الموقع الرسمى الخاص بـ أ/رمضان اسماعيل ريشه

اعرف الاسلام -اعرف نبيك-ارفع راسك انت مسلم

  لما رأى كفار قريش أن طريق الأذى الذي لجأوا إليه لم يُجْدهم نفعا فيما يريدون؛ اجتمعوا للشورى فيما يعملون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لإرجاعه عن أمره، فاتفقوا على أن يبعثوا إليه عتبة بن ربيعة العبشمي (وكان من عظمائهم) ليعرض عليه أمورا لعله يقبلها ويرجع عن هذه الدعوة، فذهب إلى رسول الله صلى الله وسلم وهو يصلى في المسجد وقال له: يا ابن أخي إنك من خيارنا حسبا ونسبا، وإنك قد أتيت قومك بأمر عظيم، فرقت به جماعتهم، وسفهت به أحلامهم، وعبت آلهتهم ودينهم ومن مضى من آبائهم، فإن كنت تريد بما جئت به من هذا الأمر مالا جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالا، وإن كنت تريد شرفا سودناك علينا حتى لا نقطع أمراً دونك، وإن كنت تريد ملكاً ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيا (أي مسًّا) من الجن لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه.
       فلما فرغ من كلامه قرأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم سورة فصلت، حتى وصل إلى قوله تعالى: (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُوَد).  فأمسك عتبة بفيه، واستحلفه أن يكف عن ذلك، فلما رجع عتبة إلى قومه قال لهم: يا معشر قريش لقد سمعت قولا ما سمعت مثله، والله ما هو بالشعر ولا بالكهانة ولا بالسحر، فأطيعوني وامتنعوا عن الرجل، فوالله ليكونن لكلامه الذي سمعت شأن، فإن تصبه العرب فقد كُفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فعزه عزكم، فقالوا: لقد سحرك محمد.
       ولما لم تنفعهم هذه الحيلة عمدوا إلى حيلة أخرى، فعرضوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يشاركهم في عبادتهم ويشاركوه في عبادته، فأنزل الله تعالى عليه سورة (قل ياأيها الكافرون)، فلما يئسوا من ذلك طلبوا منه أن ينزع من القرآن ما يغيظهم من ذم الأوثان والوعيد الشديد، فأنزل الله تعالى عليه: (قُلْ مَا يَكُونُ لِى أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي، إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَىَّ).
       ولما رأوا أن كل ذلك لم ينفعهم شيئاً لجأوا إلى طرق التعجيز فقالوا له: إن كنت صادقا فأرنا آية نطلبها منك، وهي أن ينشق القمر فرقتين. فلما أراهم الله تعالى ذلك تعنتوا واستمروا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم أسئلة تعنت وعناد مثل قولهم:
       (لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ اْلأَرْضِ يَنْبُوعًا* أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ اْلأَنْهَارَ خِلاَلَهَا تَفْجِيرًا* أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ عَلَيْنَا كِسَفًا، أَوْ تَأْتِىَ بِاللهِ وَالْمَلاَئِكَةِ قَبِيلاً، أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ، أَوْ تَرْقَى في السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَاباً نَّقْرَؤُهُ). كسفا: قطعا. قبيلا: أي كفيلا بما تقول و شاهدا على صحته.
       وكـان يجيبهم عن ذلك بما يأمره الله تعالى به مثل قوله تعالى: (قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلاَّ بَشَراً رَّسُولاً).
       ولما عجزوا عن مقاومته بهذه الوسائل عادوا إلى استعمال الشدة والأذى مع رسول الله والمؤمنين، ولم يتركوا لذلك باباً إلا ولجوه.

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 107 مشاهدة
نشرت فى 9 أغسطس 2011 بواسطة ramadan2012

ساحة النقاش

رمضان اسماعيل عبدالحميد ريشه

ramadan2012
نصرة الاسلام والمسلمين »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

98,298
الى كل من يعجبه الموقع ومحتوياته عليه مراسلتى على الايميل التالى:


[email protected]


ملأ الله قلبك بالانوار
وحفظك من الاخطار
واسعدك ما دام الليل والنهار

وجعل حياتك حياه الصالحين الابرار

ايها الفتى العبقبرى

دع عنك ما قد مضى فى زمن الصبا واذكر ذنوبك وابكها يامذنب لم ينسه الملكان حين نسيته بل اسبتاه وانت لاه تلعب والروح منك وديعة اودعتها ستردها بالرغم منك وتسلب وغرور دنياك التى تسعى لها حقيقتها متاع يذهب الليل فاعلم والنهار كلاهما انفاسنا فيهما تعد وتحسب