قبل المدير فقط ودون معايير.
العدالة
أوضح محمود فرغل معلم من مركز اسنا بمحافظة الأقصر انه كأحد واضعي الجداول المدرسية في مدرسته ان الجدول مثل لعبة الشطرنج في غاية الصعوبة لا يستطيع ان يضعه الا معلم متمرس حتي لا يحدث تضارب في الحصص مشيرا إلي ان مشاكل الجدول المدرسي تكمن في توزيع الحصص بالعدالة وهي مهمة غاية في الصعوبة وارضاء الجميع فالكل يريد الحصص المتقدمة لأن التلاميذ يكونون في غاية الحيوية والنشاط في بداية اليوم الدراسي والطالب المصري يصاب بحالة من الملل والفتور بعد الفسحة بالعادة مما يجعل مستوي التحصيل عنده منخفضا جدا مما يجبرني علي عدم وضع حصص مادة الكيمياء أو الرياضيات أو الفيزياء علي سبيل المثال الحصة السابعة أو السادسة وقد فقد التلميذ القدرة علي التحصيل ونقول أين التحصيل.. كما ان بعض المدرسين قد يكون منتدبا يوما أو يومين إلي المدرسة وباقي الأسبوع فـي مدرسة أخري فنضطر لاعطائه نصابه من الحصص حتي نهاية اليوم الدراسي وبعض موجهي العموم والمواد غير الثقافية مثل التربية الرياضية والمكتبات والتربية الموسيقية يقوم بإرسال نشرات بعدم وضع حصص الأنشطة في الحصص الأخيرة وتضطر مجبرا لتنفيذ النشرات وأيضا وبعد التعب والعناء الشديد في وضع الجدول بكل سهولة نجد بعض المدرسين انتدبوا إلي مدارس أخري مما يقلب الجدول رأسا علي عقب.
وأشار إلي ان الحل العلمي يكمن في قيام الوزارة بتثبيت المدرسين وعدم النقل بعد بداية العام الدراسي وايقاف حركات النقل الداخلي بعد بداية العام الدراسي الا في الحالات القصوي.
ونلاحظ أن الوزارة أيضا تقوم بتدريب المعلمين أثناء العام الدراسي وتركهم أيام الاجازة وقد تطول فترة التدريب مما يقلب الجدول المدرسي مرة أخري لكن أهم نقطة عند وضع الجدول المدرسي تكمن في قيادة المدرسة أثناء الحصص لاعطاء دروس خصوصية أو للعمل ما وجدت مشكلة في الجدول المدرسي ولكن ذلك يحدث بتواطئ بعض المديرين ضعاف النفوس.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 93 مشاهدة
نشرت فى 22 سبتمبر 2012 بواسطة saisai

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,907