"الحديقة النباتية"
بدأت فكرة إنشاء حديقة نباتية تكون الأولى من نوعها في فلسطين بمبادرة من هيئة تنشيط السياحة في محافظة أريحا في عام 1997 وبمشاركة سلطة البيئة الفلسطينية ومن ثم وزارة البيئة الفلسطينية وتعتبر من أهم المشاريع التي قامت هيئة تنشيط السياحة بها منذ تأسيسها على أرض مستأجرة من الأوقاف والتي تبلغ مساحتها 300 دونماً والتي تقع من ضمن مجمع الشهيد ياسر عرفات للنشاطات المجتمعية والتي تشرف على نشاطاته هيئة تنشيط السياحة.. وتقوم الحديقة النباتية على أرض تقدر ب 150 دونما من هذه المساحة...
وفي عام 2001 أنهت وزارة البيئة مسئوليتها عن الحديقة النباتية فقامت الهيئة بالاتفاق مع جمعية الحياة الفطرية في فلسطين على إدارة الحديقة النباتية وتطويرها.
فبالإضافة إلى ما هو قائم في الحديقة النباتية من وجود أصناف نباتية محلية وعالمية فقد عملت الجمعية على طرح مفاهيم حماية الطبيعة والتنوع الحيوي في منطقة الحديقة والتي هي جزء من استراتيجيتها لتبدأ بمشروع كان هدفها من إنشائه هو دراسة الحياة الفطرية في منطقة أريحا والأغوار وخاصة الطيور المهاجرة إلى فلسطين(مما يذكر بأنه يمر من سماء فلسطين ما يقارب 500مليون طير سنويا أثناء هجرتها الربيعية والخريفية) عبر إقامة أول محطة ومنطقة محمية لدراسة أنواع الكائنات الحية البرية الموجودة في منطقة الأغوار والتي تشمل بالإضافة إلى الطيور:النباتات والحيوانات الثديية والزواحف والحشرات البرية، وتم وضع قائمة ببعض هذه الأنواع والتي تمت من قبل باحثي الجمعية والتي لا تزال قيد الدراسة أيضا.
وتتم دراسة مراقبة هجرة الطيور وتوزيعها بواسطة عدة طرق:
- مراقبتها بالمنظار:حيث يقوم الجمهور سواء كان محلي أو أجنبي بالتجوال في المواقع المختلفة من المحطة ومراقبة حركة الطيور.
- تحجيلها بحلقة تحمل اسم "الحياة الفطرية / فلسطين" التي أصبح اسما عالميا بهوية فلسطينية وطنية/حيث تم مسك بعض الطيور التي تحمل هذا الاسم في بولندا وفي منطقة الأغوار الشمالية ومناطق بيسان.
لقد تم إنشاء مواقع لمراقبة الطيور ولتحجيلها أيضا وإنشاء ثلاثة برك مائية والتي تهدف إلى جذب الطيور المهاجرة إلى موقع المحطة بهدف القيلولة أو المبيت أو الشرب أو الغذاء... حتى أن بعض الطيور المائية والتي تعتمد على الأسماك في غذائها "والمتواجدة في هذه البرك" أصبحت تقيم لفترات طويلة أثناء هجرتها نظرا لوجود الماء والأسماك والنباتات التي يمكن الاختفاء بها .
وان أهم تسجيل حدث في هذا العام هو ما كشفت عنه مصادر البحث العلمية التابعة لجمعية الحياة البرية أن باحثيها استطاعوا في شهر شباط الماضي تسجيل طير نادر الوجود في الطبيعة الفلسطينية يدعى"
"المختبئ الإيراني –Prunella ocularis"
والذي تم تسجيله في هذا القرن لأول مرة عن طريق إمساكه عن طريق الشباك في المحطة حيث تمت دراسته ومن ثم إعادة إطلاقه للطبيعة بعد ذلك.
وكما كشفت المصادر بان الباحث انطون خليلية ورفاقه قاموا بإمساك هذا الطير ودراسته بالطريقة العلمية أثناء هجرته غير المُنظمة إلى فلسطين من بلاده الأصلية في مناطق شمال أوروبا "سيبيريا"وايران وان هذا التسجيل الذي يعتبر لأول مرة بأيادي فلسطينية هو إنجاز ضخم لفلسطين وإدراج الجمعية على اللائحة الدولية للمؤسسات العاملة في مجال البحث العلمي للحياة الفطرية وخاصة الطيور.
ومما يذكر أن هذا الطير تم تسجيله مرتين فقط في القرن الماضي في فلسطين الطبيعية مرة في العشرينات والثانية في السبعينيات من خلال العلماء الأجانب.
أما على صعيد دراسة النباتات البرية فتم التعاون ما بين الجمعية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي/برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني وجامعة القدس ووزارة الزراعة في موضوع رسالة الماجستير للطالب رامي جفال من أبو ديس/القدس لدراسة نباتات الحديقة والأشجار والشجيرات المنتمية لمنطقة حفرة الانهدام بشكل عام والأغوار وأريحا بشك لخاص كأول دراسة متخصصة في هذا الموضوع ولا يزال العمل قائما في هذا الموضوع.
وأما بالنسبة للثدييات المتواجدة في المنطقة فتم تسجيل الأرنب البري والغزال الفلسطيني والضبع والنيص"الشيهم" وابن آوى...الخ
وما قد يجده الزائر في المحطة/الحديقة يمكن تلخيصه بالاتي:
- تجد في المحطة بعض أعشاش الطيور المقيمة والمنتمية لمنطقة الأغوار أو حفرة الانهدام أو منطقة الشرق الأوسط بشكل عام أو المنتمية لمنطقة حوض البحر الميت مثل عصفور الشمس الفلسطيني ودوري البحر الميت والسوادية والبلبل أصفر العجز والثرثارة العربية...وكذلك صناديق لتعشيش طيور البومة البيضاء،وكما يوجد في المحطة بعض أنواع الزواحف السامة والخطرة وخاصة مثل أفعى السجادة أو الأفعى الفلسطينية، وأما عن النباتات المنتشرة في المحطة فنخص بالذكر النباتات المنتمية لمنطقة حفرة الانهدام والأغوار ومناطق التصحر بشكل خاص مثل العُشر"تفاحة صادوم" أو الاكاسيا/السنط، والأثل النيلي والفلسطيني، الكبَار الخاص بالمنطقة...
تسعى جمعية الحياة الفطرية في فلسطين في خلال الفترات القادمة من تأمين بعض التمويل لبعض مشاريعها الحيوية التي تدعم صمود الشعب الفلسطيني في أرضه وارض أجداده وبالتالي تحافظ على أرض الصمود.. إن دعم المجتمعات العربية لهذا الشعب الذي يواجه الترسانة الصهيونية الحديثة والفتاكة به على مدار اليوم بل الساعة والدقيقة.. لهو دعم حيوي لأول مؤسسة تبنت مفاهيم حماية الطبيعة في ظل الظروف السياسية الصعبة والقاهرة التي يعيشها الشعب الفلسطيني وان نموذج هذه المحطة هو نموذج فريد من نوعه على أرض الرباط
الباحث في علم النباتات بنان الشيخ يقوم بتصنيف بعض نباتات الموقع
من الطيور الزائرة للموقع"أبو ملعقة الأوروبي" طير "المختبئ الإيراني –Prunella ocularis"
ساحة النقاش