السلامة الدوائية: البرامج، والتقييم الذاتي،والإستراتيجية
إعداد الصيدلانية: عبير حمامي
ترجمة الصيدلانية: وفاء شويكي
1- مقدمة.
3- التقييم الذاتي للسلامة الدوائية.
4- استراتيجية السلامة الدوائية.
يؤدي تطبيق السلامة الدوائية إلى الوقاية من حدوث الأخطاء الدوائية أو التأثيرات العكسية للأدوية، وكلاهما يعرض عملية رعاية المريض للخطر، ويرفع من الكلفة، ويقلص ثقة المريض بخدمات الرعاية الصحية.
مع إصدار تقرير المعهد الطبي تحت عنوان :" الخطأ صفة بشرية : لنُنشأ نظاماً صحياً آمنأ"، أصبحت الأخطاء الدوائية والسلامة الدوائية محط الاهتمام في جميع أنحاء العالم.
وجد التقرير الذي أُصدر عام 1999 ما يلي:
· يتراوح المجموع الكلي للكلفة الوطنية للحول دون وقوع حوادث معاكسة، بين 17- 19بليون دولار.
· تُسبب الأخطاء الدوائية 7000 حالة وفاة سنوياً.
· يعاني إثنين من بين كل 100 مريض منوم من الحوادث العكسية للأدوية والتي تتسبب برفع معدل تكلفة المستشفيات بمبلغ قدره 4700 دولار للمريض المنوم أو 2.8 مليون دولار سنوياً لمستشفى تعليمي بسعة 700 سرير.
إن الزيادة في الكلفة التي تسببها الأخطاء الدوائية لا ترتبط فقط بزيادة العلاج أو التشخيص الذي تتطلبه الحالة إنما هي مكلفة بسبب فقدان ثقة المرضى بالنظام وعدم رضاهم ورضا العاملين في حقل الخدمات الصحية.
ربط هذا التقرير الأخطاء الدوائية بالخلل الموجود في أنظمة الرعاية الصحية على مستوى الممارسة المهنية، ونادى بالانتقال من التركيز على لوم الأفراد إلى تخطيط السلامة داخل النظام. ومنذ ذلك الوقت أصبح التركيز على سلامة المريض في دائرة الاهتمام القصوى للوكالات الحكومية، ومجموعات المستهلكين، والاتحادات المهنية في جميع أنحاء العالم.
مثال: تتطلب معايير اللجنة المتحدة لإجازة هيئات الرعاية الصحية في الولايات المتحدة الأمريكية (JCAHO) لسلامة المريض، والتي نُفذت لأول مرة عام 2001،تأسيس طريقة تعامل مع الأخطاء الدوائية تتضمن ضوابط للاختصاصات المهنية المختلفة ، وتكون بعيدة عن طريقة التوبيخ، وتعمل على تفادي الأخطاء قبل حدوثها بدلاً من الاستجابة لها بعد وقوعها.
تفرض المعايير على المستشفيات تأسيس برنامج للسلامة تُجمع بياناته من خلال أنظمة تقارير داخلية وخارجية ، والتي تُستعمل لتحديد المخاطر ولتحسين مستوى سلامة المريض.
البرامج الإستباقية مقابل البرامج التفاعلية للسلامة الدوائية.
تُراقب برامج السلامة الدوائية من قبل لجنة الصيدلة والعلاج، وإدارة الجودة وتحسين الأداء، ولجنة إدارة المخاطر، ولجنة السلامة الدوائية، ولحنة سلامة المريض، واللجنة الطبية التنفيذية.
يُمكن أن تكون أهداف برامج السلامة الدوائية كالتالي ولكنها غير محدودة به:
- تقييم نظام استعمال الدواء لتحديد الثغرات وإنشاء محاذير السلامة.
- إنشاء ومراجعة سياسات وعمليات استعمال الدواء.
- مراجعة وتحليل تقارير الأخطاء الدوائية، ووضع التوصيات من أجل التحسين.
- التعليم والتدريب على السلامة الدوائية.
البرامج التفاعلية للسلامة الدوائية Reactive medication safety programs:تتفاعل هذه البرامج مع تقارير الأخطاء الدوائية إما بنصيحة أو باتخاذ إجراء تأديبي للأشخاص ذوي العلاقة بالخطأ (أو الأخطاء) الواقعة، يتبع ذلك تطبيق حل سريع للمشكلة الحاصلة.
تتضمن هذه البرامج عدة قيود، هي:
· إغفال دور القيادات في المؤسسات.
· هيمنة فكر العقاب و التوبيخ
· عدم تقييم كفاءة الموظفين من ناحية السلامة الدوائية .
· عدم تحسين النظام.
البرامج الإستباقية للسلامة الدوائية Proactive medication safety: تُركز على تحسين النظام وذلك بتقييم المخاطر المتعلقة بعمليات استعمال الدواء، مستعملة أسلوب تحديد الفشل و تحليل أثاره Failure Mode and Effect Analysis FMEA. عند تحديد درجات الخطر يمكن للمؤسسة التركيز على أكثر نقاط الخطر أهمية ( مثال: أعلى درجة) ثم تؤخذ الخطوات العملية لتحقيق التالي:
- التقليل من شدة الخطر.
- التقليل من تكرار الفشل.
- الزيادة في كشف الفشل.
تتميز هذه البرامج بدعم والتزام الإدارة العليا، و تجنب فكر التوبيخ، والتعليم وتقييم كفاءة الموظفين، وتحسين النظام عبر إعادة تصميم العمليات، وإدخال التقنية الحديثة.
تقييم السلامة الدوائية الذاتي:
إن نقطة البداية للوصول إلى نظام سلامة دوائية مُحسن، هي القيام بتقييم النظام الحالي للمؤسسة الصحية لتحديد الكيفية و الطريقة التي يؤثر بها النظام على الرعاية السليمة للمريض.
يحدد التقييم الذاتي مناطق الضعف، ويُعزز فعّالية المؤسسة، ويدعم تحسين الجودة، وينشط مسؤولية سلامة المريض.
وهناك أدوات مُختلفة أو دراسات مسحية يمكن للمؤسسة تطويرها لتقييم السلامة الدوائية، مثال:
- أداة تقييم السلامة الدوائية الذاتي للآي أس أم بي ISMP 2004 ع.ت : الهدف منها زيادة الوعي حول الصفات المميزة لنظام السلامة الدوائية، وإحداث بنية تحتية للجهود الساعية لرفع مستوى السلامة الدوائية وتقييم هذه الجهود مع مرور الزمن.
ينقسم التقييم الذاتي إلى عشرة عناصر رئيسة والتي تؤثر على سلامة استعمال الدواء:
§ المعلومات الخاصة بالمريض.
§ المعلومات الدوائية.
§ تبادل الأوامر الدوائية، والمعلومات الدوائية الأخرى.
§ اللصاقة الخاصة بالدواء، وتعبئته، والرموز أو المصطلحات الخاصة به.
§ تحديد أصناف الدواء، وتخزينه، وتوزيعه.
§ توحيد معايير شراء ، واستعمال، ومراقبة الأجهزة الخاصة بالدواء.
§ عوامل البيئة، انسيابية العمل، نمط الموظفين.
§ كفاءة وتعليم الموظفين.
§ تعليم المرضى.
§ عمليات الجودة، وإدارة المخاطر.
يُحدد كل عنصر من العناصر السابقة بمواصفة جوهرية من مواصفات نظام السلامة الدوائية، كلٌ منها مُكون من بنود مختلفة ومتقارية وقابلة للقياس.
يُطلب من كل مستشفى تعيين درجة التزامها بكل مواصفة باستعمال سُلّم القياس التالي:
أ : لا يوجد فعالية لتطبيق هذا البند
ب : هذا البند نوقش رسمياً ولكنه لم يُطبق.
ت : طُبق جزئياً في بعض الأقسام أو كلها.
ث : طُبق كلياً في بعض الأقسام .
ج : طُبق كلياً في كل المؤسسة الصحية.
تحدد لكل إستجابة درجة مقاسة ولقد طورت الآي أس أم بي ISMP درجات القياس عبر تقييم تأثير المواصفات على سلامة المريض وقابليتها على تأكيد استمرارية التحسين. تدل الدرجة ذات القيمة الأعلى على أن المواصفة المُقاسة ذات تأثير هام على السلامة الكلية لنظام استخدام العلاج.
تستغرق إتمام عملية التقييم الذاتي أربع إلى ست ساعات من عمل فريق مكون من اعضاء من مختلف الاختصاصات يتضمن أطباء وصيادلة وممرضين وموظفي الجودة وإدارة المخاطر، كما يتضمن مندوباً من إدارة المعلومات، وعناصر من الإدارة العليا.
وبمجرد رفع عملية التقييم بعد إتمامها إلى الآي أس أم بي ISMPعبر موقعها الإلكتروني الخاص، يمكن لمستخدمي الموقع مقارنة نتائجهم مع الآخرين .
ولمعرفة المزيد عن عملية التقييم الذاتي الخاصة بالآي أس أم بي ISMPانظر الرابط التالي
يتطلب تأسيس مفهوم سلامة المريض ضمن نظام استخدام العلاج، أن تتبنى المؤسسات الصحية وتطور استراتيجية مُعرفة تعريفاً دقيقاً. ويُساعد تطوير هذا النوع من الاستراتيجية المؤسسات على الموازنة بين احتياجات المرضى الفورية وبين الأهداف البعيدة المدى التي تسعى لتأكيد سلامة المريض، كما أنها تستطيع أن تُحدد المصادر بشكل منسق ، وأن تتلافى التكلفة الكبيرة الناتجة عن وقوع الأخطاء، كما يمكنها أن تؤكد للوكالات المختصة بمنح الإجازات وشركات التأمين والمرضى على التزامها بسلامة المرضى.
يتضمن تأسيس استراتيجية السلامة الدوائية الخطوات التنظيمية التالية:
· تنظيم فريق عمل مكون من اعضاء من مختلف الاختصاصات التالية:
o القيادات العليا كرئاسة إدارية للمراقبة أو لقيادة ودعم الخطة.
o إدارة التمريض التنفيذية ، ومدير الصيدلية.
o الصف الأول من الموظفين ذوي العلاقة المباشرة بالعلاج من مختلف الاختصاصات (أطباء، صيادلة، ممرضين، موظفي مختبرات التحليل).
o إدارة المعلومات.
o الجودة وإدارة المخاطر.
· تقييم الوضع الحالي للمؤسسة وذلك بمراجعة وتجميع المعلومات من المصادر التالية:
o تقارير الأخطاء الدوائية.
o تحليل السبب الجذري المؤدي لوقوع الحوادث.
o استيضاحات وتداخلات الصيادلة والممرضين في الأوامر الدوائية.
o الدراسات الاستجوابية و المسحية المجراة.
o تقييم عملية استخدام العلاج.
- مراجعة المقالات لإيجاد نموذج متوفر للاستراتيجية، مثال:
o نموذج الخطة الاستراتيجية للسلامة الدوائية، المُعد بالاشتراك بين اتحاد المستشفيات الأمريكية American Hospital Association AHA، وأمانة البحث والتعليم الصحي Health Research and Educational Trust HRET ، ومعهد ممارسات السلامة الدوائية Institute for Safe Medication Practices ISMP.
o استراتيجية سلامة منظومة استخدام العلاج The Medication-Use-System Safety Strategy (MS3)، وهو مشروع سلامة المريض الذي يقوم به مركز الجمعية الأمريكية لصيادلة المنظومة الصحية the American Society of Health-System Pharmacists (ASHP) .
o نموذج خطة التخلص من الأخطاء المتعلقة بالعلاج أو تقليلها الفعلي، المطور من قبل معهد كاليفورنيا لأداء الأنظمة الصحية California Institute for Health Systems Performance CIHSP.
- وضع الغايات الخاصة بالسلامة الدوائية التي تُلائم المؤسسة الصحية وتغطي المفاهيم الثقافية ، و البنية التحتية ، والممارسة السريرية، والتقنية. أو يمكن تبني غايات مؤسسات أخرى مختلفة حسنة السمعة مثل غايات سلامة المريض التابعة للجنة المتحدة لإجازة هيئات الرعاية الصحية في الولايات المتحدة الأمريكية (JCAHO) 2007 ،أو غايات الآي أس أم بي ISMP الطويلة المدى التابعة لنموذج الخطة الاستراتيجية للسلامة الدوائية وهي:
1. إحداث وتبليغ وعرض أسلوب القيادة الموجِهة لفكرة السلامة.
2. تحسين طرق كشف الأخطاء ، وكتابة التقارير، واستعمال المعلومات لتحسين السلامة الدوائية.
3. تقدير أين يُمكن للتقنية أن تُساعد على التقليل من خطورة الأخطاء الدوائية.
4. تقليل خطورة الأخطاء التي يُمكن أن تصاحب الأدوية الموصوفة عالية الخطورة والتى تُعطى لمجموعات المرضى ذوي الحالات الخطرة، أو خلال المراحل الحرجة من مراحل تنقل المريض بين مختلف أنظمة الرعاية الصحية.
5. تأسيس طريقة للاستجابة عند حدوث الأخطاء خالية من التوبيخ .
6. إشراك المجتمع في الخطوات التمهيدية لتأسيس نظام السلامة الدوائية وبرامج إشراك المريض فى مخططه العلاجى.
7. تأسيس دليل أدوية مضبوط بحيث تكون العلاجات الواردة فيه منتقاة على أساس السلامة لا النكلفة.
· تطوير الأهداف للوصول إلى الغايات السابقة الذكر، على أن تؤخذ ملاءمتها وسهولة إنجازها وقياسها بعين الاعتبار. ويجب ترتيب أولويات هذه الأهداف بحسب تأثيرها على الوقاية من الأخطاء الدوائية ذات الخطورة أو الحجم الكبير أو النزعة إلى إحداث المشاكل.
· تطوير خطة التنفيذ بحيث تتحدد المسؤوليات، والجداول الزمنية لكل غاية و أهدافها المتعلقة بها. تساعد هذه الخطة على مراقبة سير العمليات، وتتبع مسار تطبيق الاستراتيجية.
المراجع:
· To Err Is Human: Building a Safe Health System, IOM 1999.
· http://www.medpathways.info/medpathways/tools/tools.html.
Accessed Jan 2006.
· http://www.ashp.org/patient-safety/MS3-1.pdf .
Accessed Jan 2006.
· www.cihsp.org/pdf/Articles/ MedicationErrorReductionPlan.pdf
Accessed Jan 2006.
· http://www.jcipatientsafety.org/show.asp?durki=10293&site=164&return=10289
Accessed Jan 2006.
· Medication Safety Review, http://www.medscape.com/viewarticle/419966
Accessed Jan 2006.
ساحة النقاش