معـــاقـــد الإبتـــلاء :-
...يعيش الفرد في مجتمعه ، يؤثر ويتأثر بالقيم والمثل السائدة فيه ، يأخذ ويعطي ، ويشد ويرخي ، ويغير ويبدل عند اللزوم حسبما تقتضيه المواقف المواقف والقضايا . هناك أوجه الخير العديدة كالعمل التطوعي ، مساعدة الفقراء ، ومساندة الطبقات المسحوقة في المجتمع ومساندتها .... وهناك من يدفع بالأثام والجرائم والرزيلة نحو المجتمع كتجارة المخدرات ، نشر القيم الهدامة ، والمتاجرة بالشعارات الكاذبة وأقوات الناس الغلابة ... فهم معدنين من البشر إما تحبه أو تكرهه . وهنا تكمن معاقد الإبتلاء الحقيقية وجوهر الأنفس علي حقيقيتها بين بني البشر . ... فربما كثرة المشاكل والأزمات فى المجتمع تدفعه للتمسك بقيمه ومبادئه وأخلاقياته ، ونبذ الزيلة والإنجذاب نحو الفضيلة . فحال بريطانيا قبل الثورة الصناعية ليست كحالها بعد الثورة في التقدم العلمي والتكنولوجي ، وحال فرنسا قبل الثورة الفرنسية وما تلاها أيضاً ، وحال غزه بعد الإنسحاب الأسرائيلي عام 2005 ليست كما هو الآن ...الخ . وما يدريك لعل الربيع العربي في بلادنا يؤتي أُكله بعد حين ، ويصبح الأمل حقيقة ناصعة البياض ويتغير كل شيئ بمشيئة الله - عز وجل - فلا يخلو مجتمع من مشاكل ولا ثقافة من سلبيات . جوهر القضية يا سادة يا كرام من المهم أن ننظر إلي علاقة وعي الفرد بوعي مجتمعه علي أنها معقد من معاقد الإبتلاء ، والعلاقة الناجحة هي التي حية ومؤثرة ومثمرة