يعرف فيتامين ج (C) بحامض الاسكوربيك, وهو فيتامين قابل للذوبان في الماء, لا يمكن أن يتم تصنيع الفيتامين ذاتيا لدى البشر كما تفعل بعض الحيوانات, لذلك ينبغي الحرص على الحصول عليه من مصادر خارجية وله وظائف هامة جدا في الجسم أهمها مشاركته في تصنيع الكولاجين الهام لسلامة الأنسجة والعضلات والجلد , كما يساعد على إفراز النواقل العصبية الضرورية للوظائف المخية, لذلك فإن تأثيره على حالة المزاج واضحة وكبيرة, كما يساعد فيتامين ج على تحويل الدهون إلى طاقة بدلا من تراكمها وتجمعها داخل الجسم, ويعتبر فيتامين ج أحد أهم مضادات الأكسدة, التي تمنع أضرار الجذور الحرة المسبب الأول للكثير من الأمراض والالتهابات والشيخوخة.

وللوقاية من الأمراض المختلفة يجب أن تكون جرعة الفيتامين اليومية أكبر من تلك الموصى بها في المقررات الغذائية (RDA) وهي الجرعة المعروفة 60مللغم في اليوم

يزداد الجدل في المجتمعات العلمية حول الجرعة الصحيحة والمناسبة من فيتامين ج لتمام الصحة, كما تختلف الجرعة تبعا لعدد من الوكالات الدولية المختلفة , توصي وكالة المعايير الغذائية بالمملكة المتحدة بتناول 75 ملغ باليوم, بينما توصي منظمة الصحة العالمية بتناول 45 ملغ في اليوم, كما توصي وزارة الصحة الكندية بتناول 90 ملغ للذكور و 75مللغم للإناث, أما أكاديمية الولايات المتحدة الوطنية للعلوم فتوصي بتناول جرعة تقدر ما بين 60-90 ملغ باليوم, كما حددت الولايات المتحدة الحد الأعلى الذي لا يسمح بتجاوزه للبالغين بشكل عام وهو 2000 ملغ.

تشير الكثير من الدراسات إلى ارتباط أمراض القلب والأوعية الدموية بنقص مدخول فيتامين ج وأن جرعة مكونة من 100ملغ في اليوم من الممكن أن تقي من المرض لغير المدخنين أما الحد الأقصى للوقاية من هذا المرض فهو 400 ملغ/اليوم

تبين بعض الدراسات أن زيادة تركيز فيتامين ج في البلازما تقي من الإصابة بالسكتات الدماغية بنسبة 42%, كما يساعد الفيتامين على الوقاية من سرطان الفم والحلق والحبال الصوتية والمريء والمعدة والقولون والمستقيم وسرطان الرئة إذا تم تناوله بجرعة أدنها 80-110ملغ/يوم, بينما تخفض جرعة مقدارها 205ملغ/يوم  خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 63% حتى لدى النساء المعرضات للمرض وراثيا.

يرتبط فيتامين ج بالوقاية من اعتام عدسة العين , حيث أن 300ملغ/يوم لعدة سنوات من الممكن أن يقي من إعتام عدسة العين ومشاكل النظر المتعلقة به, كما يساعد الفيتامين على علاج النقرس إذا ما تم تناول 500ملغ/يوم لمدة شهرين, حيث ينخفض تركيز مصل حامض اليوريك في الدم بشكل واضح.

يساعد الفيتامين على تقليل مستوى بعض المواد السامة في الدم مثل الرصاص والذي يؤدي تراكمه في الجسم إلى كثير من المشاكل الصحية والعقلية للصغار والكبار, حيث أن جرعة 109-200ملغ/يوم تساعد على تقليل مستوى الرصاص في الدم, تزداد الجرعة إلى 1000ملغ لدى المدخنين.

نستنج من ما سبق عدم وجود جرعة صحيحة, لكن يوجد جرعة مناسبة لكل شخص ولكل حالة بشكل مختلف, يمكن تناول هذه الجرعة من الفواكه والحمضيات والخضروات الورقية, مع العلم أن الفيتامين يتأكسد بالضوء ويهدم بفعل الحرارة, لذلك فالفواكه والخضروات الطازجة أفضل مصدرله.