رحلة صيد
بقلم : المنجي حسين بنخليفة – تونس -
فتح التلفاز، بحث في كومة الأعشاش عن حمامات تثير نغمات جسده، دقّق في تفاصيل تزيد شدّ أوتار عزفه ، شعر أنّ لحنه اكتمل ، صار كالبركان ينتظر انفجارا . زحف تحت اللّحاف ، لامس..تحسّس.. أصدر أصواتا، نهيجا و تناهيد، صيّاد يحاول أن يفزع طريدته ليسهل اقتناصها . شعرت به من أول زحفه ، اختبأت خلف جدار الصمت، قرّرت طمس معالم صحوتها ، تركته يتخبط في أساليبه العتيقة في استمالة طريدته ، قالت في نفسها : غريب هذا الرجل ، مازال لم يخرج من كهوفه . يرتدي لباس العصر، وحينما يتحرك المارد في كهف شهوته ، يلبس لباس عصر الغزوات، و السبايا ، والجواري.. شعرت بناره تخبو، و صراخ لحنه يبتلعه السكون، و يلتهم البرد نصف فراشها. زحفت إليه، لامست.. تحسّست.. أصدرت أصواتا، نهيجا وتناهيد، صيّادة تحاول أن تفزع طريدتها...