السلامة الكيماوية ومخاطر الكيمياويات ووسائل السلامة
ليس هناك شك في أن الكيماويات قد لعبت دورا هاما في تطور المجتمعات البشرية من خلال استخدامها في كافة الأنشطة العلمية، الصناعية، الزراعية، البترولية، العلاجية، التجارية، الحربية والمنزلية. وكما ساعدت الكيماويات على ارتقاء مستوي الحياة، إلا أنها أدت إلى تعرض صحة الإنسان و بيئته إلى مخاطر كثيرة أثناء إنتاجها و نقلها و تخزينها و استخدامها و عند التخلص منها. وحقيقة، فإن قضايا السلامة الكيميائية هي عامل يدخل تقريبا في كل مجالات الحياة، باعتبارها مكوناً في إيجاد حلول لبعض المشاكل، وكذا باعتبارها شاغلاً فيما يتعلق بتوليد النفايات الخطرة والتلوث البيئي والتعرض البشري الذي قد ينجم عن إنتاج وإطلاق تركيبات ومنتجات لا حصر لها وطرحها في الأسواق. ولتقليل المخاطر الصحية والبيئية الناشئة عن تداول الكيماويات يلزم وضع خطط و نظم خاصة للسلامة الكيميائية التي تشمل الطرق الآمنة لإدارة تداولها ونقلها وتخزينها، ثم التخلص منها أو تدويرها بطرق آمنة مبنية على أسس علمية سليمة وعلى معلومات وبيانات دقيقة واضحة و متجددة.
تعريف السلامة الكيميائية وأهميتها
السلامة في اللغة تعني النجاة والبراءة من العيوب والآفات. جاء في الموسوعة العربية العالمية أن كلمة السلامة تدل على التدابير الوقائية التي يتخذها الإنسان لمنع الحوادث. يواجه متداولو المواد الكيميائية في المواقع الإنتاجية، أو الخدمية، أو البحثية، أو التعليمية العديد من المخاطر، ترجع في أغلبها إلى طبيعة العمل ذاته، وضرورة استخدام أدوات الحماية الشخصية، كما ترجع إلى طبيعة المواد الكيميائية وضرورة التعرف على بطاقات الأمان والبيانات اللازمة للتعرف على صفات وخطورة المواد المستخدمة، بالإضافة إلى كيفية التعامل معها أثناء عمليات النقل والتخزين، والتدريب على مواجهة الانسكابات والكوارث الأخرى التي قد تحدث في مكان العمل. هذا ويتسع نطاق السلامة الكيميائية ليشمل سلامة البيئة المحيطة وحتمية إتباع الطرق الآمنة عند التخلص من النفايات الكيميائية.
تنبع أهمية السلامة الكيميائية من كثرة وتعدد أنواع المواد الكيميائية الموجودة في العالم الآن، حيث يتم إنتاج ما يقرب من 1500 نوع جديد من المواد الكيماوية سنويا، هذا بالإضافة إلى وجود ما يتراوح ما بين 70,000 إلى 100,000مادة كيميائية في الأسواق حالياً. كما تزداد معدلات إنتاج هذه المواد سنويا، ويقدر الخبراء انه خلال الخمسة العشر عاما القادمة سيرتفع إنتاج المواد الكيماوية المصنعة بنحو 85%. وطبقاً لمنظمة الصحة العالمية فإن التسمم غير المتعمد بالكيماويات يتسبب في وفاة 50,000 من الأطفال دون سن الرابعة عشرة سنوياً. وقد ثبت أن بعض الصناعات ينتج عنها مواد شديدة الخطورة مثل مركبات " الديوكسين Dioxins " ، التي تعتبر من أخطر المواد السامة التي حضّرها الإنسان، ومخلفات أخرى صلبة وسائلة تلقى معظمها في المسطحات المائية دون معالجة. ويزيد من خطورة هذه المخلفات أن معظمها شديد الثبات ولا يتحلل تحت الظروف الطبيعية المعتادة ويبقى أثرها الضار طويلاً في هذه المسطحات، مما قد يدمر السلسلة الغذائية الموجودة فيها، ويضر بالتالي بما تحويه هذه المسطحات من أنواع الأسماك والقشريات المختلفة والثروات المائية الأخرى. وقد يحدث تلوث كيمائي نتيجة لوقوع أخطاء مهنية أثناء عمليات التصنيع والنقل والتخزين للكيماويات، ومن أخطر الحوادث الصناعية للكيماويات حادث بوبال في الهند عام 1984 الذي أدى إلى وفاة أكثر من ألفي شخص، وإصابة عدة آلاف أخرى نتيجة لتسرب مادة أيسوسيانات الميثيل من أحد الخزانات بالشركة المنتجة. كما تحتوي بعض المخلفات الصناعية على المعادن الثقيلة مثل الزئبق والنحاس و الكادميوم والرصاص والكروم والزرنيخ والزنك، وهي عناصر شديدة السمية للكائنات الحية ولها القدرة على التراكم في الأنسجة الحية؛ الأمر الذي أدى إلى حدوث ما يعرف بمرض (الميناماتا) وذلك نسبة إلى منطقة خليج ( ميناماتا ) باليابان عام 1953م عند استهلاك الأسماك الملوثة بميثيل الزئبق Methyl mercury، حيث يؤدي إلى ارتخاء العضلات وإتلاف خلايا المخ وأعضاء الجسم الأخرى، وأخيرا الموت.
البرنامج الدولي للسلامة الكيميائية
تم وضع البرنامج الدولي للسلامة الكيميائية بوصفه إجراء لمتابعة أعمال مؤتمر استكهولم المعني بالبيئة البشرية عام 1972 الذي دعا إلى وضع برامج للإنذار المبكر بالآثار الضارة للمواد الكيميائية والوقاية منها وإلى تقييم المخاطر المحتملة على صحة الإنسان نتيجة ذلك. وكانت نتيجة ذلك أن اتفق الرؤساء التنفيذيون لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، منظمة العمل الدولية (ILO)، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) على التعاون في البرنامج الدولي للسلامة الكيميائية (IPCS)، وذلك في إطار ولاية كل منهم بغية تعزيز التعاون الدولي. وتم استهلال البرنامج الدولي للسلامة الكيميائية رسمياً عام 1980 بموجب مذكرة تفاهم بين هذه المنظمات. تتمثل الحكومات في المحفل الحكومي الدولي المعني بالسلامة الكيميائية (IFCS)، وكذلك المنظمات الحكومية الدولية وغيرها من الجهات الناشطة في مجال السلامة الكيميائية، وكذلك مجموعات واسعة تمثل الصناعة، ومنظمات غير حكومية تعمل في مجال المصلحة العامة، والعاملين بالأوساط العلمية. تم توجيه الانتباه الدولي بشكل متزايد نحو قضايا المواد الكيميائية استجابة لشواغل محددة، وذلك على مدى العقود الثلاثة أو الأربعة الماضية. وقد تناول مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية (مؤتمر قمة الأرض) في عام 1992 موضوع المواد الكيميائية السامة في الفصل 19 من جدول أعمال القرن 21، وأيضاً في الفصل 20 الذي يتعلق بالنفايات الخطرة. أكدت الفقرة 49 من الفصل 19 أهمية نهج "دورة الحياة للمادة الكيميائية" بقولها إن على الحكومات عن طريق التعاون مع المنظمات الدولية ذات الصلة، أن تنظر في إتباع سياسات تستند إلى أمور كثيرة من بينها نهج دورة الحياة إزاء إدارة المواد الكيميائية الذي يغطي التصنيع والتجارة والنقل والاستخدام والتخلص، وأن عليها أن تقوم بأنشطة منسقة لتقليل مخاطر المواد الكيميائية السمية مع مراعاة دورة الحياة الكاملة للمواد الكيميائية، كما حددت نفس المذكرة ستة مجالات رئيسية للتعاون الدولي من أجل الإدارة السليمة للمواد الكيماوية، ومن أهمها:
1- التوسع في التقييم الدولي للأخطار المترتبة على المواد الكيماوية، مع الحرص على توفير قاعدة مناسبة لدى جميع الدول كحد أدنى وضرورة الاهتمام بصفة خاصة بالمواد التي لها انعكاسات مستمرة على البيئة أو الصحة العامة، و بالتالي يصعب التعامل معها، ومن أمثلة ذلك الملوثات العضوية الثابتة POPs.
2- العمل على مواءمة و توحيد تصنيف و عنونة المواد الكيماوية، وذلك بغرض زيادة القدرة على الفهم المشترك للعلامات المستخدمة، وضرورة مراعاة ألا تؤدي العنونة إلى عوائق تجارية غير مبررة.
3- تبادل المعلومات حول المواد السامة و المخاطر المترتبة على الكيماويات، وذلك من حيث المنافع و المخاطر المرتبطة بها، مع منع تصدير المنتجات التي يحظر استخدامها في بلاد المنشأ.
4- إعداد برامج لتخفيض المخاطر، وذلك من خلال البدائل الثلاثة المتاحة، وهي: (أ) استخدام مواد أخري أقل ضرراً ؛ (ب) إعداد إجراءات للسيطرة على الآثار السلبية أخذاً في الاعتبار دورة حياة المادة ، مع توجيه اهتمام خاص للمواد السامة و تلك التي لها أثار ثابتة أو مستمرة أو تراكمية، مع إتباع منهج الأخذ بالأحوط، و مبدأ مسئولية الجهة المنتجة ومعالجة المخاطر الناتجة عن مخزون المواد الكيماوية الخطرة منتهية الصلاحية؛ (ج) مراجعة المواد الكيماوية المستخدمة باستمرار على ضوء المعلومات العلمية المتوفرة وبخاصة المبيدات. ينبغي مراعاة توعية الجمهور والفنيين والعمال والمزارعين باعتبارهم من أكثر الفئات تعرضا لهذه المواد بحكم طبيعة عملهم حول البدائل والمخاطر.
5- تعزيز القدرات الوطنية على التعامل مع الكيماويات، وذلك عن طريق برامج التدريب والتوعية البيئية.
6- التأكيد على نشر ثقافة الإدارة البيئية السليمة للكيماويات، والتي تتلخص في: التشريع، تجميع ونشر المعلومات، القدرة على تقييم و تفسير المخاطر، إعداد سياسات لإدارة المخاطر، القدرة على التنفيذ، القدرة على إصلاح وإعادة تأهيل المواقع المتأثرة، وجود برامج مناسبة وفعالة للتوعية، والقدرة على مواجهة الطوارئ.
ومنذ ذلك الحين، تم اتخاذ إجراءات متنوعة بهدف وضع وتنفيذ سياسات لمعالجة المواد الكيميائية على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية، شملت الحكومات والمنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية. وبناء على ذلك تم تكوين المنتدى الحكومي الدولي المعني بالسلامة الكيميائية في عام 1994 م بهدف تنسيق الجهود الدولية لمواجهة التحديات المتعلقة بالمواد السامة الواردة في الفصل 19 من جدول أعمال القرن 21، ودفع الحكومات والمنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية للمشاركة في اتخاذ إجراء جماعي. وقد لعب هذا المنتدى دوراً مهماً في تحسين الاتصال فيما بين أصحاب المصلحة لوضع توصيات للتفاوض بشأن اتفاقية استكهولم لإدارة الملوثات العضوية الثابتة. اعتمد برنامج هيئة الأمم المتحدة في فبراير2002 الحاجة إلى وضع نهج استراتيجي للإدارة الدولية للمواد الكيماوية (SIACM)، وصادق على إعلان "باهيا" وأولويات العمل لما بعد 2000 م الصادر عن المحفل الدولي المعني بالسلامة الدولية (IFCS) كأساس لهذا النهج. تم التصديق على المبادرة بشأن وضع نهج استراتيجي للإدارة الدولية للمواد الكيماوية خلال مؤتمر القمة العالمي للتنمية المستدامة بجوهانسبرج/ جنوب أفريقيا الذي تم عقده في سبتمبر 2002 م بشأن تحديد العام 2005 م كموعد مستهدف لاستكمال النهج الاستراتيجي للإدارة الدولية للمواد الكيماوية، كما تم تحديد عام 2020 م كموعد مستهدف تستخدم فيه المواد الكيماوية بطرق تفضي إلى الحد من تأثيراتها الضارة على الصحة العامة والبيئة. وقد تم التصديق على النهج الاستراتيجي للإدارة الدولية للمواد الكيميائية خلال المؤتمر الدولي للسلامة الكيميائية بمدينة دبي/ دولة الإمارات العربية المتحدة في شهر فبراير من العام 2006 م.
يتناول نطاق النهج الاستراتيجي للإدارة الدولية للمواد الكيميائية (SIACM) جميع أشكال المواد الكيميائية التي تخضع للاستخدام المدني بدون التعامل مع المواد الأخرى (الأسلحة الكيماوية والنووية)، ويمتد هذا النطاق ليشمل جميع مراحل دورة حياة المواد الكيميائية، وكذلك دورة حياة المنتجات المحتوية على مواد كيميائية، مع مراعاة نهجي "من المهد إلى اللحد" و/أو "من المهد إلى المهد" الخاصين بالمواد الكيميائية. كما يوجد لدى برنامج الأمم المتحدة للبيئة برنامج نشيط ومتنام لمساعدة البلدان على بناء قدراتها في إدارة السلامة الكيميائية. ويتمثل النهج العام في توفير الدراية والتدريب على العناصر الرئيسية للسلامة الكيميائية التي تدعم عادةً اتفاقيتي روتردام و استكهولم. وفي هذا الصدد، بدأت الدول العربية المرحلة الأولى من تنفيذ هذا النهج الاستراتيجي وما يتضمنه من تطوير خطط العمل الوطنية لكل دولة، وجدير بالذكر أن الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة تعتبر هي المنسق الوطني لبرنامج السلامة الكيميائية بالمملكة العربية السعودية.
طرق التعرض للكيمياويات
توجد المواد الكيميائية على ثلاث حالات رئيسية: (أ) الحالة السائلة، و من أمثلتها: المحاليل العضوية وغير العضوية، الأحماض، المبيدات السائلة، المنظفات السائلة، والدهانات. (ب) الحالة الصلبة: ومن أمثلتها مساحيق المبيدات الحشرية وغبار العمليات الصناعية مثل الأسمنت والأسبستوس. (ج) الحالة الغازية ومنها: أبخرة المواد الكيماوية واحتراقها وتفاعلها، والأدخنة والغازات المعدنية الناتجة عن عملية اللحام. ويوجد هناك اختلاف بمعدل امتصاص الملوثات إلى الجسم بين الأفراد بحسب العمر أو الجنس أو الوراثة، كما يختلف معدل امتصاص الملوثات تبعاً للجهد الفيزيائي أو المناخ السائد في بيئة العمل، وتعتمد درجة الخطورة للتعرض للمواد الكيميائية على نوع المادة ودرجة تركيزها، ومدة التعرض لها. عموما يمكن أن تدخل المواد الكيميائية لجسم الإنسان عن طريق أربعة طرق رئيسية هي:
1. الاستنشاق Inhalation: وهو الطريق الشائع الأكثر أهمية في التعرض المهني. وتشمل المواد المستنشقة: الغازات، الأبخرة، الأغبرة، والأدخنة، وترتبط درجة الاستنشاق بالخواص الفيزيائية والكيميائية للملوث والحالة الفسيولوجية للجهاز التنفسي.
2. الامتصاص Absorptionمن خلال الجلد والعينين: وهو الطريق الثاني الأكثر شيوعاً للتعرض، حيث توجد بعض المواد التي تستطيع النفاذ عـبـر الجلد والعينين والوصــول إلى الدورة الدموية. وتعتبر تجاويف الشعر والغدد العرقية الدهنية إضافة إلى الجروح والخدوش الصغيرة في البشرة من أهم مناطق الجلد التي يمكن للمواد الكيميائية النفوذ من خلالها. كما يمكن لتلوث الملابس والأحذية أن يشكل خطراً جسيماً نظراً لتركز ( تجمع ) المواد الملوثة السامة عليها مما يزيد من شدة الإصابة. ولا يمكن إغفال ملامسة المواد الكيميائية للعيون، إذ تعتبر من أشد الأمور خطورة نظراً لشدة حساسية العين.
3. البلع Ingestion: ويجري دخول المواد الكيميائية بهذه الطريقة إلى الجهاز الهضمي نتيجة ابتلاع وتناول الأطعمة أو المشروبات وغيرها الملوثة بالمواد السامة، أو تلوث اليدين وقضم الأظافر، أو بسبب غياب النظافة العامة أو الشخصية.
4. الحقن الخاطئ Accidental Injection: وذلك عن طريق الإصابة بآلة حادة ملوثة بالمادة الكيميائية.
درجة سمية المواد الكيمياوية وخطورتها
بصفة عامة يمكن تقسيم أنواع التأثيرات السمية للكيماويات إلى ما يلي:
أ. السمية الحادة والمزمنة: إذ تظهر التأثيرات الحادة مباشرة أو بعد فترة قصيرة جدا من التعرض للمادة الكيميائية بعد دخولها إلى الجسم بتراكيز عالية نسبيا دفعة واحدة أو عدة دفعات كبيرة خلال فترة قصيرة. أما التأثيرات المزمنة فتظهر نتيجة التعرض المتكرر إلى تراكيز منخفضة من المواد السامة ولفترة طويلة من الزمن وهو غالبا مهني المنشأ.
ب. السمية الموضعية و الجهازية: وتنجم التأثيرات الموضعية عن استجابات فسيولوجية في موقع تماس الطرق التنفسية, الجلد, العين, الأغشية المخاطية. أما التأثيرات الجهازية فهي تأثيرات معممة تؤدي إلى حدوث تغيرات في الوظائف الطبيعية لأجهزة الجسم المختلفة. وعلى سبيل المثال، فإن الرصاص، البنزول، أول أكسيد الكربون، التولويدين يؤثرون في الدم، كذلك يؤثر كل من الرصاص، المنجنيز، البنزول، الزئبق في الجهاز العصبي والدماغ، كما وأن الكروم، النيكل، الفينول يؤثرون في الجلد، بينما يؤثر كل من رابع كلور الكربون، الكادميوم في الكبد والكلى.
لا تأتي خطورة المواد الكيميائية من مدى سمية المادة فقط، وإنما من كمية المادة السامة (الجرعة) التي تم التعرض لها كما في المعادلة (درجة الخطورة = درجة سمية المادة × الجرعة)، إضافة إلى الطبيعة الفيزيائية للمادة ومدة التعرض الزمنية. كما وأن تأثير التعرض المتزامن لاثنين أو أكثر من المواد يمكن أن يختلف عن تأثير المواد منفصلة،كأن يكون التأثير المشترك للمواد أكبر من مجموع التأثيرات المستقلة لها، أو يمكن لإحدى المادتين أن تبطل تأثير الأخرى أو يمكن للمادة في بعض الأحيان أن لا تسبب أذى بحد ذاتها لكنها تجعل تأثيرات المادة الأخرى أسوأ. ويمكن معمليا قياس شدة السمية باستخدام مقياس LD50 أو LC50 (تركيز المادة الذي يقتل أو يضر 50% من مجموع الكائنات الحية المعرضة)، بحيث تزداد السمية كلما تناقصت هاتين القيمتين. كما ترتبط خطورة المواد الكيماوية بعدد من الصفات والتصنيفات التي تحدد درجة سميتها وتأثيرها على الصحة العامة والبيئة. فمثلا، تصنف الخطورة الذاتية للمادة على حسب خصائصها الذاتية (الفيزيائية-الكيميائية) التي تتضمنها المادة إلى إحدى المجموعات التالية: المواد المؤكسدة – المواد القابلة للانفجار – المواد الأكالة. ويمكن كذلك تصنيف الخطورة الصحية للمواد الكيميائية على أساس آثارها السمية الفورية أو بعيدة المدى الضارة بالصحة العامة إلى المجموعات التالية: المواد المسرطنة – المواد المهيجة – المواد المثبطة – المواد ذات السمية الجهازية – المواد المطفرة – المواد الماسخة - المواد المحسسة – المواد الخانقة. أما الخطورة البيئية للكيماويات فهي ترتبط بمدى تأثيرها على كل من التربة أو المياه أو الهواء.
يلاحظ أن درجة التأثير السمي للمادة لا تكون واحدة لدى جميع الأعمار وأعضاء وأجهزة جسم الإنسان، إذ يعتبر الأطفال وكبار السن هم الأكثر تأثراً بالملوثات الكيميائية لضعف جهاز المناعة لديهم. وقد وجد أن الأطفال يمتصون ويحتفظون داخل أجسادهم بكميات أكبر من الرصاص قد تصل لأكثر من (35) مرة ما تمتصه وتحتفظ به أجساد الكبار. وتوصلت إحدى الدراسات إلى أن واحداً من كل ستة أطفال ممن يتعرضون لمستويات عالية من الملوثات الكيميائية يصاب بأضرار خطيرة في المخ تتراوح بين الشلل الدماغي والتخلف العقلي وضعف التركيز وانخفاض مهارات التخاطب والمهارات السلوكية. أوضحت الدراسة كذلك أن الرصاص والزئبق كانا على رأس قائمة المركبات التي تسبب مخاطر كبيرة لأدمغة الأطفال حديثي الولادة والرضع وكذا الأجنة، لأن أدمغتهم خلال هذه المرحلة تكون حساسة للغاية تجاه هذه الملوثات، والتي تشمل أيضاً بعض المواد المستعملة في المنازل، مثل الألمنيوم المستخدم في أواني الطهي، المطهرات، والأسيتون الذي يدخل في تكوين مزيل صبغ الأظافر، إضافة إلى الكيماويات والمعادن الثقيلة التي تنتقل إليهم عبر مياه الشرب أو الأغذية أو الهواء الملوث في المدن الحضرية والصناعية. كذلك تتأثر بعض الأعضاء والأجهزة، التي تسمى بالأعضاء أو الأجهزة المستهدفة، أكثر من غيرها بسمية المواد الكيميائية، فالجهاز العصبي المركزي غالبا ما يكون مستهدفا في التأثيرات الجهازية للمواد الكيميائية، تليه أجهزة دوران الدم والكبد والكلى والرئة والجلد. أما العضلات والعظام فهي أقل الأعضاء المستهدفة لقليل من المواد، بينما تكون أجهزة التكاثر الذكرية والأنثوية حساسة للعديد من المواد الكيميائية.
تجهيزات السلامة ومعدات الوقاية الشخصية
إن السلامة والصحة هي مسؤولية كل فرد من متداولي المواد الكيميائية، لذا يتوجب على جميع العاملين في هذا المجال أن يلتزموا بإتباع إرشادات الأمن والسلامة وأن يتفقدوا تجهيزات السلامة في الأماكن التي يعملون بها، سواء أكانت مختبرات أو مستودعات أو مصانع أو الشركات والمحلات المنتجة والموزعة لهذه الكيماويات. كما وإن تعاون كافة العاملين يعتبر أمراً مهماً وضرورياً للمحافظة على أوضاع عمل سليمة داخل بيئة العمل. كذلك تعتبر معدات الوقاية الشخصية وسيلة وقائية إضافية ومكملة لمجموعة الإجراءات والتجهيزات التي تتخذ لتأمين سلامة وحماية المعرضين لمخاطر المواد الكيميائية.
أولاً : تجهيزات السلامة
تساهم تجهيزات السلامة عبر اتخاذ إجراءات السيطرة الملائمة في بيئة العمل في التوصل إلى مستوى التعرض الآمن للمادة الكيميائية، وما يجنب حدوث تأثيرات سلبية للمادة في حدود هذا المستوى أو دونه. يمكن التحقق من تجهيزات السلامة عبر النقاط التالية:
1-1 حالة الموقع (بيئة العمل): وذلك من حيث جودة التهوية والإضاءة ونظافة وسلامة الأرضيات.
1-2 طفايات وبطانيات الحريق ونظم الإنذار وكواشف الدخان: وذلك من حيث توفر الطفايات الصالحة للاستعمال، وبطانيات الحريق وخراطيم المياه مع سهولة الوصول إليها. كما يلزم التأكد من عمل نظم الإنذار وكواشف الدخان بالمنشأة.
1-3 مخارج الطوارئ: وذلك من حيث توفر المخارج الكافية لجميع العاملين، وأن يتم التأكد من إضاءتها وعدم إغلاقها وإطلالها على منطقة مفتوحة خارج المبنى.
1-4 معدات السلامة: ويشمل ذلك معرفة أماكن حقيبة الإسعافات الأولية و دشوش السلامة ونافورات غسيل العيون.
1-5 دواليب حفظ الكيماويات وخزانات شفط الغازات واسطوانات الغازات: التأكد من وجود الدواليب المخصصة لحفظ الكيماويات، وكفاءة عمل خزانات شفط الغازات وتثبيت أسطوانات الغاز في أماكنها الصحيحة.
1-6 الكهربائيات: ويشمل ذلك التأكد من سلامة وعزل مفاتيح وأسلاك الكهرباء وتأريض الأجهزة.
ثانياً معدات الوقاية الشخصية
إن معدات الوقاية الشخصية لا تمنع وقوع الحادث ولكنها قد تمنع أو تقلل من الضرر والأذى الناجم عنه، مما يعني ضرورة أن يتم اختيار معدات الوقاية الشخصية بحيث تكون مطابقة للمواصفات العالمية حتى تقلل الأخطار التي تستخدم من أجلها لأقل حد ممكن، أي أنها يجب أن تكون فعالة في الوقاية من المخاطر التي يتعرض لها متداولو المواد الكيميائية. و قد ثبت في أحد الدراسات التي أجريت في جامعة أكسفورد البريطانية أن اقتناء مستلزمات الوقاية الشخصية أو المهنية يحقق للمنشأة ربحية تجارية أعلى بأضعاف مضاعفة عن قيمة ما ينفقه رب العمل ثمناً لهذه المستلزمات، وذلك للأسباب التالية:
(1) أن العامل في الساعة الثانية من عمله سينخفض إنتاجه بانخفاض نشاطه الفسيولوجي بمعدل (30%)، وذلك بسبب النقص في عمليات الاحتراق والأكسدة في خلايا جسمه، فيشعر بالكسل والخمول.
(2) أن الغبار وبعض الغازات والأبخرة المنبعثة - تسبب ضعف التركيز الذهني عند العامل، مما يؤدي إلى رداءة إنتاجية العامل، أو قد يؤدي إلى ارتكاب أخطاء كارثية أحيانا.
(3) كثرة إجازات العمال المرضية نتيجة ضعف مقاومة العمال للأمراض.
(4) خسارة المنشأة لليد المنتجة الخبيرة، نتيجة ترك العمال العمل في المنشأة بسبب إصابات العمل المرضية .
(5) دفع رب العمل للعمال تكاليف العطل والضرر الناجم عن إصابة العمل ، ودفع التعويض للعامل في التأمينات الاجتماعية.
(6) شعور العامل بإهمال رب العمل لسلامته المهنية ، مما يؤدي به إلى عدم الاهتمام بجودة المنتج، كما يؤدي به إلى عدم اهتمامه بصالح المنشأة بشكل عام.
تتعدد أشكال مستلزمات الوقاية الشخصية، فمنها ما يحمي الوجه والعينين، ومنها ما يحمي الجسم والجهاز التنفسي وكذلك الأيدي والأرجل، وفيما يلي وصف مبسط لهذه المعدات:
(أ) معدات وقاية الوجه والعينين: وهي عبارة عن أقنعة بلاستيكية أو معدنية أو نظارات واقية Goggles تستخدم لحماية الوجه والعينين من الأجزاء المتطايرة والأشعة، ومن تناثر المواد الساخنة والحارقة وكذلك حماية العينين والوجه من الغازات والأبخرة والأدخنة والأتربة المنطلقة من العمليات الصناعية والبحثية المختلفة. والجدير بالذكر أن ارتداء العدسات اللاصقة لا يغني عن هذه النظارات الواقية.
(ب) معدات وقاية الأيدي: تستخدم في هذه الحالة القفازات Gloves المتنوعة، وتختلف أنواع القفازات حسب نوعية التعرض للملوثات الضارة وغيرها من المخاطر المختلفة التي تتعرض لها اليدان كونهما الوسيلة المباشرة التي يتم العمل بواسطتها.
(ج) معدات حماية الجهاز التنفسي: هذه المعدات تكون على هيئة كمامات وأقنعة Masks توضع على الوجه بحيث يغطي الفم والأنف أو الوجه بأكمله ومنها ما يغطي الرأس بالكامل. و قد تحتوي على مرشحات من القطن والشاش أو الإسفنج (قناع الوجه ذو المرشحات)، وقد تحتوي على مصدر هواء، مما يعني سهولة التنفس عبر الجهاز مقارنه بالجهاز السابق.
(د) الملابس الواقية: تستخدم الملابس الواقية مثل بالطو المختبر والأفرول والمراييل في حماية الجسم من الأضرار المختلفة في بيئة العمل التي لا توفرها الملابس العادية والتي قد تكون هي ذاتها سبباً لوقوع الإصابات.
(هـ) واقيات الأذن والسمع: تستخدم معدات حماية السمع ( سدادات أو أغطية للأذن ) للوقاية من التأثيرات السلبية الضارة للضجيج على الجهاز السمعي وعلى الجسم بشكل عام، حيث تعمل هذه المعدات على خفض مستوى الضجيج إلى الحد الذي يعتبر فيه آماناً. إلا أن بعض المواد الكيميائية تمتص مباشرة داخل الجسم عبر القناة السمعية مما يستوجب سد فتحة الأذن للوقاية من أذى المواد الكيميائية والمبيدات خاصة.
(و) وقاية الأقدام: تستخدم الأحذية الخاصة لحماية القدمين من تأثير الأحماض والمحاليل والسوائل والزيوت والشحوم، كما تقي الأقدام من مخاطر تساقط الأشياء الثقيلة أو الوخز أو السقوط أو الجرح.
إجراءات السلامة أثناء التخزين والنقل والتخلص النهائي
يمكن القول أنه لا توجد مادة كيميائية آمنة، فجميع المواد الكيميائية قد تكون سامة وقادرة على إحداث الأذى أو التأثير غير المرغوب على صحة الفرد وبدرجات مختلفة. ويرتبط ذلك بخصائص المادة الكيميائية وجرعة التعرض وطريقة دخول المادة إلى الجسم ومقاومة الشخص نفسه، بالإضافة إلى تأثيرات المواد الكيميائية الأخرى عند التعرض المشترك لها. ولا تقتصر مخاطر المواد الكيميائية على الذين تتطلب مهنتهم التعامل مع هذه المواد كالباحثين والفنيين والعمال، فقد نكون نحن معرضين للأخطار الكيميائية في منازلنا عبر سوء الاستخدام أو بشكل عرضي، أو نتيجة لتلوث البيئة بها، إذ إن المواد الكيميائية قد تلوث الهواء الذي نتنفسه، والماء الذي نشربه، والطعام الذي نتناوله. وهذه العوامل مجتمعة يمكن أن تؤثر على فعالية سمية المادة، إلا إنه يمكن التوصل إلى مستوى التعرض الآمن لتداول المواد الكيميائية عبر اتخاذ إجراءات السيطرة الملائمة أثناء عمليات التخزين والنقل وحتى مرحلة التخلص النهائي منها كنفاية.
أولاً : إجراءات السلامة وأثناء التخزين
عادة ما تحوي المستودعات المخزون الاستراتيجي للمنشآت من الكيماويات بمختلف أنواعها، والتي قد تحوي العديد من الكيماويات الخطرة القابلة للاشتعال أو الانفجار. يوجد العديد من الاعتبارات واجبة الإتباع عند القيام بعملية التخزين داخل المستودعات، ومنها ما يلي:
1. فصل مواقع التخزين عن مواقع التصنيع أو التداول.
2. تفادى وجود آية مصادر للاشتعال بالمستودعات.
3. اتخاذ التدابير الكفيلة للحد من انتشار الحريق عند وقوعه بالمستودعات.
4. مراعاة وضع المواد المخزنة على قوائم وأرفف من مواد مقاومة للكيماويات، وألا يتم وضعها على الأرض مباشرة لحمايتها من التلف.
5. مراعاة تصنيف المواد حسب طبيعتها وخصائصها وتنفيذ التعليمات المكتوبة على الطرود الخاصة بها ومراعاة تجانسها عند التخزين بحيث يتم تخزين كل نوع مميز من المواد على حده.
6. ضرورة توفير مستودعات مستقلة للكيماويات التالفة والمنتهية الصلاحية ورجيع الكيماويات، وتكون مزودة بمختبر لإمكانية تدوير بعض هذه الكيماويات وإعادة استخدامها مرة أخرى.
7. التحقق من توفر التجهيزات الخاصة بالسلامة ومعدات السلامة الشخصية وخطط للطوارئ والإخلاء.
ثانياً : إجراءات السلامة وأثناء النقل
ينبغي استعمال سيارات مجهزة لنقل المواد الكيميائية، على أن يتم تحميل عبوات الكيماويات و تفريغها بعناية عن طريق عمالة مدربة منعاً لحدوث أي تسريب. يراعى الالتزام بوضع اللافتات التحذيرية على ناقلات وحاويات وخزانات المواد الكيميائية وبخاصة الخطرة منها من قبل المصانع المنتجة والمستوردة والمتعاملة مع تلك المواد. وفيما يخص عبوات المواد الكيميائية، ينبغي أيضا مراعاة ما يلي:
1. فحص العبوات قبل شحنها، و القيام بالتحميل و التفريغ بعناية.
2. يتعين عدم نقل العبوات المفتوحة أو التي تتسرب منها المحتويات على الإطلاق.
3. تحميل العبوات بطريقة لا تؤدي إلى تلفها أثناء النقل والتأكد من وجود بطاقة البيان على العبوات بشكل واضح، مع تزويد السائق ببطاقات السلامة MSDS، وبخاصة عند وجود مواد كيميائية خطرة.
4. عدم نقل الأغذية والسلع الاستهلاكية في نفس الشاحنة التي تنقل عبوات المواد الكيميائية.
5. يجب نقل عبوات النفايات الكيماوية من مكان الإنتاج إلى مكان المعالجة والتخلص دون تخزين. والجدير بالذكر أن اتفاقية بازل الدولية تنظم عمليات نقل النفايات الكيميائية الخطرة عبر الحدود الدولية، سواء برا أو بحرا أو جوا.
ثالثاً : إجراءات السلامة عند التخلص النهائي من النفايات الكيماوية
يمكن تعريف النفايات الكيماوية السامة و/ أو الخطرة بأنها " النفايات التي تتضمن خطراً هاماً قائماً كان أو محتملاً يهدد صحة الإنسان أو البيئة إذا ما تم على نحو غير مناسب علاجها أو تخزينها أو نقلها أو التخلص منها أو غير ذلك من صور إدارتها" أو " تلك التي تسبب أو تسهم على نحو ملموس في زيادة حالات الأمراض التي لا يمكن علاجها، أو زيادة حالات العجز الناشئ عن أمراض قابلة للعلاج أو زيادة حالات الوفاة". وتوصي منظمة الصحة العالمية الدول التي تحاول وضع تعريف قانوني عن النفايات الكيميائية أن تنظر فيما إذا كانت النفايات المعنية تحمل "مخاطر قصيرة الأجل" ذات طابع حاد أو "مخاطر طويلة الأجل" ذات علاقة مستديمة بالبيئة. وعند الرغبة في التخلص من النفايات الكيميائية، لابد من التعرف على كل ما يتعلق بالمادة الكيميائية، ليس فقط على مدى سميتها وإنما أيضاً على عدد من الصفات الأخرى كالواردة في بطاقة السلامة للمواد الكيميائية MSDS، وعلى المسئولين عن الإدارة السليمة للنفايات النظر ليس فقط فيما يترتب على جرعة ضخمة واحدة من آثار ( السمية الحادة ) وإنما أيضاً في الآثار الناجمة عن التعرض لجرعات صغيرة تمتد على فترات أطول ( السمية المزمنة ). تتعدد طرق التخلص من النفايات الكيماوية التي قد تحوي بعض النفايات الخطرة، ومنها:
1. الحرق أو الترميد باستخدام الأفران ذات الحرارة العالية (> 900 º).
2. طرح النفايات في مرادم صحية.
3. المعالجة الفيزيائية الكيميائية (التبخير ـ التجفيف ـ التكليس ـ المعادلة ـ الترسيب) التي تنتج عنها مركبات يجري التخلص منها بدون أضرار للبيئة.
4. المعالجة البيولوجية التي تنتج عنها مركبات نهائية يجري التخلص منها بسهولة.
5. التدوير، كاسترداد السوائل المذيبة وتدوير واستخلاص المواد العضوية التي لا تستخدم مذيبات، أو استرجاع الأحماض أو القواعد أو تدوير واستخلاص المواد غير العضوية و المعادن والمركبات المعدنية.
هذا ويلاحظ أنه حتى بعد معالجة النفايات الخطرة أو السامة قد يستمر خطرها على صحة الناس والبيئة نتيجة لتلوث الهواء والمياه والتربة، فإحراق وترميد النفايات قد يلوث الجو والبيئة المحيطة إذا تم دون قيود محددة. كذلك كثيراً ما يؤدي طرح النفايات في مرادم لا تخضع لمراقبة مناسبة قد يلوث كلا من التربة والهواء والمياه الجوفية.
خطط الطوارئ
تعني خطة الطوارئ مجموعة التدابير والإجراءات استعداداً لمواجهة المخاطر الكيميائية المحتملة بالمختبرات الكيميائية والمنشآت، ووضع الترتيبات اللازمة لمواجهة ما قد ينجم عنها من آثار، و العمل على تهيئة كافة الإمكانات وتنسيق خدمات الجهات المعنية والمسئولة، وتوفير كافّة المستلزمات الضرورية لتنفيذ هذه الخطة، متى ما دعت الحاجة إلى تنفيذها. تتضمن الخطة كذلك كيفية إخلاء تلك المختبرات والمباني من شاغليها في الحالات الطارئة واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتأمين سلامتهم وكفالة الطمأنينة والاستقرار والأمن لهم. وجدير بالذكر أن العبء الأكبر في هذه الخطة يقع على عاتق وحدة أو إدارة الأمن والسلامة الخاصة بالمنشأة. وللتقليل من حجم الخسائر، فإن على كل إدارة منشأة إعداد خطة تفصيلية مدروسة وقابلة للتنفيذ عند حدوث أي طارئ. تستدعي خطة الطوارئ تشكيل وتدريب فرق لإدارة الأزمات والحالات الطارئة بكل منشأة، وتحديد المهام المنوطة بكل فريق لتكون بمثابة إطار عمل لتنفيذ الخطط الخاصة بالحماية من الحوادث، ومكافحة الحرائق، والإسعافات الأولية، ودليلاً مرشداً في سبيل حماية الأفراد بالتنسيق والتعاون مع إدارات الدفاع المدني والأمن والسلامة.
ثانياً خطة الأخلاء
يعني الإخلاء نقل الأشخاص من الأماكن المعرضة أو التي تعرضت لأخطار، أو كوارث، أو طوارئ إلى أماكن آمنة. تهدف خطة الإخلاء إلى حماية الأرواح والممتلكات، والتنظيم الجماعي للتصرف الأمثل وقت الإخلاء، وتنمية روح التعاون بين أفراد المنشأة. إن التهيؤ النفسي والذهني والجسدي للتعامل مع حدث الإخلاء يساهم بدرجة كبيره في تسهيل مهمة رجال الدفاع المدني والأمن والسلامة عند تنفيذ عملية الإخلاء. وبالرغم من أهمية عامل السرعة في عمليات الإخلاء، إلا أنها ليست الهدف الرئيسي، بل هي تأتي دائما بعد السلامة من حيث الأهمية. ومن الأمور الواجب مراعاتها عند إعداد خطة الإخلاء:
1. تأمين وسائل السلامة مع تحديد مخارج الطوارئ والطرق المؤدية إليها حسب مواقع المرافق بالمنشأة.
2. ضرورة وضع لوحات وأسهم إرشادية لمخارج الطوارئ بكل مرفق من مرافق المنشأة وداخل الممرات.
3. عدم استخدام المصاعد وقت الإخلاء، وبخاصة عند حوادث الحريق.
4. تحديد نقاط التجمع مع الاتفاق على كلمة سرية متعارف عليها بين أعضاء فريق الإخلاء والطوارئ.. التدريب الدوري لخطة الإخلاء يساهم إلى حد كبير على التطبيق والتنفيذ العملي لهذه الخطة والكشف عن سلبيات الخطة ومحاولة تفاديها في التدريبات اللاحقة.
نشرت فى 2 مايو 2015
بواسطة safetyking
مصطفى حافظ محمد الجندى....سلامتك تهمنا
يقدم الموقع كافة اشتراطات واجراءات السلامة للوقاية من خطر الاصابات والحوادث والامراض المهنية الناتجة عن مخاطر بيئة العمل,وعرض كافة المقالات والفيديو والاخبار والاحداث والاراء والمقترحات فى مجال السلامة والصحة المهنية ومكافحة الحريق وصحة البيئة وما يستجد من اهتمامات . والموقع دائما من اجل سلامتك وان تكون بيئة العمل آمنة ومأمونة,خالية »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,326,697
ساحة النقاش