ابني يدخن.
.
.
.
وقفتُ في مكاني مُسَمَّراً، أُحَمْلقَ في ولدي بعينين كادتا تخرجان من مِحْجرَيْهما، أغمضتُ عينيَّ ثوانيَّ كي تستريحا من مُباغتة المشهد، ثم نظرتُ إليه بتركيزٍ ، وتأكدت أنه هو، وأنه ينفث دخاناً من أنفه وفمه، ويمسك بسيجارةٍ بين أصبعيه، كان يفعل ذلك بمهارةِ مُعتادٍ على التدخين، ويتكلم مع رفاقه وكأنهم رجال كبارٌ يتحدثون في شؤون مهمة وقضايا عويصة، كانوا ثلاثة، وثلاثتُهم يدخنون.
قلتُ:
ـ إنهم من علموه التدخين.
أردتُ أن أركض نحوهم، وأصبَّ عليهم نقمتي، وأُخلِّصَ ابني من شرِّهم، وأقوده إلى البيت، وأنا أملأ أذنيه بعبارات التقريع والتأنيب بعد أن أقرُصَهما قرْصاً مُوجعاً.
ثم تراجعتُ، وقلتُ إنه من الأحسن أنْ أفعل ذلك في البيت، وبطريقة حسنةٍ، بحيث لا أجرح نفسه، ولا أحُطُّ من كرامته بين رفاقه؛ فكثيراً ما تكون الكلمةُ الطيبة أبلغَ في النفس من القسوة والشِّدَّةِ.
وحثثتُ الخُطى في اتجاه مُغايرٍ، وأنا ألعَنُ رفاقَ السُّوءِ..
وفي البيتِ جلستُ أنتظر قدومهُ، وأنا أزْفَـرُ زفرات الغيْظِ من خلال دخان سيجارتي!!
نشرت فى 8 ديسمبر 2015
بواسطة qwertyuioasdfgh
أخبار الشعراء والادباء العرب
جريدة لنشر كل اخبار الشعراء والادباء واجمل ما كتبت اقلامهم رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير الشاعر / خالد بدوى »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
93,962