المتصوفة والنِّعالُ.
.
.
.
أبسطُ تعريفٍ للتصوف هو تزكية النفس بمكارم الأخلاق. 
وفي تعريفٍ أكثر بساطة هو حُسن الخلق.
وهذا يعني أنَّ أهلَ التصوف أناسٌ في غاية الأخلاق، وكمالِ المكارم.
بمعنى أنهم لا يكذبون، لا يسرقون، لا يحتالون...
لكنَّ المُشاهدَ أن كثيراً منهم على العكس من ذلك؛ فهم يكذبون، ويسرقون، ويحتالون، ولهم مآرب أخرى غير شريفة.
أقول هذا الكلام بعد أنْ سمعتُ بواقعةٍ، جرتْ في حفْلٍ دينيٍّ، نظمهُ رجالٌ منتسبون إلى طريقة من طرُقِ التصوف؛ حيث تمَّت سرقةُ أحذية ونعالِ بعض الذين حضروا في الحفل.
ففي الوقت الذي كان فيه أفرادٌ يُردِّدون الأورادَ والأذكار والمدائح، كان أفرادٌ آخرون ينْتقون أحذيةَ جميلةً ونعالاً غاليةً، ويتسللون بها من الحفل.
والغريبُ في الأمر أنَّ الواقعة مرت بسلامٍ، وتقبلَّها الضحايا تقبَّلاً حسناً، واعتبروها في مقام صدقةٍ، وجعلوها في ميزان حسناتهم، لأنهم اعتادوا على ذلك، فهي ليست أول مرة.
"اعتادوا على ذلك"... هنا مفتاحُ القضية، بالنسبة إليَّ!!
فكيف اعتادوا على ذلك، ورَضوا أن تتكرَّرَ السرقة حين يلْتقون في مثلِ هذه المناسبات؟
لماذا لم يبادرْ أحدُهم ويتطرقْ إلى المشكل، ويطرحْ الأمرَ على الحاضرين، وعلى الشيخ الذي يلتفُّون حوله؟
أهذا هو التصوف.. أن تتعرض للشرِّ والعدوان وتسكت عنهما؟
أهذه هي الأخلاق التي يكتسبونها من التصوف؟
لا شكَّ أن هذه هي الغاية من دعوة الناس إلى التصوف: أن يكونوا سلبيين، راضين بالواقع، وأي واقع؟.. واقع فاسد، والتعايش مع أشخاص آثمين.

qwertyuioasdfgh

مع تحيات جريدة أخبار نجوم الأدب و الشعر رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير الشاعر / خالد بدوي

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 37 مشاهدة
نشرت فى 23 ديسمبر 2015 بواسطة qwertyuioasdfgh

أخبار الشعراء والادباء العرب

qwertyuioasdfgh
جريدة لنشر كل اخبار الشعراء والادباء واجمل ما كتبت اقلامهم رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير الشاعر / خالد بدوى »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

87,575