المسابقات في المجموعات الأدبية الالكترونية... مشاكل وحلول... بقلم: رائد الحسْن
____________________________________________________
المسابقة هي الميدان الرحب الذي يتم فيه التباري بين أعضاء المجموعة الواحدة في فن أدبي ما ويجري تكريمهم كنوع مِن التشجيع والتحفيز وإبقاء شعلة النشاط متوقِّدة، ومِن خلالها يعرف المتسابق موقعه بين أقرانه(ضمن المجموعة الواحدة) وبالتأكيد هي ليست المؤشر الوحيد على مستوى الكاتب، لأنها تخضع لعوامل عديدة، لكن بشكل عام تعتبر المسابقة إحدى علامات تقييمه، وخاصة عندما يدخل في أكثر من منافسة في مجموعات متعددة وبوجود محكمين مختلفين ويأخذ درجات عالية... والمسابقة تخلق أجواء مُفعمة بالتنافس الجميل وتحّث من خلالها الكاتب على الإبداع للوصول إلى الأفضل والتواصل لسبب وجود دافع قوي للتأمل والكتابة والإبداع، وبها يتم التعرف على مواهب كثيرة والاستفادة من الخبرات والتجارب التي تطفو على سطحها وتبرز... ويعود الفضل إلى الشبكة العنكبوتية التي أتاحت الفرصة لكثير من المواهب أن تظهر بعدما كانت حكرًا على البعض مِن مَن حالفهم الحظ وصادقتهم الظروف.
والمجموعة الجيدة هي المتمكنة بتوفير كل ظروف المسابقة الناجحة من خلال تكليف مسؤولين ومحكّمين متمكنين للمسابقة و مصممي الشهادات التقديرية وتهيئة كل مستلزمات إنجاحها.
لكن يحدث الكثير مِن عدم الرضا عند المتسابقين لسببٍ أو لآخر...
هناك نوعان من عدم الرضا عن النتائج، النوع الأول: له أسبابه الحقيقية والمنطقية، والنوع الثاني، مجرّد تشكّي قائم على ظنون وأوهام وهواجس غير صحيحة وبعيدة عن الواقع.
وسنركّز هنا على النوع الأول منه... وسألخّصها بالفقرات التالية، مع الإقتراحات:
1... أجواء المسابقة: هناك بعض المجموعات، تقوم بحصر فترة المسابقة لفترة محدودة جدًا، تُربِك المشارك، وتطرح عروض متعددة الألوان الأدبية، مما يؤدي هذا سلبًا على نوعية النصوص، المقدَّمَة والمكتوبة على عجل، وسعيًا من المشترك للاشتراك بأكثر من مشاركة (تبعًا للألوان الأدبية المتاحة للتسابق بها)، فتأتي النصوص ضعيفة.
أقترح: الاقتصار على لون أدبي واحد وإعطاء فترة لا تقّل عن 72 ساعة وإرسال إشارة للمتسابقين المعنيين.
وهناك بعض من المجموعات، تضغط على المُحكّمين(مِن حيث لا تدري) بتحديد وقت قصير جدًا للفحص وتقييم النتائج، بوجود كم هائل من النصوص.
أقترح: تصفية النصوص ورفع المستحَقة منها لغرض المشاركة في المنافسة، وإعطاء وقت كافٍ للمحكمين، ليحكّموا نصوص جيدة في وقت كافٍ(نسبيًا).
2... في بعض المجموعات، وهذا يحدث نادرًا، هناك سياسة لدى إدارة المجموعة(المعنية) جذب الوجوه الجديدة وتجديد الأقلام وتشجيع المواهب، وهذا أمرٌ رائع، لكن يجب أن لا تكون المسابقات إحدى وسائل الجذب والتشجيع، بحيث تقوم بمنح المراكز المتقدمة لهم على حساب المستحقين، الذين يتم استبعادهم بغير وجه حق.
أقترح: استحداث مسابقات خاصة للمشتركين الجدد وتصعيد المتفوقين منهم(بعد فترة) إلى المسابقات العامة في المجموعة.
3... المسابقات التي تكون الأسماء والنصوص(فيها) غير علنية، أقصد النصوص، التي تُرسَل عبر الخاص، أو التي تنتظر عبر نافذة المجموعة تكون النتائج أكثر عادلة، مِن التي تُدرَج تحت إعلان المسابقة، لانها تكون بعيدة عن تأثيرات الإعجابات والمجاملات، وتأثيرات العلاقات والمحاباة.
أقترح: توخيًا للعدالة والشفافية، أن تعتمَد السرية في استلام وتدقيق النصوص، وبعدها تُعلَن النتائج مع النصوص الفائزة.
4... هناك مسابقات يتبادل المتسابقون(فيها) والمحكمين المكانة فيما بينهم، في مختلف المجموعات، فأحيانًا وأكرر أحيانًا، شكل المنافسة يأخذ مَنحى آخر بعيدًا عن المهنية، وفي مرات أخرى يشترك بعض المحكمين في المسابقة ويحكّمون لأنفسهم!، ومرّات النصوص التي تحتل المراتب المتقدّمة يكون فيها أخطاء إملائية ونحوية أو بعيدة عن شروط وضوابط ذلك اللون الأدبي، ولا تؤهلها لتكون الأولى، وأحيانًا هناك تفاوت كبير في نتائج التحكيم، وأظن هنا من حق المتسابِق أن يضع أكثر من علامة استفهام على المسابقة بكل جوانبها، ومرات تتكرر أسماء وتأخذ مراتب متقدّمة لا تستحقها.
أقترح:أ.. يُكتَب ضمن إعلان المسابقة، بعدم قبول مشاركة المحكّمين في المسابقة.
ب.. سرية تداول النصوص لتأمين المنافسة الصحيحة بين الجميع.
ج.. انتخاب محكّمين من ذوي الخبرة والمتفوقين في مجال كتابة ذلك اللون الأدبي المتسابَق فيه.
5... مرات، تشترك نصوص في المسابقات، ضعيفة الفكرة هزيلة الصيغة ركيكة التعبير، فبطبيعة الحال لا تأخذ درجات جيدة.
اقتراح: لا تُرفَع النصوص الغير مستوفية شروط اللغة واللون الأدبي المعني إلى المسابقة.
6. في بعض المسابقات، يكون اختيار المحكمين من قبل إدارة المجموعة غير موفّق، فالمحكم يكون بعيد عن اللون الأدبي المتسابق فيه.
اقتراح: اختيار محكمين وفق معيار الخبرة والإلمام الكامل بشروط وأسس وضوابط كتابة الفن المَعني.
تبقى المسابقات فاكهة المجموعة، هي التي تجذب المتسابق وتحفّزه على تقديم الأفضل دائمًا من خلال وجود منافسة جميلة تمنحه الدراية بموقعه وتهبه الخبرة من خلال الاطّلاع على إمكانيات أقرانه... تبرز خلالها العديد مِن السلبيات والمشاكل، يمكن تجاوزها من خلال حلول بسيطة تعتمدها إدارة تعي مسؤوليتها لإنجاحها لأنها تصّب في النهاية لصالح الأدب والمسيرة الأدبية.