التجارة الإلكترونية و العمل من خلال الشبكة


مما لا شك فيه أنك قد قرأت عن التجارة الإلكترونية أو سمعت بأن هناك من يعمل من خلال الشبكة و يجني الأرباح الطائلة و ربما أغراك ذلك لدخول عالم التجارة و العمل من خلال الشبكة العالمية للمعلومات. الأمر في الحقيقة أكبر من الإغراء المادي أو الربح السريع ذلك أن العمل من خلال الشبكة ليس بالسهولة التي تتوقعها. الرجاء ملاحظة أن إنشاء موقع أو منتدى حوار و من ثم لصق بعض الإعلانات فيه ليس من التجارة في شيء. التجارة الإلكترونية عملية أكثر تعقيدا مما تتصور و لن تحقق شيئا يذكر في هذا العالم لمجرد أنك تعتقد بأن إعلانات قوقل تدر ربحا يوميا جيدا لأصحاب المواقع.

أحد المواقع العربية يزوره يوميا ما لا يقل عن ثلاثة آلاف زآئر مختلف و مع ذلك تخفق الإدارة في توفير المال اللازم لتغطية تكاليف الإستضافة السنوية و هي باهضة بالنسبة لموقع عليه طلب كثير. ثلاثة آلاف زائر يوميا و النتيجة عجز عن تسديد تكاليف الإستضافة علما بأن جميع العاملين و الإداريين لا يتغاضون أي مرتبات شهرية. هناك خلل كبير و هذا ما سنحاول كشفه من خلال هذا الموضوع المختصر.

ما هي التجارة الإلكترونية؟

التجارة الإلكترونية هي عملية البيع من خلال الشبكة العالمية (الإنترنت) و على هذا الأساس فإن جميع العمليات المتعلقة بها تتم عبر الشبكة بإستخدام موقع واحد أو عدة مواقع مختلفة الهدف منها جلب الزبون إلى الموقع المستهدف من أجل إتمام عملية البيع بطريقة آلية بالكامل.

أهم عنصر يحدد ملامح التجارة الإلكترونية هو عملية البيع الآلية، حيث يوفر الموقع وسيلة مناسبة للزبون للشراء و من ثم الدفع لمشترياته دون الحاجة لإنتظار مدير الموقع للموافقة على طلب الشراء و دون الحاجة لتحويل المال عن طريق وسيلة أخرى كإستخدام الشيكات أو التحويل البنكي أو الإستعانة بخدمات تحويل الأموال العالمية. في أي مرة تدخل هذة العناصر المساعدة فإن التجارة الإلكترونية تتحول إلى تجارة تقليدية. و يتحول دور الموقع إلى وسيلة ترويج ليس أكثر. في أي مرة يضطر فيها المشتري إلى ترك الجهاز و التوجه للبنك أو مكتب تحويل الأموال فإن عملية البيع مهددة بالفشل حيث يتسنى للزبون الكثير من الوقت للتراجع عن عملية الشراء بالكامل.

إذا من الضروري التأكد بأن آلية الدفع متوفرة على الموقع نفسه و إلا تحولت العملية إلى تجارة تقليدية و لن يستفيد التاجر كثيرا من كون المنتج معروض على الشبكة.

مقومات البيع و التجارة الإلكترونية

١- المنتج: قد يكون سلعة ملموسة يمكن تغليفها و شحنها للزبون عن طريق البريد. أو قد يكون برنامج أو ملف إلكتروني قابل للتحميل أو حتى خدمة عادية كخدمة إيصال الزهور أو الترجمة أو أي شيء آخر يعرضه البائع و يقبل عليه المشتري مقابل مبلغ من المال.

٢- موقع إلكتروني: يقدم واجهة آمنة و سهلة الإستخدام للزبون يستطيع من خلالها إستعراض المنتجات و الخدمات و التعرف عليها و على مواصفاتها بشكل تفصيلي يساعده على إتخاذ قرار الشراء. في حالة توصل الزبون لقرار بشراء خدمة أو سلعة ما فإن الموقع يوفر له وسيلة مناسبة لإتمام الصفقة.

٣- وسيلة شحن و توصيل: بالنسبة للسلع و المنتجات الملموسة لا بد من توفر وسيلة شحن مناسبة و مضمونة تقوم بإيصال المنتج إلى الزبون.

٤- الإعلان و الترويج: يلعب الترويج للمنتجات و للموقع نفسه دورا أساسيا في نجاح التجارة الإلكترونية. يتم جذب الزبائن بعدة طرق منها الحملات الدعاية و الترويجية سواء على الشبكة أو حتى خارجها كدعايات المجلات و الصحف و حتى الإعلانات التلفزيونية.

بطاقة الإئتمان

تلعب بطاقات الإئتمان دورا مهما في عملية البيع عن طريق الشبكة و هي الوسيلة الوحيدة المؤثرة في التجارة الإلكترونية بغض النظر عن وجود وسائل دفع أخرى. يمكن الدفع عن طريق بطاقات البنك العادية أيضا مع أنها ليست بطاقات إئتمان و لكنها مؤهلة للقيام بنفس المهمة. فبطاقات الصراف الآلي الصادرة من البنوك المحلية التي تتعامل مع شركات الإئتمان كالفيزا أو الماستركارد و تحمل إحدى العلامتين تعد وسيلة دفع مقبولة إلكترونيا و بهذا فإن الزبون لديه خيارات أكبر. الشرط الوحيد هو وجود رصيد في البنك يغطي ثمن الشراء.

في الصورة مثالان فقط لبطاقات الخصم أو بطاقات الصراف الآلي و هي مشابهة لبطاقات الإئتمان إلى حد كبير و لكنها تعتمد على وجود رصيد فعلي في حساب الزبون. على كل حال فإن بطاقات الإئتمان أو بطاقات الخصم المباشر ما هي إلا وسيلة إلكترونية للدفع مقابل المشتريات لذا ليس مهما النوع مادامت تؤدي نفس الغرض.

التجارة الإلكترونية و العمل من المنزل

التجارة الإلكترونية وفرت مناخا جيدا للعمل من المنزل و خلقت فرص عمل جديدة كان من المستحيل حدوثها لولا توفر الوسائل الإلكترونية الفعالة المتوفرة لنا هذة الأيام. الآن يستطيع أي إنسان دخول عالم التجارة و مزاولة مهنة مربحة دون عناء يذكر. هذة السهولة في التطبيق تخفي ورائها ما هو أعظم و هذا ما قد يفسر فشل الكثير من المستثمرين في هذا المجال في تحقيق أرباح ملموسة تحدث فرقا في حياتهم. نعم الوسائل متوفرة و لكن هذا لا يعني النجاح، فحتى الذهب كان متوفرا لسنوات عديدة قبل أن يتمكن الإنسان من تشكيله و زخرفته ليصنع منه حليا لها قيمة فعلية.

للنجاح في عالم التجارة الإلكترونية يجب على المستثمر في هذا المجال توجيه طاقته نحو فهم أعمق للسوق التي ينوي دخولها و نوعيات الزبائن المحتملين و مدى تقبلهم لفكرة التجارة الإلكترونية و فكرة إستخدام بطاقة الدفع الإلكترونية من الأساس. لا يمكننا أبدا تقديم خدمات عالية التقنية لزبائن لا يؤمنون بالتكنولوجيا بل يخافون منها. على هذا الأساس يجب أن نركز جهودنا نحو البحث عن نوعيات الزبائن المهتمة بمنتجاتنا و لديها القدرة على الدفع إلكترونيا.

الآن بالعودة لمشكلة صاحب الموقع الشعبي الذي لم يفلح في التجارة الإلكترونية نجد بأنه إعتمد إعتماد كلي على عدد الزوار دون النظر إلى نوعياتهم. و لو أمعنا النظر في نوع الموقع سنجد بأنه مجرد منتدى حوار عام و هذة النوعية من المواقع لا يمكن لها أبدا أن تجذب النوعية المناسبة من المستخدمين و مهما كان العدد كبيرا فإن المردود التجاري منه لا يكاد يذكر. إذا في عالم التجارة الإلكترونية العدد ليس مقياسا حقيقيا على النجاح.

إذا التركيز هنا سيتم على النوعية. أي يجب أن ننشىء مواقع تجذب نوعيات محددة من الزوار متلهفة لشراء منتجاتنا المعروضة و لا تستطيع الإنتظار أكثر للحصول عليها. هدف الموقع إذا هو تحويل الزائر إلى مشتري و هذة المهمة صعبة جدا للمبتدئين و قد تستغرق المستثمر الغير عالم بخفايا الأمور سنوات طويلة قبل إكتشاف المعادلة الصحيحة للبيع عبر الشبكة. إذا من البديهي صرف قليل من الإهتمام بوسائل الدعاية و الترويج و التسويق القادرة على تحويل الزائر إلى زبون حقيقي و المحافظة عليه للمزيد من الأرباح لاحقا.

هذا يأخذنا لعنصر الترويج و التسويق. هنا تكمن عوامل النجاح و الفشل. الترويج الخاطىء يجذب زوار لا يحملون الصفات المطلوبة و هذا ما يؤدي للفشل أما الترويج و التسويق الصحيحين فيخلقان الزبون خلقا و ذلك عن طريق تثقيفه بالمنتجات و الخدمات أولا و من ثم تمريره عبر مراحل متدرجة صعودا نحو الهدف الأسمى ألا و هو إخراج بطاقته الإئتمانية دون خوف أو تردد.

التجارة الإلكترونية تتعدى تصميم موقع على الشبكة و تحميله بألوان من البرامج التي لا قيمة لها. في النهاية المستثمر يريد البيع و ليس شيئا آخر. إعرف ما تريد، تعرف كيف تصل إليه.

--------------------------------------------------------------------------
يمكن إعادة نشر المقال بشرط المحافظة على هذا الإعلان ezweblogic.com
--------------------------------------------------------------------------

saged66

saged

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 340 مشاهدة
نشرت فى 9 مايو 2011 بواسطة saged66

ساحة النقاش

ساجد

saged66
علي أن أسعى وليس علي إدراك النجاح »

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

1,896