محمـيــة عتمـــة الطبيعيـــة

أعلنت محمية عتمة بمحافظة ذمار في عام 1999 م ، وهي أول محمية أعلن عنها ..

تبلغ مساحة عتمة قرابة خمسمائة كيلومترا مربعا ، حيث تبلغ المسافة الجوية بين نقطتي الحدود الشرقية والغربية 32 كم ‏وأقصى عرض للمديرية في حديها الشمالي والجنوبي حوالي 27 كم .‏

ويشكل الغطاء النباتي نسبة 80 - 90 % من إجمالي المساحة ، حيث تحتل المدرجات الزراعية الجبلية حوالي 50 - 60 % ‏منها ، والباقي تغطيه الأحراش والغابات والمراعي الطبيعية والتي تمثل 30 % وتشتهر المنطقة بطبيعتها الساحرة ‏واخضرارها الدائم طوال العام ، واحتواء المراعي فيها والغابات والأحراش على أنواع من الأشجار المعمرة والنباتات الطبية ‏والعطرية النادرة والحيوانات والطيور المختلفة والنادرة .‏

وتتكون عتمة من سلسلة جبلية يقل ارتفاعها كلما اتجهنا غربا ، حيث تمثل امتداداً للمرتفعات الغربية المتجهة نحو المناطق ‏السهلية الساحلية والتي يتراوح ارتفاعها بين 920 - 2800 متر عن مستوى سطح البحر .‏

وتعتبر محمية عتمة منتجا رئيسياً للحبوب المختلفة وفي مقدمتها الذرة الرفيعة التي يصل عدد أصنافها إلى اثني عشر ‏صنفاً حيث يستهلك معظم الإنتاج في المديرية والبقية يسوق في المناطق الوسطى والشرقية من اليمن .‏

كما تجود المدرجات الزراعية الجبلية ووديان وسهول المحمية بمحاصيل الذرة الشامية بنوعيها البيضاء والصفراء والدخن ‏والقمح والشعير والبقوليات بأنواعها المختلفة إضافة إلى تفرد المنطقة بإنتاج جميع أنواع الخضار والفواكه إلى جانب البن ‏بنوعيه " الدوائري والعادي " والذي لا يخلو واد من وديان عتمة من وجوده بين محاصيله الرئيسية .‏

- جمال الطبيعة : تمتاز محمية عتمة بجبالها الشاهقة التي تمتطيها
المدرجات الزراعية والمراعي إضافة إلى الغابات ‏الكثيرة والوديان
المنتشرة في معظم أجزاء المديرية ولاسيما منحدرات الجبال حيث مصبات السيول الأمطار وشلالات الينابيع ‏والغيول المائية المتدفقة على مدار العام والتي تشكل روافد أساسية لوادي رماع من الشمال والشمال الشرقي ووادي زبيد ‏من الغرب والجنوب الغربي .‏



‏- المعالم التاريخية : تنتشر في أرجاء عتمة العديد من المعالم
التاريخية والأثرية وفي مقدمتها القلاع والحصون التاريخية ‏التي تمثل شواهد حية تؤكد ارتباطها بالحضارات اليمنية القديمة ، وتمتاز عتمة بقلاعها وحصونها المشيدة على قمم الجبال العالية والشاهقة والتي تمثل حماية طبيعية للمنطقة وإطلالتها على ‏عدد من القرى الجميلة .. ولكل معلم من المعالم تاريخ حافل بالأحداث المتعاقبة منذ آلاف السنين .‏

وبالرغم انه لا يوجد في المراجع التاريخية والحفريات الأثرية ما يشير إلى البدايات الأولى للاستيطان اليمني القديم في ‏عتمة إلا أنه من الأرجح أن بدايته تعود إلى الممالك اليمنية القديمة ابتداء بالدولة
المعينية القديمة وحتى الدولة الحميرية ‏والتي كانت الأساس في تشكيل الحضارة العربية مع بداية القرن السابع الميلادي . ‏



‏ - التنوع البيئي والحيوي : تمتلك عتمة غطاءً واسعاً من الغابات
والأحراش والمراعي التي تحتضن أنواعاً متعددة من ‏الأشجار والشجيرات والنباتات والأحياء البرية المختلفة .‏

وبحسب دراسة علمية أولية أجراها باحثون وأكاديميون بجامعة ذمار ، فإن محمية عتمة تحوي مابين 600 - 800 نوع من ‏النباتات الطبية والعطرية والسامة والأشجار المعمرة و تكثر فيها المراعي والأحراش والغابات التي تضم أنواعاً عديدة من ‏الأشجار العملاقة .‏


ويعتبر باحثون محمية عتمة مخزناً طبيعياً للأصول الوراثية خصوصاَ تلك الأنواع والسلالات والطرز البيئية والحيوية التي ‏تأقلمت عبر القرون .‏
وفي هذا الصدد كشفت دراسة بيئية أجراها فريق متخصص في العام 2007 عن 267 نوعا نباتيا في اربع مناطق حددت ‏مبدئيا لنطاق الحماية البيئية من بينها عدة أنواع من النباتات النادرة وفي مقدمتها ، نبات الرمان البري النادر ، الذي يمكن ‏استخدامه كلقاح للأمراض التي تتعرض لها ثمار الرمان في مختلف أنحاء العالم .‏


ويوضح الخبير الوطني في البحوث الزراعية رئيس الفريق الدكتور محمد مفرح ان هذا الاكتشاف يؤكد أن اليمن هو ‏الموطن الأصلي لنبات الرمان البري وليس الصين كما كان يرجح علماء البيئة سابقا .‏

ويبين أن نبات الرمان البري الذي ينتشر بكثرة في بطون جبال محمية عتمة ، يختلف عن الذي تنفرد به جزيرة سقطرى ‏عالميا من حيث طول الساق والأوراق .‏

كما تحتضن محمية عتمة أنواعا متعددة من الحيوانات والأحياء البرية ومنها حيوانات أليفة كالأبقار والجمال والبغال ‏والحمير والأغنام والماعز وحيوانات وأحياء برية بما فيها حيوانات نادرة أو مهددة بالانقراض ومنها الأسود والنمور ‏والضباع والذئاب والثعالب والقرود والسناجب والوشق والأرانب البرية فضلا عن أنواع متعددة من الزواحف والحشرات ‏بجانب أنواع عديدة من الطيور كالنسور والصقور والعقب والباز والبوم والطليق والهدهد والغراب والحمام والعصافير ‏بألوانها وأحجامها الجميلة والجذابة والبلابل والعديد من الطيور البرية الأليفة والداجنة والجارحة .‏

- الحمامات الطبيعية : توجد في عتمة حمامات طبيعية هي : حمام مقفد وحمام السبلة اللذان يرتادهما الكثير من سكان ‏المحمية والمناطق المجاورة لغرض الاغتسال بالمياه الكبريتية الساخنة التي تنبع من بطون الجبال المحيطة بهما بغية ‏الشفاء من عدد من الأمراض وفي مقدمتها الأمراض الجلدية .‏

كل هذه العوامل تشكل عوامل هامة لجذب السياح المحليين والعرب والأجانب سواء للسياحة البيئية أو السياحة العددية.‏

- الثروات المعدنية : لم تقتصر الكنوز على الغطاء النباتي في هذه المحمية وإنما كشفت دراسات وأبحاث بيولوجية ‏أجرتها فرق متخصصة عن وجود مؤشرات لتوافر معادن عديدة في جبال المحمية أبرزها الذهب والفضة والحديد سيما في ‏جبل العَمل .‏

إعداد/ أمانى إسماعيل

redsea5

أمانى إسماعيل

  • Currently 16/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
6 تصويتات / 1525 مشاهدة

ساحة النقاش

redsea5
موقع خاص لأمانى إسماعيل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

475,119