رجب الأسيوطى للنهوض بمربى وتربية نحل العسل

موقع متخصص فى النهوض بمربى وتربية نحل العسل

 

 

<!--

يمكن تمييز ملكة نحل العسل بسهولة عن كل من الشغالات والذكور, فهي أكبر من الشغالة وأطول من الذكر كما أن أجنحتها أقصر من طول بطنها بعكس الشغالة والذكر, ولكنها في الحقيقة أطول من أجنحة الشغالة. كما أن لها آلة لسع منحنية تستخدم فقط ضد الملكات المنافسة لها وذلك بعكس الشغالة, وتتحرك الملكة عادة حركة بطيئة متأنية, ولكن عند الضرورة فإنها تتحرك بسرعة, ويبلغ وزن الملكة من 150 إلى 200 ملليجرام, والملكة أنثي كاملة الخصوبة, والملكة الملقحة الواضعة للبيض توجد عادة على أو قرب الأقراص التي تحتوى على الحضنة الصغيرة، والملكة في العادة تكون محاطة بحاشية من الشغالات صغيرة السن تسمى الوصيفات والتي تقوم برعاية الملكة حيث تواجه الملكة وتتحرك ورؤوسها متجهة ناحية الملكة وتلامسها بقرون استشعارها وتلعقها وتغذيها وتزيل المواد البرازية التي تخرجها الملكة.

  وتحت الظروف العادية فإنه يوجد بالطائفة ملكة واحدة فقط, والتي تعتبر أهم فرد في الطائفة وذلك لسببين أساسيين:-     

1 - أنها أم الطائفة حيث تضع كل البيض بالطائفة.

2- تقوم بإنتاج مواد كيماوية (المواد الملكية) والتي تقوم بتثبيط إنتاج البيض الذي يمكن أن تضعه الشغالات, كما تثبط هذه المواد أيضا عملية تغيير الملكة أخرى. كما أن لهذه المواد أيضا تأثير قوى على سلوكيات الطائفة.

والملكة بالرغم من أنها تعتبر جهاز لوضع البيض إلا أن وجودها يعمل على ترابط الطائفة ووحدتها.

والملكة لا تغذى نفسها وذلك فيما عدا الساعات القليلة فور خروجها من بيت الملكة كحشرة كاملة بعد أن كانت عذراء, ومعظم الغذاء الذي تستقبله الملكة من الشغالات عبارة عن الغذاء الملكي والذي يمدها بالغذاء اللازم لوضع كميات كبيرة من البيض.

وأحياناً قد يجد النحالون ملكتين وهاتـان الملكتان تكونان عبارة عن الملكة الأم وابنتها, وتظل الملكة القديمة منتجة لبعض البيض ولكن إنتاجها من المواد الكيماوية والتي يتم التعرف عليها عن طريقها يكون غير كاف لتثبيط عملية تغييرها بملكة أخرى, وفى معظم الحالات التي يوجد بها ملكتان في الطائفة فإن الملكة القديمة لا تعيش أكثر من شهور قليلة.

بيت الملكة:

يعتبر بيت الملكة بيت خاص ومميز, حيث أنه أكبر من أي عين سداسية موجودة في الطائفة, ويتم بداخله تربية الملكة, وتتدلى البيوت الملكية عمودياً على القرص, وعادة بين الأقراص أو في قاعدة القرص, وعندما تظهر البيوت الملكية بين الأقراص فإن ذلك يعنى أن ملكة من التي سوف تربى بداخلها سوف تحل محل الملكة القديمة أو التي فشلت في أن تكون ملكة قوية, أو أنه تم فقد الملكة من الطائفة,  وفى هذه الحالة فإن

أ‌- بيوت ملكية سبق إعدادها لذلك: -

ب‌- بيوت ملكية لم يتم تجهيزها مـن قبل: -

لكن أساسها عيون شغالات بها بيض أو يرقات حديثـة الفقس, يتم تحويلها إلى بيوت ملكية بعد فقد أو موت الملكة فجأة بعدة ساعات لتربى فيها ملكـة نحل محل الملكة المفقودة وقاعدة البيت تكون هي نفس قاعدة العين السداسية التي بها حضنة شغالة, وتوجد عادة في منتصف القرص.

أما الحالة الأخرى التي يتم فيها بناء بيوت ملكات فهي عندما تزدحم الخلية وتكون على وشك التطريد, وفى هذه الحالة يتم بناء بيوت الملكات على قاعدة القرص أو الحواف الجانبية أو السفلية منه بشكل سابق التجهيز, وتعرف ببيوت التطريد, وتبنى الطائفة عدد من هذه البيوت قد يصل من عدد قليل إلى حوالي خمسين بيتاً طبقاً لعوامل محددة منها حالة الطائفة والعوامل البيئية.

ويعتبر المظهر الخارجي لبيت الملكة مظهر ذو شكل فريد, حيث أن البيت الكامل البناء له سطح مجعد يشبه قشرة الفول السوداني, أما البيوت الملكية ذات السطح الخارجي الأملس فعادة ما تحتوى ملكات رديئة الجودة أو أدنى درجة حيث يكون وزنها أقل ولها عدد أقل من الفروع المبيضية, لذلك فإنها تضع كمية أقل من البيض, وغالبا ما تلجأ الشغالات لإزالة الشمع من على القمة الطرفية لبيت الملكة حيث تكون الشرنقة معرضة تحتها.

والسبب في ذلك غير واضح ولكنها ظاهرة شائعة وخاصة في الطوائف القوية,

هذه البيوت التي تنشأ في الحالة الملحة أو الطارئة, وهذه البيوت الملكية نوعان:

أ‌- بيوت ملكية سبق إعدادها لذلك:

وذلك في حالة الرغبة في تغيير الملكة بسـبب كبرها في السن أو عندما تقل مقدرتها على إنتاج البيض المخصب أو بسبب علة جسمانية, حيث تضع الملكة الأم البيض في هذه البيوت سابقة التجهيز وفى هذه الحالة فإن الطائفة تبنى عدداً قليلاً من البيوت الملكية يتراوح ما بين 2: 3 بيوت أو أكثر قليلاً .

ب‌- بيوت ملكية لم يتم تجهيزها مـن قبل:

لكن أساسها عيون شغالات بها بيض أو يرقات حديثـة الفقس, يتم تحويلها إلى بيوت ملكية بعد فقد أو موت الملكة فجأة بعدة ساعات لتربى فيها ملكـة نحل محل الملكة المفقودة وقاعدة البيت تكون هي نفس قاعدة العين السداسية التي بها حضنة شغالة, وتوجد عادة في منتصف القرص.

وضع البيض:

في اليوم الثاني إلى الرابع من تلقيح الملكة العذراء فإنها تبدأ في وضع البيض. هذا وقد يبدأ وضع البيض مبكرا بعد 14 ساعة من تلقيحاتها المتعددة الناجحة. هذا وقبل أن تضع الملكة البيضة فإنها تمشى فوق القرص وتدخل رأسها في العين السداسية وذلك لفحصها إذا كـانت جاهزة لوضع البيض أم لا.. عندئذ تسحب رأسـها وتحنـى جسمها وبسرعة تدفع بطنها داخل العين السداسية. وفى خلال ثوان قليلة فإنها تستدير ناحية اليمين أو اليسار وتسحب بطنها خارج العين السداسية. هذا والوقت الذى تستغرقه الملكة في عملية وضع البيضة ( الوقت بين لحظة إدخال بطنها في العين السداسية وحركة إخراجها من العين السداسية) يكون حوالي من 9: 12 ثانية. وبعد وضع الملكة لكمية من البيض تتراوح من 2: 25 بيضة فإنها تأخذ فترة راحـة تقوم خلالها الشغالة بتغذيتها. وتبدأ الملكة وضعها للبيض في منتصف القرص وتستمر في حركة دائرية حتى يمتلئ القرص بالبيض حيث تكون مسـاحة الحضنة دائرية أو بيضاوية (وهو ما يعرف بعش الحضنة) ومن الملاحـظ أنه بعد تلقيـح الملكـة فإن الشغالات توليها اهتمام كبير حيث تتحرك الملكة فوق الأقراص وسط حاشية من الشغالات تسمى التوابع والتي تتغير باستمرار حيث تتشكل هذه الحاشية من الشغالات الصغيرة والتي تقوم بتغذية الملكـة وفحص جسمها بقرون استشعارها ولعقها وبالتالي الحصول علـى المادة الملكية, كما أنها تقوم بإزالة المواد الإخراجية للملكة والبيض الذى تساقط منها.

وفى الشتاء والربيع المبكر فإن الملكة تضع البيض أولاً في العيون السداسية القريبة من الوسط حيث يكون حولها تكتل النحل وعندما يتسع التكتل في حجمه تبعًا لازدياد درجه الحرارة فإن مساحة الحضنة تتسع حيث تكون العيون السداسية مناسبة لوضع البيض، وعندما يصل عمر الملكة من سنتين إلى 3 سنوات أو أقل أحيانًا فإنه يقل معدل وضعها للبيض, وقد تضع بيض غير مخصب  ينتج عنه ذكور وذلك في العيون السداسية الخاصة بالشغالات, وذلك نتيجة نفاذ الحيوانات المنوية في قابلتها المنوية.

وقد وجد أن متوسط ما تضعـه الملكة في اليوم خلال موسم الفيض 1500 بيضة, ولكن في العادة فإن معظم الملكات تضع عدداً من البيض يتراوح ما بين 1500 إلى 2500 بيضة يومياً.

وقد وجد أن وضع البيض يعتمد على عوامل خارجية, كما أن غياب التغذية يوقف وضع البيض, كما وجد أن كفاءة الملكة المسنة أقل كثيراً من الملكة حديثة السن, لذلك فإن النحالين يميلون إلى تغيير الملكة سنوياً حيث أن ذلك يجعل طوائفهم قوية كثيرة العدد, وبالتالي يتم ترجمة ذلك إلى محصول أكبر من العسل.

ويتحدد عدد البيض الذى تضعه الملكة في اليوم بعدة عوامل وأهم هذه العوامل:-

·    عدد شغالات النحل بالطائفة... حيث أن الطوائف التي بها عدد كبير من الشغالات في الشتاء تستطيع تدفئـة الطائفة في الطقس البارد وبالتالي فإن الملكة تضع بها بيضاً أكثر من الطوائف ذات عدد الشغالات الأقل.

·    الغذاء يعتبر عامل محدد لوضع البيض, حيث أن قلة أو عدم وجود حبوب لقاح يجعل الشغالات تنبذ اليرقات وتطرحها خـارج العيون السداسية كما قد تأكل البيض.

·    الملكة نفسها تحدد عدد البيض الذى تنتجـه وذلك على حسب عدد الفروع المبيضية في مبيضها, أن حجم الملكة وعدد الفروع المبيضية بها يتحدد بشكل كبير بنوعية الغذاء الذى تغذ ت عليه الملكة خلال طور اليرقة.

·    العامل الوراثي في الملكات أيضاً يحدد كمية البيض التي تضعها.

  ويتم الحكم على جودة الملكة وقدرتها على وضع البيض وذلك عن طريق نموذج وضعها للبيض حيث أن الملكة الجيدة تضع بيضاً من نفس العمر في منطقة واحدة بحيث أن البيضة يليها بيض من نفس العمر وكذلك اليرقة يليها يرقـات من نفس العمر وكذلك العذارى, حيث يكون وضـع البيض مركزاً في دوائر, وقد يوجد عدد قليل فقط من العيون السداسية الفارغة حيث يجب أن تكون الحضنة محصورة في مساحة محددة لتستطيع الشغالات تكييف درجة الحرارة حولها بسهولة, كما أن العيون السداسية في دائرة الحضنة يجب أن تكون خالية من حبوب اللقاح أو العسل والتي يجب أن تخزن على طول جوانب القـرص, وغالباً فوق منطقة الحضنة حيث يأخذ شكل الحضنة بالخلية شكل كرة تعبر خلال البراويز, كما أن هذا الشكل يجب أن يوجد ليس فقط على جانب واحد من القرص ولكن على جانبي القرص من قرص إلى القرص الذى يليه.

فوضع الملكة للبيض يجب الأخذ به بحذر عند تقييم نموذج الملكات صغيرة السن, كما أن أمراض اليرقات قد تدفع الشغالات إلى إزالة اليرقات المريضة التي تموت ويسبب ذلك اختلال في شكل النموذج, كما أن الملكات المسنة قد تضع بيضاً يفشل في الفقس أو قد تكون استنفذت مخزونها مـن الحيوانات المنوية وبالتالي تنتـج حضنة ذكور في العيون السداسية للشغالة, كما أنه عند تواجد رحيق بشكل وفير وكذلك حبوب لقاح فإن نحل الطوائف المزدحمة قد يقوم بتخزين حبوب اللقاح أو العسل في الأماكن غير المرغوبة. أيضاً فإن البرودة التي تتعرض لها الحضنة قد تؤدى إلى اختلال في نموذج وضع البيض.

كما أن نشاط الملكة المبكر في ضع البيض يعتبر عنصراً مهماً في تقييم الملكة, فوضع الملكة للبيض متأخراً ولكن بنشاط خلال موسم الفيض سوف يحرم الطائفة من كمية كبيرة من الشغالات العاملة والتي تشارك في تربية الحضنة وجمع الرحيق وحبوب اللقاح كان يمكـن الاستفادة بها من قبل.

لذلك فكمية البيض التي تضعها الملكة ليست هي فقط المقياس الوحيد ولكن أيضاً التوقيت الذى تبدأ فيه الملكة في نشاط وضع البيض والذي يفضل أن يكون مبكراً والذي يعتبر العامل الثاني والمكمل في تقييم الملكة.

الفرمون الملكى:

عند إزالة الملكة الأم من طائفة نحل العسل فإن الشغالة تستجيب لذلك في وقت قصير، حيث أنها بعد مرور 30 دقيقة تبدأ في الشعور بغياب الملكة وبالتالي يتغير حالها من حالة نشاط منتظم إلى حالة غير منتظمة يسودها الاستياء والقلق وعدم الراحـة, وبعد ساعات قليلة تبدأ الشغالات في تحويل عين سداسية أو أكثر بها حضنة شغالة صغيرة وذلك إلى بيوت ملكية طارئة والتي سوف تربى داخلها ملكات جديدة, وبعد أيام قليلة من ذلك يزداد نمو مبايض بعض الشغالات (ما يعرف بالأمهات الكاذبة)، يرجع ذلكً إلى زوال المادة الملكية والتي تعمل كفرمون مثبط والتى تقوم الملكـة بإنتاجه باستمرار. وكذلك تثبيط نمو مبايض الشغالات.

ولكي تستطيع الملكة احداث هذه التأثيرات على الطائفة ككل فإنها يجب أن توزع الفرمون على كل الشغالات - حيث أن الملكة في لحظة توزيع هذه المادة فإنها تحمل على جسمها حوالي 100 ميكروجرام فقط من مادة الفرمون، حيث إن الملكة تنتج في اليوم الواحد كمية من الفرمون   تقدر بـ 2 ملليجرام أو أكثر لتمد بها من 20.000 إلى 80.000 شغالة كل يوم.

وقد وجد أن المادة الملكية تقوم بما يلي:

1- تثبيط نمو مبايض الشغالات.

2- تثبيط عملية بناء بيوت الملكات.

3- جذب الشغالات خلال عملية التطريد.

4- تقوم كمادة جاذبة جنسيا ومثيرة للجنس في الذكور التي تلحق بها لإتمام عملية التلقيح. 

ثانيا: الملكة العذراء:

عند تمام نمو يرقة الملكة فإن شغالات نحل العسل تغطى بيت الملكة بغطاء شمعي ممزوج بحبوب اللقاح وذلك لتوفير التهويـة للطور غير الكامل للملكة، وتقوم اليرقة بغزل الشرنقة داخل بيت الملكة باستخدام عديد من الخيوط الحريرية والتي تفرزها الغدد الصدريـة, وتبقى رأس اليرقة متجهة لأسفل, ثم تتحول إلى عذراء ثم إلى حشرة كاملة والتي عندما تكون جـاهزة للخروج من بيت الملكة فإنها تقرض الخيوط الحريرية للشرنقة وكذلك غطاء بيت الملكة باستخدام فكوكها العليا حتى يتم قطع غطاء البيت بشكل دائري ثم تدفعه للخلف فينفتح الغطاء ثم تزحف خارج بيتها, ويتم التخلص في الحال من المتبقيات بواسطة الشغالات.

وعندما تقوم الطائفة بتجهيز نفسها للتطريد فإن شغالات نحل العسل تحاول بصورة متكررة منع الملكات الجديدة من الخروج من بيوتها لعدة ساعات أو حتى لعدة أيام, حيث تقوم بتغذيتهم من وقت لآخر وذلك خلال الشقوق الضيقة والتي قامت الملكة بقرضها في الغطاء الشمعي في محاولتها للخروج والإفلات من بيت الملكة, وبعد مغادرة الطرد الأول للطائفة حيث تكون على رأسه الملكة القديمة الملقحة , أو أحياناً يكون على رأسه ملكة عذراء حديثة قد سمح لها بالخروج من بيتها, فإن الشغالات تسمح للملكة العذراء بالخروج من بيتها وتغادر الخلية مع الطرد الثاني, وفى بعض سلالات نحل العسل وتحت ظروف معينة فإن ذلك قد يتكرر عدة مرات وأخيرا يسمح للعذراء بالخروج من بيتها حيث تقوم بقتل منافساتها ثم يتم تلقيحها وتصبح الملكة الجديدة للطائفة, وعادة وعندما تكون الطائفة غير مجهزة للتطريد فإن أول ملكة عذراء تصل إلى طور النضج نجد أن النحل يسمح لها بالخروج مـن بيت الملكة عندما تكون جاهزة لذلك, وعند خروجها من بيت الملكة فإنها قد تغذى نفسها في الحال على العسل المخزن في العيون السداسية ثم تستمر في التغذية بشراهة على العسل خلال الثلاث أو أربعة أيام التالية, وخلال الساعات القليلة لخروج الملكة العذراء من بيت الملكة فإنها تقوم بالبحث عن منافساتها والدخول معهم في معارك وقتلهم كما تقوم بتحطيم بيوت الملكات التي تحتوى على عذارى الملكات, وفى حالة تغيـير الملكة لكبر سنها أو لعلة مرضية بها, فإن الملكة العذراء غالباً لا تبدى اهتمام بأمها أي الملكة القديمة ويعيش الاثنان معاً في نفس الخلية لبعض الوقت بدون قتال ولكن عندما تقابل الملكة العذراء ملكة عذراء أخرى فإنهما تتقاتلان حتى تصرع إحداهما الأخرى, وبعد ذلك فإن الملكة العذراء التي بقيت (المنتصرة) تهاجم أي بيت ملكة تجده يكون مشغولاً بالطور غير الكامل لملكة وخاصة البيوت المغطاة.

ومن النادر جداً أن تقوم الملكات العذارى بمهاجمة البيوت الملكية المفتوحة ولكن الشغالات هي التي تقوم بتحطيم هذه البيوت, وأحياناً فإن الشغالات تقوم بسحب جسم الضحية العاجزة من بيت الملكة كقطعة واحدة وخاصة عندما تكون قريبة من النضج, ولكن إذا كانت الضحية غير ناضجة فان الشغالات تمزقها إرباً وتقوم بإزالتها حيث تثقب أجسامها الطرية وتمتص سوائلها قبل إزالة الأجزاء الصلبة شيئاً فشيئاً, ولكن في حالة التطريد فإن الشغالات تمنع الملكة العذراء من تحطيم بيوت الملكات حيث تتكتل الشغالات حول هذه البيوت.

وأحياناً عندما يوجد بالطائفة عدد من الملكات العذارى حرة طليقة فوق الأقراص أو سجينة في بيوتها بواسطة الشغالات فإنه يمكن سماع الملكة وهى تؤدى صيحات حادة مثل الصفير .

وغالباً فإن اثنتان أو أكثر من الملكات تؤدى هذا الصفير إحداهما بعد الأخرى, ويعتقد أن الملكة الأولى التي أحدثت الصفير تتحدى منافساتها اللاتي تجبن عليها في تحد وجرأة, وتقوم بذلك أيضاً الملكات والتي ما زالت بائسة في بيوتها.

والملكات العذارى حديثة الخروج غالباً ما تكون صغيرة الحجم ولكن أحيانا تكون كبيرة الحجم مثل الملكات الملقحة الواضعة للبيض, ولكن يتناقص حجمها تدريجياً خلال أيام قليلة حتى يصل إلى حجم أكبر قليلاً من الشغالة, وهذا يجعل مهمة النحال في البحث عنها صعبة خاصة وأنها ترتعب بسهولة عند الفحص وتختفي بسرعة بين الشغالات

تلقيح الملكة:

قبل عام 1961 لم يتم وصف تلقيح الملكة بدقة, ولكن كان المعروف أن تلقيح الملكة لا يتم أبداً داخل الخلية, وكان هناك جدل معظمه غير صحيح عن أين يتم تلقيح الملكة, وان الملكات والذكور شوهدت وهى تطير في الأيام الدافئة المشمسة بعد الظهر فقط, وطيرانهم هذا لفترة قصيرة نسبياً حيث يستغرق حوالي 35 دقيقة, وقد تقوم الملكة بطيران توجيهي أولاً تقوم به وذلك قبل طيران التلقيح, والطيران التوجيهي هذا يسمى طيران ما قبل الزفاف والذي يتم في عمر من 3: 5 أيام من عمر الملكة والسبب فيه هو تعرف الملكة على المعالم الخارجية خارج الخلية, أما طيران التلقيـح فيسمى بطيران الزفاف و الذي يتم بعد الطيران التوجيهي بيوم أو اثنين.

ويحدث التلقيح على ارتفاع من 20 إلى 50 قدم في الهواء وذلك فوق مستوى طيران الشغالات والذي يكون على ارتفاع 8 قدم من سطح الأرض, حيث أن الشغالات تأخذ اتجاه عدائي ناحية الملكات الغريبة حيث تهاجم أي ملكة تصادفها خارج خليتها وتتكور حولها.

وتطير الذكور من منطقة تجمع إلى منطقة تجمع أخرى باحثة عن ملكات عذارى حيث تقوم بعمل أكثر من طيران في اليوم في محاولة للبحث عن ملكة.

ولإتمام عملية التلقيح فإن الذكر يقترب من الملكة من الخلف ويقبض على بطنها بواسطة أرجله، وبعد أن يتم تلقيح الملكة تعود وتكبر في الحجم.

 وفترة التلقيح نفسها قصيرة جداً, وللذكر عضو تناسلي أكبر من حجم جسمه، ويوجد العضو التناسلي الذكرى داخل البطن, وعند خروج العضو التناسلي الذكرى من البطن فإنه يمكن سماع صوت طقطقة أو فرقعة في ذلك الحين, والرجة أو الهزة التي تنتـج عن خروج عضو التناسل الذكرى تتسبب في حدوث شلل للذكر وموته والذي يسقط على ظهره فوق سطح الأرض, حيث أن العضو التناسلي الذكرى ينفصل عن الذكر ويبقى داخل مهبل الملكة ولكن لفترة قصيرة فقط حيت تقوم الملكة نفسها بإزالة عضو التناسل الذكرى وتستمر

وعندما تقوم الملكة بفتح غرفة اللسع فإن الذكر يقوم بإخراج عضوه التناسلي ويتم التلقيـح بسرعة, وإذا لم تفتـح الملكة غرفة اللسع يظل الذكر على هذا الوضع لعدة ثوان حتى يقوم ذكر آخر بالاصطدام به وإبعاده.

وسرعة التلقيح والانفصال تمكن الملكة من إنجاز عدة تلقيحات في طيران واحد, وقبل التلقيح الثاني والتلقيحات التي تليه في طيران التلقيح فإن علامة التلقيح وهى العضو التناسلي للذكر الذى قام بالتلقيح تتم إزالته من غرفة اللسع بمجرد ملامسة قاعدة قضيب الذكر الثاني له حيث تظل غرفة اللسع مفتوحة خلال التلقيحات التالية, وعندما يقوم ذكر آخر بتلقيـح الملكة فإنها تقوم بإغلاق هذه الغرفة وينتج عن ذلك قطع لانتفاخ القضيب حيث تعود إلى الخلية وبها علامة التلقيح.

والذكور قوية في طيرانها وتستطيع حمل الملكة أثناء عملية التلقيح في الهواء, ويلاحظ أن الذكور تكون شرسة جداً أثناء عمليه التلقيح حيث يقوم الذكر تلو الآخر بإبعاد زميله عن الملكة ليتم هو عملية التلقيح.

ويتم تلقيح الملكة العذراء بعد خروجها من بيت الملكة بأيام قليلة حيث تقوم الملكة بعدة طيرانات تلقيح تتلقح خلالها من عدد من الذكور يتراوح من 10: 17 ذكر مختلفة, وخلال كل مرة من مرات التلقيح يودع الذكر من 6: 10 مليون حيوان منوي داخل قناة المبيض حيث يموت مباشرة بعد ذلك, وتعود الملكة بعد ذلك إلى الخلية حيث تتم هجرة الحيوانات المنوية التي استقبلتها من التلقيحات المختلفة وذلك بمساعدة انقباض عضلات قناة المبيض إلى قابلتها المنوية, ولا تستطيع الحيوانات المنوية الجري خارج المهبل حيث أن الإفراز المخاطي الذى يقذفه الذكر في الحال بعد الحيوانات المنوية يقوم بعمل سدادة تمنع تسرب هذه الحيوانات للخارج.

وعند عودة الملكة إلى الخلية فإن الشغالات المثارة تقوم بتتبعها باستمرار حيث تلامسها وتلعقها دلالة على تلقيـح الملكة, ويكون بمهبل الملكة عندئذٍ بقايا جزء من القضيب لآخر ذكر لقحها وكذلك الإفراز المخاطي الذى يشكل سدادة حيث تقـوم الشغالات بإخراج هذه البقايا من المهبل باستخدام فكوكها العلوية.

وتقوم الملكة بتخزين حوالي من 5 : 6 مليون حيوان منوي فقط في قابلتها المنوية من مجموع حوالي 170 مليون حيوان منوي استقبلتهم خلال تلقيحاتها المختلفة مع الذكور, وتظل هذه الحيوانات المنوية حية داخل القابلة المنوية من سنة إلى أربعة سنوات من حياة الملكة، في التلقيح من ذكور أخرى.

المصدر: رجب الأسيوطى
ragabalasuotie

عـ رجب الأسيوطى ــاشق النحل

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 4214 مشاهدة
نشرت فى 25 ديسمبر 2012 بواسطة ragabalasuotie

ساحة النقاش

رجب الأسيوطى / ragabalasuotie

ragabalasuotie
من أجل النهوض بمربى وتربية نحل العسل For the Advancement of jam breeding honey bees »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

863,327