في اليابان يعيش المسلمون وذلك على الرغم من بُعد المسافة نسبيًّا بين هذه الدولة التي يطلقون عليها اسم "بلاد الشمس المشرقة" وبين الدول الإسلامية، إلا أن في ذلك دليلاً على أن الإسلام دينٌ عالمي لا يعترف بأية حواجز جغرافية، وفي هذه البلاد يشكل المهاجرون غالبية المجتمع الإسلامي القليل عدد أفراده؛ حيث يصعب أن تجد مسلمًا من أهل البلاد وإن كان هناك مسلمون يابانيون؛ لذا يمثل شهر رمضان فرصةً للمسلمين من أجل ممارسة شعائر دينهم في أجواء احتفالية تذكِّرهم بالوضع في بلادهم التي جاءوا منها.
الإسلام في اليابان:
دخل الإسلام في اليابان منذ حوالي 100 عام عن طريق التجار وبعض المسلمين من اليابانيين الأصليين، الذين أسلموا خارج بلادهم، وعادوا إليها ناشرين دعوة الله تعالى، ويبلغ عدد اليابانيين المسلمين حوالي 100 ألف ياباني، أما المسلمون غير اليابانيين من المقيمين في البلاد فيبلغ عددُهم حوالي 300 ألف مسلم، ويبشر مستقبل الإسلام في اليابان بالخير الكثير؛ حيث تقدر أعداد اليابانيين الذين يدخلون في الإسلام في اليوم الواحد من 5 إلى 50 يابانيًّا.
وفي اليابان هناك مؤسسة إسلامية لرعاية شئون المسلمين وممارسة الدعوة الإسلامية، وهي "المركز الإسلامي في اليابان" والذي يضم أيضًا لجنة لإشهار الإسلام لتحقيق التكامل بين أنشطة الدعوة ورعاية المسلمين الداخلين في الدين حديثًا، أيضًا فإن الإعلام الياباني يتيح الفرص للمسلمين من أجل الرد على أية اتهاماتٍ توجَّه للإسلام وتوضيح موقف الإسلام في العديد من القضايا التي يثيرها الغرب ضد الدين الحنيف، إلا أن المجتمع الياباني بصفة عامة متأثرٌ بالإعلام الغربي المعادي للإسلام، وفي شأن ممارسة المسلمين شعائرهم نلمس من اليابانيين المسلمين الحرص على أداء فريضة الحج أو العمرة.
شهر رمضان في اليابان:
تحرص المساجد في اليابان على فتح أبوابها أمام المسلمين وغير المسلمين خلال شهر رمضان من أجل تعريفهم بالدين الإسلامي، ومن أبرز مظاهر شهر رمضان في اليابان هو تنظيم مآدب الإفطار الجماعي؛ وذلك من أجل زيادة الروابط بين المسلمين في هذا المجتمع الغريب وخاصةً بين العرب الذين يكونون قادمين لأغراض سريعة ولا يعرفون في هذه البلاد أحدًا تقريبًا، وتكون هذه المآدب بديلاً عن التجمعات الإسلامية المعروفة في أيٍّ من البلدان الأخرى بالنظر إلى غياب هذه التجمعات في اليابان.
كما يحرص المسلمون على أداء صلاة التراويح والقيام في أيام الشهر الكريم، ويأتي الدعاة من البلاد العربية والإسلامية ويحظى المقرئون الراحلون الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ومحمد صديق المنشاوي بانتشار كبير في أوساط المسلمين اليابانيين، أيضًا يتم جمع الزكاة من أجل إنفاقها في وجوه الخير ودعم العمل الإسلامي، ويتم جمع هذه الزكاة طوال العام وفي شهر رمضان في المركز الإسلامي صاحب المصداقية العالية في هذا المجال.
وفي خصوص صلاة العيد فإن الدعوة لها تبدأ من العشر الأواخر في شهر رمضان، وقد كانت تقام في المساجد والمصليات فقط، لكن في الفترة الأخيرة بدأت إقامتها في الحدائق العامة والمتنزهات والملاعب الرياضية.. الأمر الذي يشير إلى إقبال المسلمين في اليابان من أهل البلاد أو الأجانب عنها على الصلاة، كما يساعد على نشر الدين بين اليابانيين وتعريفهم به حين يرون المسلمين يمارسون شعائرهم، ويشير هذا أيضًا إلى الحرية الممنوحة للمسلمين في اليابان.
استقبال العيد:
يهتم المسلمون اهتماماً كبيراً بصلاة العيد فتصل الأفواج الكبيرة لأداء هذه الشعيرة التي تنمي فيهم روح التلاحم والمودة وتظهر من خلالها محاسن الإسلام مما يترك أثراً طيباً في نفوس أهله، وتأثيراً بالغاً في نفوس المحرومين من غير المسلمين، وقد كانت وما زالت صلاة العيد تؤدى في المساجد والمصليات التي تضيق بالأعداد الكبيرة القادمة لأداء هذه الشعيرة، مما يجعلهم يصلون على دفعات، بسبب امتلاء المساجد والساحات المحيطة بها، كما في مسجد المعهد العربي الذي يكتظ بالمصلين وفي الفترة الأخيرة أقيمت صلاة العيد في الحدائق والمنتزهات والملاعب الرياضية مما زاد تأثير هذه الصلاة على المسلمين وغير المسلمين .
ساحة النقاش