جزر أم القماري وكأنها شربت رمالها من طباع أجدادنا فأصبحت تؤوي وتجير من أسراب الطيور المهاجرة التي يجبرها صقيع الشتاء في شمال الكرة الأرضية على الهجرة جنوباً فتلتقي في رحلة الإستدفاء بقاع من أرضنا المضياف. أخذت أم القماري اسمها هذا من طيور القماري الأفريقية المطوقة التي تتخذ من هذه الجزر الصغيرة الواقعة جنوب غرب مدينة القنفذة على ساحل البحر الأحمر موطناً مؤقتاً في طريق هجرتها إلى أفريقيا ، لكن أهمية جزر أم القماري تتخطى كون تلك الجزر مجرد جزيرتين لا تزيد مساحتهما عن كيلو ونصف الكيلو متر مربع لأنهما أصبحتا موقع اهتمام هيئات دولية عديدة مهتمة بهجرة الطيور بعد أن امتدت إليها يد الحفاظ والنماء متمثلة في قرار الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها لضمها إلى قائمة المحميات الطبيعية بغية تشجيع المزيد والمزيد من الطيور المهاجرة على التوقف بها ووضع بيضها ورعاية أفراخها ومن ثم زيادة التنوع الإحيائي والمحافظة عليه .
جزيرتان صغيرتان لا يزيد ارتفاعها عن مستوى سطح البحر عن ثلاثة أمتار وتتكون شواطئها من رمال نتاج تحطم أصداف البحر أما داخلها فمغطى بالأشجار والحشائش ويزيد من جمال الصورة وخيرها أن الشعاب المرجانية محيطة بالجزيرتين وهي تظهر للزائر على عمق نصف متر تقريباً تحت سطح الماء بما تضم من أسماك مرجانية واللافقريات وربما السلاحف الخطافية المنقار أو السلاحف الخضراء أو حتى عرائس البحر ، ترسم لوحة ربانية رائعة وتعد الشعاب المرجانية التي تحيط بهذه الجزر بيئة مناسبة للكثير من هذه الأسماك التي تمثل غذاءً جيداً للعديد من أنواع الطيور المهاجرة .
ساحة النقاش