الموقع الرسمى الخاص بـ أ/رمضان اسماعيل ريشه

اعرف الاسلام -اعرف نبيك-ارفع راسك انت مسلم

إن إنشاء هذا الكرسي أو الكراسي أو الأقسام للدراسات الأوروبية والأمريكية أصبح ضرورة من ضرورات الدراسات الجامعية؛ ذلك أن هذه الأمة هي أمة الدعوة وأمة الشهادة ومن واجبات الداعية أن يعرف البيئة التي يتوجه إليها بالدعوة. ويعود هذا الأمر إلى بداية الدعوة الإسلامية، فبعد أن لقي الرسول صلى الله عليه وسلم عدداً من الأوس والخزرج وعرض عليهم الدعوة وسمع منهم شيئاً عن أحوال مدينتهم أرسل معهم مصعب بن عميررضى الله عنه ليعلمهم أمور الإسلام وليتعرف أكثر وأكثر على البيئة الجديدة التي قبلت الإسلام. 


ولقد كان من ميزات قريش في الجاهلية نشاطها التجاري الذي كان يهيئ لها الفرصة للتعرف على البيئات المحيطة؛ فهذا سهيل بن عمرو عندما أرسلته قريش لمفاوضة الرسول صلى الله عليه وسلم وشاهد كيف يعامل الصحابة الرسول عليه الصلاة والسلام قال: " لقد رأيت كسرى في ملكه ورأيت هرقل في ملكه ولم أر أحداً يحب أحد كحب أصحاب محمد محمدا." وظل هذا ديدن الأمة الإسلامية في معرفة الشعوب الأخرى فقد ظهر منّا رحّالة وجغرافيون وعلماء في عقائد الأمم الأخرى. وفي الحروب الصليبية نجد أسامة بن منقذ في كتابه الاعتبار يعطى صوراً واضحة وصريحة لشخصيات الفرنجة وأخلاقهم ومزاياهم. يتحدث عنهم حديث عالم الاجتماع وعالم النفس وبإنصاف دون تهويل أو تشويه أو تضخيم.


لقد ورد في صحيح مسلم وصف عمرو بن العاص  للروم مما يدل على معرفة عميقة بالشعوب المجاورة. فهل اكتفينا أن نكون نحن مجالاً لدراسات الأمم الأخرى وأن نكون كالكتاب المفتوح بالنسبة لهم ليوجهوا حياتنا الثقافية والسياسية والاقتصادية كما يشاءون؟ إنّ علينا أن نبادر نحن إلى معرفة أنفسنا أولاً معرفة دقيقة ثم نتوجه إلى العالم لنعرفه. فالحاجة ماسة إذن لقيام كراسي للدراسات الأوروبية والأمريكية وأيضاً لا ننسى أننا بحاجة لدراسات حول الشعوب الإسلامية المختلفة وكذلك دراسات جنوب شرق آسيا. إن المعرفة العلمية الأكاديمية أمر ضروري في مجالات كثيرة، فنحن بحاجة إلى لجنة حكومية على مستوى رفيع تبحث في احتياجات المملكة من الأفراد الذين تحصلوا على درجة عالية من المعرفة بالشعوب الأخرى لغة وثقافة واقتصاداً وسياسة. ولهذه اللجنة أن تقدم اقتراحاتها المفصلة للجهات المعنية مثل وزارة التعليم العالي ولا بد أن تتصل اللجنة بوزارة الخارجية وبجهات رسمية أخرى يهمها أن يكون لديها متخصصون في هذه المجالات. ولا بد أن أذكر أن الحكومة البريطانية ألّفت عدة لجان لدراسة أوضاع الدراسات الأوروبية الشرقية والسلافية والشرقية والشمال أفريقية في عام 1947م والثانية عام 1961م، والثالثة عام 1985م والثالثة مازالت تقوم بدراستها حتى الآن ومن أعضائها جرقن نلسن مدير معهد العلاقات النصرانية الإسلامية بجامعة بيرمنجهام. 


المهم إن رجال الأعمال لدينا بحاجة إلى متخصصين بجوارهم ليفيدوهم في طريقة التعامل مع الشعوب الأخرى. وما زلت أذكر أن الخطوط الهولندية لا تبعث مندوباً للتفاوض مع دولة من الدول قبل أن تزوده بملف كامل عن تلك الدولة يحتوي على معلومات عن أوضاع تلك الدولة عقدياً وتاريخياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً. كما أن وزارة الإعلام بحاجة إلى من يتقن اللغات المختلفة ويعرف ثقافات الشعوب، وكذلك وزارة الخارجية لتدعيم السلك الدبلوماسي بمتخصصين في هذا المجال.


لقد خطى منتدى أصيلة خطوة إيجابية في إنشاء معهد للدراسات الأمريكية قبل سنتين ولعله يبدأ في الدراسة في القريب العاجل،- الحقيقة أن المشروع لم ينطلق أبداً ولعله لا ينطلق لأسباب تتعلق بالمؤسسين للفكرة- ولكننا بحاجة إلى عشرات المراكز والأقسام لدراسة مختلف الشعوب الأوروبية والأمريكية والجنوب أسيوية وغيرها.

المصدر: المصدر موع اعرف الاسلام
  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 198 مشاهدة
نشرت فى 19 مايو 2011 بواسطة ramadan2012

ساحة النقاش

رمضان اسماعيل عبدالحميد ريشه

ramadan2012
نصرة الاسلام والمسلمين »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

98,220
الى كل من يعجبه الموقع ومحتوياته عليه مراسلتى على الايميل التالى:


[email protected]


ملأ الله قلبك بالانوار
وحفظك من الاخطار
واسعدك ما دام الليل والنهار

وجعل حياتك حياه الصالحين الابرار

ايها الفتى العبقبرى

دع عنك ما قد مضى فى زمن الصبا واذكر ذنوبك وابكها يامذنب لم ينسه الملكان حين نسيته بل اسبتاه وانت لاه تلعب والروح منك وديعة اودعتها ستردها بالرغم منك وتسلب وغرور دنياك التى تسعى لها حقيقتها متاع يذهب الليل فاعلم والنهار كلاهما انفاسنا فيهما تعد وتحسب