مختارات من أحسن الكلام
رجل يسأل عن كثرة ذنوبه التي جعلت الشيطان يوسوس له بأن يترك الصلاة فكانت الإجابة هكذا ..
فلا تلتفت لوساوس الشيطان، واعلم أن صلاتك إن استجمعت شروطها وواجباتها وأركانها فهي صحيحة مهما كان ذنبك ما لم يصل الذنب لحد الكفر بالله، واعلم كذلك أن العبد كلما تاب من ذنوبه تاب الله عليه ولو تكرر ذلك منه مرات، ففي الصحيحين عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا يَحْكِي عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ: أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فَقَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ، ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَبْدِي أَذْنَبَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ أَيْ رَبِّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَذْنَبَ عَبْدِي ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ.
قال الإمام النووي رحمه الله: قَوْله عَزَّ وَجَلَّ لِلَّذِي تَكَرَّرَ ذَنْبه: اِعْمَلْ مَا شِئْت فَقَدْ غَفَرْت لَك. مَعْنَاهُ: مَا دُمْت تُذْنِب ثُمَّ تَتُوب غَفَرْت لَك.
فلا تترك الصلاة أبدا مهما بلغ ذنبك، فإن هذا من وسوسة الشيطان لأن تركك للصلاة أعظم من ذنبك الذي تفعله؛ فمن أعظم الذنوب بعد الشرك بالله ترك الصلاة.
قال ابن القيم رحمه اللّه في كتاب الصلاة: لا يختلف المسلمون أنّ ترك الصّلاة المفروضة عمدا من أعظم الذّنوب وأكبر الكبائر، وأنّ إثمه عند اللّه أعظم من إثم قتل النّفس، وأخذ الأموال، ومن إثم الزّنى والسّرقة وشرب الخمر، وأنّه متعرّض لعقوبة اللّه وسخطه وخزيه في الدّنيا والآخرة