الحَصَر
البدر في سماء القرية يرمي ضياءه بطلاقة على الوجوه الناضرة.. انزو زيدان تحت حنية السلم الطيني يقضي حاجتة.. البقرة الوحيدة في الزَّريبَة المجاورة تنطح رضيعها.. تمنعه من إلتقام ضرعها الضامر.. يتأوه زيدان من حالة الإمساك التي أصابته من تناوله العيش الحاف.. الرضيع يعلن حالة العصيان.. ينطلق إلى قاعة الخزين.. يرفس الحلل بحثاً عن مزقة لبن.
خشى زيدان على خُرط الجبن القريش، وكرات الزبد، السويقة في الصباح الباكر.
فذ زيدان من كَنِيف البَيْتِ جامعاً ملابسه فوق السرة لكي يلحق بالعجل الطليق قبل أن يأتي على حصاد الاسبوع.. في هبوط زوجته على السلالم.. صكت صدرها.. لم تكن تعلم من قبل أن فخذي زوجها بهذه النحافة.