هل فكرت يوما أن الزبالة التي ترميها يمكن الإستفادة منها في حديقتك أو الحقل الذي تزع محاصيلك فيه؟ لا تحتاج مبدئيا لتنفيذ ذلك إلا إرادة منك إلى تقبل فكرة أن الزبالة فعلا محترمة! حسنا لكي نصيغ الفكرة بطريقة أخرى, فلنطلق عليها إسم “كمبوست” بدلا من زبالة. الكمبوست هو سماد عضوي مكون من مواد تسكن معك في المنزل. أين؟ و كيف؟
التسميد أحد أهم الطرق المعتمدة لتحسين جودة التربة ومنعها من الإنجراف. فمن خلال التسميد, نُعيد المواد العضوية, التي تستهلكها النباتات, إلى التربة – وهذا من شأنه تحسين بنية التربة. والمواد العضوية هي التي تربط حبيبات التربة ببعضها و تمنعها من الإنجراف. إذا أضفنا السماد العضوي إلى التربة الرملية تصبح قادرة على تخزين كميات أكبر من المياه و تصبح غنية بالمواد المغذية. وطبعا كلنا يعرف أن الرمل لا يخزّن المياه بشكل جيد و هو فقير بالمواد الغذائية, و هذا يبرر عدم قدرتنا على زرع معظم الخضراوات و الأشجار في الرمل (أو بمعنى آخر التربة التي يطغى عليها الرمل). أما لو أضفنا السماد العضوي إلى التربة الطينية (التي تكون فقيرة بالرمل و غنية بالطين – وبالتالي سيئة الصرف وثقيلة) فإنه سيساعد على زيادة المسافات بين حبيباتها, مما يجعلها قادرة على تصريف الماء الزائد الذي تشربه. وإنّ تحسين جودة التربة يأثر بشكل إيجابي على النباتات, والنباتات الجيدة تمنع إنجراف التربة.
- المواد المستخدمة لصنع السماد
- كيفية تحضير الوعاء
- خطوات عملية تضمن نجاح عملنا
- إستخدام السماد الناتج عن الخلطة
- الأخطاء التي قد ترد معنا وكيفية إصلاحها
- فكرة إيجابية
- شجع محيطك على صنع السماد العضوي يدويا و إستخدامه في الزراعة
إن أي مادة مصدرها النباتات يمكن إستخدامها لصنع السماد العضوي. فالأوراق اليابسة أو الخضراء, والعشب, والأعشاب الضارة, وفضلات الطعام, و نشارة الخشب, و أخشاب صغيرة, و روث الحيوانات, و الجرائد, كلها مواد جيدة للإستخدام. أما اللحوم, و العظام, و الأطعمة الدّسمة, فلا ننصح بإستخدامها لأنها تجذب الفئران و الحيّات.
تتحول هذه المواد بعد أن نجمعها في وعاء ما إلى مواد عضوية بسيطة, وتلعب البكتيريا دورا هاما في تحقيق هذا الأمر. تعمل البكتيريا على تحليل النباتات و مخلفاتها – التي ذكرناها – إلى مواد مغذية متاحة للإستخدام من قبل النباتات المزروعة. تكون تلك المواد محتوية على نسبة معينة من الكربون و النيتروجين. فنشارة الخشب, مثلا, يحتوي على نسبة 500 جزء من الكربون مقابل كل جزء واحد من النيتروجين. أما مخلفات الطعام فتحتوي على نسبة 15 جزء من الكربون مقابل كل جزء واحد من النيتروجين. المهم في ذلك هو أن نعرف أن هناك مواد غنية بالنيتروجين و أخرى غنية بالكربون. إن البكتيريا تعمل بشكل جيد لو كان ناتج الخلطة (المواد التي ذكرناها) يساوي 30 جزء من الكربون مقابل كل جزء واحد من النيتروجين (30 : 1), ويمكن تحقيق ذلك عن طريق خلط المواد الخضراء (الغنية بالنيتروجين) مع المواد البنيّة (الغنية بالكربون).
- المواد الخضراء, أو المواد الغنية بالنيتروجين هي:
الخضراوات, و فضلات الطعام, و الأعشاب الضارة, قشر البيض, و روث الحيوانات …
- المواد البُنيّة, أو المواد الغنية بالكربون هي:
أوراق الأشجار, والقش, والورق العادي, قطع الخشب الصغيرة, ونشارة الخشب …
إن الوعاء الذي سنستخدمه لصنع السماد مصنوع من الحديد المشبّك. كما يظهر في الرسم, فهو بطول 90 سمنتمتر و بإرتفاع 90 سنتمتر أيضا. يمكن صنع الوعاء يدويا أو شراءه من متجر ما. إذا لم تقدروا على صنع وعاء كهذا أو شراء واحد مثله, فيمكن إستخدام وعاء مصنوع من الخشب أو البلاستيك – شرط أن تكون جدرانه مثقوبة تسمح بدخول الهواء, وأن يكون بنفس الحجم المذكور – أو أكبر إذا لزم الأمر.
- أولا في المطبخ
- حاول أن تبقي وعاء تضع فيه فضلات الطعام, و حاول أن تفصل كل طبقة بورقة جريدة لكي تسهّل عملية تنظيف الوعاء و تفريغ محتواه.
- لا تغطّي الوعاء لأن المواد الموجودة بداخله ستختمر وتصبح نتنة.
- يمكنك وضع الخضراوات, وفضلات الطعام, و علب ورقية, و قشر البيض (بعد طحنه), و أي مادة عضوية أخرى. ولكن لا يجب وضع اللحوم, والمواد الدهنية, والمنتوجات المصنوعة من الحليب (اللبن, والجبن, واللبنة), وزلال البيض, والعظام.
- كلما إمتلىء الوعاء قليلا نضع ورقة جريدة لكي نمنع إنبعاث الرائحة ولكي نفصل الوعاء إلى طبقات.
- عندما يمتلىء الوعاء نخرجه إلى المكان الذي يتواجد فيه وعاء التسميد الأساسي ونفرغ محتواه فيه. بعد إفراغه, ننظفه ونضع في أرضه ورق الجرائد ثم نعيده إلى المطبخ لنملئه من جديد.
- ثانيا عند الوعاء الأساسي
- نضع الوعاء الأساسي في مكان مظلّل خارج المنزل. والأفضل أن نضعه على التراب لكي يمتص المواد التي قد تسقط من الوعاء.
- نضع في أسفل الوعاء طبقة من الأغصان و أوراق الأشجار. الأفضل أن تكون هذه الطبقة متينة بحيث لا تتكسر حين نبدأ بملىء الوعاء. الهدف من وجود هذه الطبقة هو تهوية مركز الوعاء.
- إن الطريقة المثلى لملىء الوعاء هي تقسيم محتواه إلى طبقات متراصفة فوق بعضها - كما يظهر في الرسم الأول. الطبقة التي تكون مكونة من مواد خضراء يليها طبقة المواد البنّية وهكذا … هناك حكمة من وراء إتباع هذه الطريقة لكنه لا يسعنا شرحها بأكملها, ولكن بإختصار هذه الطريقة تسمح بتهوية المواد الموجودة في الوعاء و تساعد في تصريف المياه من الوعاء – والتي عادة ما تكون مخزنة في أوراق الأشجاء و الأطعمة …
- عندما تبدأ بتعبئة الوعاء تضع المواد البنيّة أولا ثم نبني فوقها الطبقات بالشكل الذي ذكرناه آنفا. وحين يمتلىء الوعاء, الأفضل أن تكون الطبقة الأخيرة أيضا بنيّة. وكما يظهر في الرسم, الطبقات البنيّة تكون أكبر حجما من الطبقات الخضراء.
- الخطوة الأخيرة هي إختيارية. عندما نملىء الوعاء, نقوم بقلبه رأسا على عقب كل حين دون إسقاط المواد التي بداخله, وهذا يساعد في تسريع عملية إختمار المواد وتحولها إلى سماد.
- إستخدام السماد الناتج عن الخلطة
لكي تختمر المواد وتصبح جاهزة للإستخدام يستغرق الأمر مدة غير محددة من الوقت. هناك عوامل عديدة تأثر على سرعة إختمار المواد: منها الطقس, وحجم الوعاء, والمواد المستخدمة فيه, وعدد مرات قلب الوعاء. عادة, تختمر المواد الموجودة أسفل الوعاء أولا. ولو تأخرت الطبقات العليا بالتخمير ننصح بقلب الوعاء, لكي نجعلها في الاسفل. بعد إختمار المواد, يصبح محتوى الوعاء جاهز للإستخدام.
عادة تصبح المواد الموجودة في الوعاء جاهزة للإستخدام عندما:
- يصبح حجمها ثلث الحجم الأصلي.
- يصبح لونها بنّي.
- تصبح مفتّتة.
- يصبح لها رائحة شبيهة برائحة التراب أو الأرض.
السماد هو دواء التربة الفقيرة بالمواد العضوية والمواد الغذائية. نستخدمه في الحقول لتسميد الأشجار والخضراوات. (فالله لم يخلق الأشياء عبثا .. حتى روث الحيوانات وفضلات الأطعمة, وأوراق الأشجار تساهم في تأمين غذائنا. ومهما أحصينا نعمه فهي أكثر
بكثير مما نتصور.) .. بالطبع ما يذكر في المقالات من تذكير بنعم الله ليس مترجم !!!
- الأخطاء التي قد ترد معنا و كيفية إصلاحها
في بعض الأحيان, تجري الرايح بما لا تشتهيه السفن, ويختلط الحابل بالنابل. إليكم بعض الأخطاء التي قد نقع بها أو تظهر فجأة عندما نصنع السماد, و الحلول لها.
العوارض |
سبب المشكلة |
الحل |
للسماد رائحة نتنة تشبه رائحة البيض المعفن |
قلّة الهواء في الخليط |
إقلب الوعاء |
للسماد رائحة تشبه رائحة النشادر |
نسبة النيتروجين عالية في الوعاء |
أضف مواد غنية بالكربون |
مركز الوعاء ناشف |
قلّة الماء في الخليط |
أضف للخليط ماء حين تقلب الوعاء |
السماد أو الخليط رطب ولكنه بارد |
قلّة النيتروجبن في الوعاء |
أضف بعض المواد الغنية بالنيتروجين كروث الحيوانات … |
لو تم تغطيس السماد الذي حصلنا عليه في وعاء من الماء لمدة أسبوع سيصبح الماء سماد سائل (يسمى المحلول المغذي) وهو يستخدم للهدف نفسه الذي نستخدم من أجله السماد العادي. الفرق هنا هو سهولة القيام بالتسميد وعدم الحاجة إلى نكش أو عزق التراب لكي نسمّد النباتات.
· شجع محيطك على إستخدام السماد العضوي إليكم بعض الطرق التي يمكن إتباعها للترويج للأمر:
1. إصنع السماد – بالطريقة التي ذكرناها – عدة مرات لكي تصبح خبير بالأمر. ثم إزرع بعض النباتات في أوعية أو في
الحديقة مستخدما هذا السماد و أرهم (الجيران والأقارب والأصدقاء) النتائج من خلال المحصول الذي تحصده. أخبرهم أيضا عن حسنات هذا السماد العضوي و كيف أنه مصنوع 100% يدويا في المنزل, وهو لا يكلفنا شيىء, بل إنه يحوّل المواد التي كنا سابقا نعتبرها نفايات إلى مواد قابلة للإستخدام والإستفادة منها.
2. لو أصبحت خبيرا بالأمر (قل بعد سنة) و عارفا بالمشاكل والحلول, أعرض الفكرة على المدرسة أو الجامعة التي تدرس فيها, وهنا في لبنان هناك العديد من المدارس الإسلامية و المسيحية تهتم بمسألة إعادة تدوير النفايات و تحويلها إلى سماد عضوي, حيث يلعب التلاميذ دور أساسي في العملية. وهناك تجارب ناجحة في مصر إستفادت من عملية تحويل النفايات إلى سماد عضوي وأصبحت من رواد المصدّرين للسماد في العالم العربي.
ساحة النقاش