لو حاولنا استعراض أسماء بعض النوابغ والمبدعين نجد منهم ذو التحصيل المنخفض أو الفاشلين دراسياً، وذو الموهبة العالية الذين يفوق ذكاؤهم 170 درجة في مقاييس الذكاء، ولكن نموهم الجسماني بطيء وعكس النمو العقلي، كذلك الموهبين ذوو الإعاقات الحسية، والأمثلة عديدة ومن عصور وحضارات مختلفة مثل:- معاقون ومبدعون من الدول المتقدمة:
1- أديسون مخترع المصباح الكهربائي، كان فاشلاً دراسياً وقد يكون لديه بطء أو صعوبة في التعليم، قدم معادلته المشهورة ومع ذلك أصبح من أهم المخترعين.
2- أنشتاين أيضاً كان فاشلاً دراسياً ولم يجتز المرحلة الإعدادية ومع ذلك طور النظرية النسبية ونشر أبحاثاً في الفيزياء، وأفاد بأن الطاقة والكتلة متكافئتان وقدم معادلته المشهورة (الطاقة = الكتلة + مربع سرعة الضوء) وأكدت نظريته قنبلتي هيروشيما وناجازاكي في اليابان ونال جائزة نوبل في الفيزياء.
3- شاتو بريان الذي كان يميل للعزلة والوحدة، وقد يكون من أطفال التوحد ولكنه أصبح مؤلفاً وأديباً وكاتباً وقربه بونابرت وأشهر رواياته (مذكرات من وراء الضريح، الشهداء، رحلة من باريس إلى القدس).
4- فرانكلين روزفلت رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الأسبق وكان مصاباً بشلل الأطفال.
5- هيلين كيلر المرأة المعجزة التي كانت تحمل ثلاث إعاقات هي الصم وكف البصر والخرس ومع ذلك أصبح لها شأن في الأدب وكتابة القصة، وحصلت على شهادة الدكتوراه ولها العديد من المؤلفات أشهرها قصة حياتي.
6- لويس برايل، كفيف، وهو الذي اخترع طريقة برايل للمكفوفين.
7- ستيفن هوكنج، وهو مقعد وأبكم وأطلق عليه أنشتاين القرن العشرين وقد تعامل مع الحاسب الآلي واكتشف نظرية تاريخ الكون وعمل محاضراً بجامعة كمبردج ويلقي محاضراته عن طريق الحاسب الآلي واكتشف الثقوب السوداء في الكون وإشعاعاتها.
8- ماركوني، كان أعور العين ويميل للانطواء وقد يكون توحدي، وهو مخترع اللاسلكي، ومنح جائزة نوبل في الفيزياء عام 1909م، ونال ميدالية ألبرت من الجمعية البريطانية، وواصل أبحاثه في تحسين اللاسلكي.
أما الموهوبون من المعاقين في الإسلام فكثيرون ووجدوا، من المجتمع المسلم كل دعم وتشجيع جعلهم شخصيات مشهورة لها مكانتها منهم:
1- بشار بن برد كفيف، قال عنه الجاحظ (المطبوعون على الشعر هم بشار، والسيد الحميري وأبو العتاهية ولكن بشار أطبعهم). وقيل أكثر الناس شعراً في الجاهلية والإسلام ثلاثة هم بشار وأبو العتاهية والسيد الحميري) وقد زينت أشعاره الأدب العربي بقلائد وعقود صفحات.
2- أبو العلاء المعرّي، كفيف أيضاً درس فلسفة اليونان ونال من العلم والثقافات المختلفة وقرض الشعر وسمي رهين المحبسين، وله مؤلفات عديدة أثرت الفكر والثقافة العربية.
3- أبو الأسود الدؤلي وكان أعرج وأصلع وبخيل، ومع ذلك كان شجاعاً وذكياً جداً، نعم بالرخاء على يد علي بن أبي طالب وأصبح قاضياً للبصرة ثم أميراً عليها وجعل وسيطاً بين علي ومعاوية ـ رضي الله عنهما ـ في معركة الجمل، وشارك في معركة صفين.
4- أبان بن عثمان بن عفان كان أصم وأحول وأبرص ثم أصيب بالفالج، وكان من الفقهاء التابعين، وعيّن والياً على المدينة المنورة عام 76هـ.
قد يتساءل القراء ألا يوجد في وقتنا الحالي من هم معاقون وموهوبون؟ الإجابة نعم هناك العديد من المعاقين الموهوبين ممن حصل على مراكز قيادية ولكنهم لم يحصلوا على ذلك بسهولة وإنما نحتوا الصخر حتى وصلوا إلى ما هم إليه من مكانة، وعلى سبيل المثال لا الحصر:
الشيخ/ عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ والشيخ/ عبدالله الغانم والدكتور/ ناصر الموسى وهم كلهم مكفوفون ووحد بينهم الإلهام، وحري بنا ونحن نقف بإجلال في هذه المناسبة أن نكون أكثر إنصافاً لهؤلاء إذا ما قيس عطاؤهم وإبداعهم بالمبصرين لأعطوا ضعف ما أعطوه، ومع ذلك فقد كان للمكفوفين حظاً من بقية الإعاقات
تحياتى
أ/ أمل عبد القوى
نشرت فى 18 أكتوبر 2012
بواسطة remes
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
74,903