يتأوّه بشدّة على سرير المرض.. تقف مشلولة اليدين في الزّيارة الخاطفة.. تمسح بعينيها الزرقاوين الجدران المغطّاة بالسّتائر الغامقة ببطء.. يدور بها الزّمن.. الضّوء الباهت ينفذ إلى ظلام الحجرة حسيساً.. ينسلخ اللّيل من بين الأكفّ المترعة بالويل والثّبور.. يرتدّ رجع الصّدى وبيلاً.. تتساقط الذّكريات القميئة رويداً رويداً.. يملأ فراغ الأيّام الحبيسة بين شقيّ الرّحى.. تسمّرت النّظرات الحيرى عند الصّورة المعلّقة على الحائط الأوسط...
تطلق زفرةً مكتومةً منذ زمن بعيد.. تتأجّج النّيران في صدرها.. يخلع نظّارته الطّبية يضعها فوق عينها.. الشبيهة بها حدّ التّطابق.. يلتقط الأنفاس بصعوبةٍ.. تستدير باتجاهه.. ينفرط العقد القديم أرضاً.. تتّحد الرؤيّا في لحظة.. يدوران معاً بحثاً عن عسل الملكة بين الأنقاض...