السؤال: يؤم الناس كثيرا ً في الصلاة في المسجد الذي أصلى فيه رجل له وجاهة اجتماعية ولكنه يلحن في القرآن .. ويستحى الناس أن يولوا غيره للإمامة في الصلاة.. فهل تصح الصلاة خلفه ؟
المفتي: أجاب عنها الشيخ / حسين الغريب
الإجابة:
كان أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) واضحا ً في أحقية الأقرأ لكتاب الله لإمامة الناس في الصلاة.
فقد روى أحمد ومسلم عن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " وإذا كانوا ثلاثة فليؤمهم أحدهم.. وأحقهم بالإمامة أقرؤهم "
وروى أحمد ومسلم كذلك عن ابن مسعود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم)" يؤم الناس أقرؤهم لكتاب الله , فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة , فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة, فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا ً ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانة ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه"
وقد فسر أكثر أهل العلم "أقرؤهم" بأكثرهم حفظا ً وأجودهم قراءة.
وقد اتفق العلماء على أن تعمد اللحن في الصلاة يبطلها.. سواء كان ذلك في الفاتحة أو غيرها.. إلا أنهم اختلفوا إذا كان اللحن غير متعمد.. وكونه في غير فاتحة.
فمذهب الشافعية والحنابلة أن من لحن في الفاتحة لحنا لا يخل بالمعنى.. كمن رفع لفظ الجلالة في "الحمد لله" مثلا ً فإن إمامته تكره تنزيها وتصح صلاته وصلاة من خلفه.
وأما إذا كان اللحن مخلا ً بالمعنى كمن قال : " اهدنا الصراط "المستقين"بدلا ً "المستقيم" .. فلا تصح الصلاة خلفه.. ويأثم إن أمكنه التعليم ولم يفعل.
فإن لم يمكنه التعليم لعجز في نطقه أو عيب في لسانه فصلاته صحيحة وكذا صلاة من خلفه.
أما إذا وقع اللحن في غير الفاتحة أى في القراءة بعدها صحت صلاته وصلاة من خلفه .. لأن ترك السورة بعد الفاتحة غير مبطل للصلاة .
وأما الأحناف فذهب المتقدمون منهم إلى القول بفساد الصلاة إذا كان اللحن في القراءة يفسد المعنى تغييرا ً يكون كفرا ..ً كمن قال " إنما يخشى الله من عباده العلماء" برفع لفظ الجلالة ونصب العلماء.
وذهب المتأخرون منهم إلى أن اللحن في الإعراب لا يفسد الصلاة لعموم البلوى.
وذهب المالكية إلى أن اللحن في القرآن لا يبطل الصلاة.. وإن كان في الفاتحة وإن أخل بالمعنى.. ولكن المأمومين يأثمون إن وجدوا من يحسن القراءة ولم يقدموه لها.
والأقرب إلى الصواب هذه المسالة هو قول الشافعية والحنابلة إذ فرقوا بين اللحن في الفاتحة وبين اللحن في غيرها.
ولكننا ننصح كل مسلم حريص على صلاته ألا يؤم الناس إلا إذا أجاد قراءة القرآن وتعلم أحكام تلاوته .. حتى لا يعرض صلاته وصلاة من خلفه للبطلان.. وليعلم أن الإمامة ليست تشريفا ً وإنما الإمام هو ضامن لصلاة من خلفه .
ولله اعلا
المصدر: المصدر-موقع اعرف الاسلام
نشرت فى 19 مايو 2011
بواسطة ramadan2012
الى كل من يعجبه الموقع ومحتوياته عليه مراسلتى على الايميل التالى:
[email protected]
ملأ الله قلبك بالانوار
وحفظك من الاخطار
واسعدك ما دام الليل والنهار
[email protected]
ملأ الله قلبك بالانوار
وحفظك من الاخطار
واسعدك ما دام الليل والنهار
وجعل حياتك حياه الصالحين الابرار
ساحة النقاش