قد يتبادر إلى ذهن الكثير منا عند سماع مصطلح (إدارة المواهب)، التفكير في الموارد البشرية أو مدراء الموارد البشرية.

إدارة المواهب هو أكثر بكثير من الموارد البشرية، والتي ربما قد تمتد إلى القواعد الأساسية لأي قطاع في المؤسسة، بما في ذلك التكنولوجيا.

ودائما ما يصادفنا الكثير من المدراء والمسئولين الذين لا يكفون عن الشكوى من الموظفين قليلي الكفـاءة، ولكن السؤال المنطقي الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو: من الذي قام بتوظيف هؤلاء الموظفين الذين يُعتقد أنهم غير أكفاء؟. بالطبع هم - المدراء والمسئولين- الأكثر قدرة على الإجابة على هذا السؤال.

كما أن هناك قاعدة أساسية في عالم الأعمال تنص على أنه: (إذا لم يتم وضع الأشخاص المناسبين في الأماكن المناسبة لاستخدام مواهبهم وقدراتهم لاتخاذ القرارات الصائبة ولضمان النتائج الصحيحة في إطار الوقت المناسب وضمن البيئة المناسبة، يمكن أن يكون هناك الكثير من الأغبياء والحمقى في مكان عملك).

لقد كشف استطلاع للرأي تم في أواخر عام 2013م أن ما نسبتهم 83% من جميع العاملين الذين شملهم الاستطلاع يتطلعون إلى الالتحاق بوظائف جديدة في عام 2014م، بينما 5٪ فقط ممن شملهم الاستطلاع يرغبون في البقاء مع أرباب عملهم الحاليين.

تخيل للحظة، ماذا سيحدث لشركتك الصغيرة التي تتكون من 20 موظفاً، إذا اكتشفت أن 17 موظفاً منهم  سوف يتركون العمل؟، وأن واحداً  فقط من الثلاثة الآخرين يشعر بالرضا، وهو سعيد حقاً بالعمل، وأن الاثنين الباقين ينتظرون أي فرصة مناسبة لترك العمل.

واستناداً إلى هذه البيانات وحدها، وإذا  كانت إدارة المواهب ليست على قائمة الأهداف الحاسمة لك في عام 2014م، ألا ترى أنها ينبغي أن تكون على هذه القائمة؟.

إدارة المواهب هي الاتجاه الجديد للعديد من الشركات الصغيرة والكبيرة، وهي واحدة من أفضل الممارسات التي يتبناها أولئك الذين يرغبون في البقاء في الصدارة والحفاظ على قدرتهم التنافسية.

إن إدارة المواهب من المفاهيم الحديثة، وقد لاقت اهتماماً كبيراً لدى الباحثين والمتخصصين منذ بداية ظهورها في أواخر التسعينيات؛ لأنها نشاطاً استباقياً مستمراً يدور حول الموظفين ذوي الإمكانات العالية.

تركز إدارة المواهب على تقييم أداء الموظفين وإمكاناتهم ومن ثم منحهم: (الترقية، والتعويض، وفرص التنمية المناسبة)، هذا بالإضافة إلى الاحتفاظ بالموظفين ذوي الأداء الأعلى وتطويرهم، وتنمية أقرانهم ذوي الأداء المتوسط، ومتابعتهم حتى يتمكنوا من المساهمة على وجه أفضل، وأخيرا إتاحة الفرصة للتصرف بشكل حاسم مع الموظفين ذوي الأداء المنخفض.

لذلك فإنّ اكتساب المهارات الصحيحة التي تتناسب مع التحديات اليومية والإستراتيجية للمؤسسات توجب على الموظفين، وفي منطقتنا العربية على وجه الخصوص، فهم خارطة طريق ترسم لهم مساراً وظيفياً واضحاً. ولكي تكون رحلة ناجحة، فإن هذه المسارات يجب أن تتناغم مع الأهداف الإستراتيجية للمؤسسات. ولكي يتحقق ذلك يجب علينا بناء ووضع الممارسات والطرق الأساسية التي توصلنا إلى تحقيق أقصى درجات التناغم فيما بين الحاجات الفردية والحاجات المؤسساتية، وبالتالي تحقيق النمو والتقدم على المستوى الفردي والتجدد على مستوى المؤسسة.

إن إدارة المواهب والتخطيط المهني/ الوظيفي، يعتبر الآن هدفاً رئيسياً من أهداف التدريب والتطوير الرامية إلى تحسين مستوى الأداء المهني.

والتخطيط المهني/ الوظيفي هو عملية مشتركة بين الإدارة والموظف تتضمن إعداد الفرد لمراحل سير وظيفي متصاعدة وتحديد المهارات المطلوبة من تعليم وتدريب أو تحديد الوقت الزمني لعبور كل مرحلة، كما ويتم من خلالها زيادة وعي وإدراك الأفراد بميولهم المهنية وقيمهم ونقاط قوتهم وضعفهم من خلال ما توفره المؤسسة من معلومات حول الفرص الوظيفية.

وتحرص  المؤسسات المعاصرة على  مساعدة العاملين في تحدد ميولهم المهنية والتعرف على نقاط الضعف والقوه في مهاراتهم وتصوراتهم لأهدافهم المهنية، وذلك من أجل تحقيق العديد من الفوائد لكل من المؤسسة والأفراد العاملين فيها.

ومن مزايا وعوائد التخطيط المهني/ الوظيفي، ما يلي:

- زيادة جاذبية المؤسسة أو الشركة التي تحتفظ بعامليها وتهتم بتطويرهم وكذلك في الاستقطاب.

- يساعد الأفراد في تنمية توجيه ميولهم المهنية ومهاراتهم.

- يحد من وجود  تكدس في الهيكل التنظيمي والوظائف أو الجمود في نظام الترقية.

- يؤدي إلى رفع مستوى رضا العاملين عن طريق إتاحة الفرص المناسبة في الوظائف التي تحقق أهدافهم وخططهم.

- يساعد المؤسسة أو الشركة على ملء الشواغر الوظيفية بأفضل الكفاءات وبالسرعة المطلوبة.

- يساعد المؤسسة أو الشركة على التخطيط التعاقبي، أي ملء الشواغر الناجمة عن معدلات الدوران والتقاعد والاستقالات.

- يساعد الإدارة في تحديد من هم العاملين ذوي المواهب المتعددة.

- يساعد العاملين في تحديد أهدافهم المستقبلية وتطوير الخطط للوصول إلى تلك الأهداف.

فبيئة العمل تشهد اليوم أكثر من أي وقت مضى تحولا جذريا، باعتبارها همزة الوصل للتغيير الاجتماعي للتركيبة السكانية العاملة المتطورة، والتقدم التقني المتسارع. لذلك تبحث المؤسسات والشركات في جميع أنحاء العالم اليوم عن أدوات واستراتيجيات جديدة للتكيّف مع عالم جديد تشهده بيئة العمل، حيث يمكن للموظفين الحصول على المهارات والخبرات بشكل مستمر ومتجدد، والسيطرة على تطورهم الوظيفي، والتعاون بحرية مع أي شخص لإنجاز الأعمال وتعظيم الإنتاجية.

reda-alnemrawy

رضا عبد الفتاح النمراوي 00971507877993

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 66 مشاهدة
نشرت فى 29 مايو 2014 بواسطة reda-alnemrawy

ساحة النقاش

رضا النمراوي

reda-alnemrawy
رضا النمراوي رضا عبد الفتاح النمراوي سيف رضا النمراوي »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

23,265