لا اعرف كم يتحمل القلب من غُصات ؟ يوسف شرقاوي قبل أسابيع ذهبت الى الخليل لأعزي عائلة ارشيد بالشهيدة "دانيا " كان يعتري وجه شقيقها "عديّ" حزنا ودهشة وكان لايكف عن مسح دموعة بيده بين حين وحين. همس بأذني أحد اقاربه بأن "عدي" حزينا ليس على شقيقته وحسب بل على والدته ايضا التي لاتكف عن البكاء لفراق ابنتها "دانيا" بالأمس كنت جالسا مع صديقي "جميل البرغوثي" في رام الله ،قطع الحديث فجأة معي وظهرت على وجهه علامات حزن شديد،بعد ان نظر مليا في شاشه هاتفه النقال،اغرورقت عياناه بالدموع ،وقال لي قبل ان اسأله عن سبب حزنه العميق،بأن شقيق الشهيدة"دانيا ارشيد"استشهد قبل دقائق على المدخل الشمالي لمدينة الخليل. رجع بي شريط الذاكرة فورا الى ذاك الفتى الذي يحمل على صدره في كل فعالية معنا صورة شقيقته الشهيدة "دانيا" وتذكرت ماقله لي احد اقاربه عن والدته التي لاتكف عن البكاء لفراق ابنتها "دانيا" التي كانت بمثابة صديقه ومعينه لها ايضا. سقطت يا "عديّ" وأسرعت بالرحيل وباغتنا بترجلك المبكر،لاحقا بشقيقتك "دانيا" فطرت قلوب جميع من عرفوا "دانيا وعرفوك. ماذا عسانا ان نقول غير إن للحرية ضريبة لايقوى على دفعها الا من اختار الشهادة طريقا وداعا "عديّ" الوفي،تركت في قوبنا غُصة عميقة بعمق غُصة قلب والدتك،وذويك. المجد والخلود لك والصبر لذويك،واقبل كلماتي فهي اقل الوفاء
|