اسرار قاتله
-----------
ليس شرط للقتل ان ندفن تحت الثرى فكم من قتيل على الارض يسير ..هكذا فكرت وأنا أتذكر احداث قصتى تلك ففيها جزء كبير من الواقع ،،،
بتلك القرية القابعه حضن الجبل باعالى صعيد مصر .نشاهد شريط اخضر زاهى يحوطه رمال وجبال وبعض التلال.. سبحان الله... مزيج قل ان يتواجد وكأننا لم ندخل القرن الواحد والعشرين ... النساء متشحات بالسواد والرجال على نفس الشاكلة بالجلباب المصرى الاصيل... وتبسمت، لى أكثر من عشرون عامآ خلت لم أزورها بعد أن رحلت مع أبى وأنا فى العاشره من عمرى بعد أن رفض أن يعيش تحت وطأت العادات الباليه ودخلت القريه ..عرفت بيت جدى وكأنى لم ارحل... كانت هناك فتاه تقف على سطح الدار ..بوجه كئيب تبدو شابه ....طرقت الباب لم تسأل من انا فقط نظرة فيها الكثير من الاستفهام . انها ابنة عمى التى تكبرنى بعامين فقط وتعارفنا وعرفت سبب حضورى للبلده ,,,
كنا نعيش بالخارج وقد وعدت والدى ان عدت للقاهره سأزور اهلى وقد وفيت بالوعد..
وأرسلتفى طلب أشقائها للحضور وكان بعضهم أكبر منى والبعض الآخر يصغرنى وكلهم متزوجين وكل واحد له اسره إلا (هى),,, بالتاكيد أصابنى العجب ولكنِ خجلت من السؤال وأخبرتهم انى سأبقى ليوم او اثنين مر أول يوم ,, وكذلك اليوم الثانى مابين الزيارات ومقابلة الأهل,, ولحظت مسحه من الحزن المصحوبه بالملل... اما اشقائها وهم خمسه يعاملونها بطريقه جافه أقرب ما يقال عنها إنها غضب مكبوت... بنهاية اليوم الثالث أخبرتها انى سأسافر غدآ ,,, وقبل ان اسافر اريد ان اعرف كيف شابه مثلك تحمل كل هذا الحزن برغم أنها من عائله مميزة وكيف لم تتزوج,,, وبعد صمت طويل سألتنى متى ستعودين لنا مره اخرى ؟
.. وكان سؤال غريب ولا أعرف لماذا خطر ببالى أن أفضل رد أنى لن أعود مره اخرى ,, حسنآ سأخبرك سر يجثم على صدرى وأعطيتها وعد بعدم البوح ,,,
ذلك أنه من خمسة عشر عامآ اختار لى اخوتى الزوج المناسب كان يكبرنى بعشره أعوام .. لم أكن أرتاح له,,, كنت أجده ممل حاولت اقناعهم ولكن ... أخبرتنى أمى أنها مريضه وتريد أن تطمئن على ووافقت,, وتمت الخطوبه.. ولكن أمى أصابها مرض عضال واصبحت مسئوله عنها وأتفقنا ان يؤجل الزواج حتى تتعافى أمى,, وأصبح يتردد علينا للإطمئنان عل أمى.. استمر على هذا الحال وفى يوم إستغل مرض أمى وغيبوبتها,, واعتدى على بالمعنى الحرفى بكل قسوه وفى النهايه اعتذر بحجه واهية انه يحبنى,, وتقبلت اﻷمر الواقع,, وبعد شهر ماتت أمى وتأجل الزواج حتى يمر عام ووصلنى خبر أنه سيسافر الى احد الدول ليعمل ويعود بعد عام لإتمام الزواج,, لم استرح لهذا الكلام.. خاصه أنه أصبح يتحاشانى .. أصابتنى الهواجس.. ويومآ تتبعته إلى الحقل عند المغرب وتسللت حتى لا يرانى أحد.. فوجىء بى ..سألته عما حدث لماذا الرحيل؟؟ وكيف سيتركنى بعد ماحدث ؟
بمنتهى الوقاحه أخبرنى أنه يفسخ ارتباطنا قبل السفر. وبغضب دفعته ووقع فى الترعه وراح يحاول الخروج تركته ولم التفت خلفى ..وصلنى فى الصباح انه وجد ميت ...قالو أن الترعه كان بها مبيد للتطهير ولابد أنه تعثر وسقط وتسمم وأصابنى الهلع ..ماذا أصنع ؟ هل أخبر أحد،؟ هل أصمت،؟
أصابتنى حاله من الحزن الكل اعتقد أنه حزن عليه ...مرت فتره وصمم اخواتى على تزويجى.. رفضت واعتبرت أن غضبهم و بعض الاشاعات أرحم من أن يكتشف من أتزوجه حقيقة ما حدث.. ومن يومها. أعيش كابوس مستمر .. يطاردنى فى صحوى ومنامى ,,
. ولم أتحدث معها ولا كلمه بعد حديثنا هذا.. هل أواسيها . أعزيها .. اصبرها ..؟لا أعلم.. ورحلت مر عامان وعدت اليوم .. إنتابتني رغبه فى الإستفسار والإطمئنان تراجعت فما هى إلا بقيا إنسان يمشى على الأرض فما فائدة ان أحرك النار التى لا تنطفىء تحت الرماد....
ماجى صلاح