توجد قصة تحكي عن فلاح أرسلوه بزيارة إلى منزل رجل نبيل، استقبله السيد ودعاه إلى مكتبه وقدم له صحن حساء. وحالما بدأ الفلاح تناول طعامه لاحظ وجود أفعى صغيره في صحنه. وحتى لا يزعج النبيل فقد اضطر لتناول صحن الحساء بكامله. وبعد أيام شعر بألم كبير مما اضطره للعودة إلى منزل سيده من أجل الدواء. استدعاه السيد مرة أخرى إلى مكتبه، وجهز له الدواء وقدمه له في كوب. وما إن بدأ بتناول الدواء حتى وجد مرة أخرى أفعى صغيره في كوبه. قرر في هذه المرة ألا يصمت وصاح بصوت عال أن مرضه في المرة السابقة كان بسبب هذه الأفعى اللعينة. ضحك السيد بصوت عال وأشار إلى السقف حيث علق قوس كبير، وقال للفلاح: أنك ترى في صحنك انعكاس هذا القوس وليس أفعى- في الواقع لا توجد أفعى حقيقية.
نظرالفلاح مرة أخرى إلى كوبه وتأكد انه لا وجود لأيه أفعى، بل هناك انعكاس بسيط ، وغادر منزل سيده دون أن يشرب الدواء وتعافى في اليوم التالي.
عندما نتقبل وجهات نظر وتأكيدات محدده عن أنفسنا وعن العالم المحيط فإننا نبتلع خيال الأفعى. وستبقى هذه الأفعى الخيالية حقيقية ما دمنا لم نتأكد من العكس.
ما أن يبدأ العقل الباطن بتقبل فكرة أو معتقد ما سواء كان صائبا أو لا ، حتى يبدأ باستنباط الأفكار الداعمة لهذا المعتقد. نفترض أنك تعتقد، بدون أي وعي أن إقامه علاقة مع الآخر أمر معقد وليس سهلا. وبتجذره سوف يغذي هذا المعتقد ذهنك بأفكار من نوع: لن ألتقي أبدا الشخص الذي سيعجبني، يستحيل إيجاد شريك جيد ..الخ، وما أن تتعرف على شخص ممتع حتى يبدأ ذهنك بتدعيم الأفكار السابقة (كما يبدو أنه ليس جيدا لهذا الحد) (لن أحاول حتى التجريب، لأنه لن يحصل أي شيء) كما أن ذهنك الذي تجذرت فيه فكره (من الصعب أقامه علاقة متينة) سوف يجذب كالمغناطيس الظروف الداعمة لهذا التأكيد ويهمل، بل يصد الحالات التي تثبت العكس. إن العقل قادر على تشويه صورة الواقع ليصبح ملائما ومطابقا لوجهات نظرك.