لا أحد سيأخذنا الى جهة الريح غيرك يامعتزيوسف شرقاويدائما تأخذنا الى حيث نريد،كأنك قبطان مسيرتنا اليومية لمشاغلة الجيش المتحصن بالبرج العالي"برج القتل" المتوسط لجدار الفصل العنصري والمشرف على الشارع العام القدس/الخليل سابقا.كنا نسأل انفسنا ونحن نسير خلفك الى أين سيأخذنا معتز اليوم؟تنحو جانبا،تتناول هاتفك النقال،تطلب رقما من خلال سرعة حفظك الرقم المطلوب عرفنا انك تحفظه عن ظهر قلب،تنفعل ،تبتسم،تتغير ملامح وجهك كأنك تعاهد شخصا ما.تستل"المقلاع"تلقمها بحجر كان في جيبك ،كأنك تحملة من المخيم،تتركنا تتقدم علينا، تشاغل البرج بعدة حجارة من "المقلاع" كأنك تناور لتستدرج الجيش، يفتح الجيش "البوابة" يندفع نحوك يستهدفك، تركض نحو مدخل بناية،تلتقط زجاجة "مولوتوف" تشعلها ،تقذفها نحو تجمع الجيش، تشعل زجاجة ثانية تقذفها نحوهم، تصيب أحدهم ،جندي يأخذ وضعية الرمي المنبطح ،أي "القنص" يطلق طلقة نحوك تسقط كالنسر ،يحملك رفاقك الى سيارة الإسعاف ثم الى المشفى، بعد قليل يتناقل رفاقك في الميدان خبر استشهادك.يخيم على الجميع في الميدان حزن وهدوء،هنا توقف الزمن بالنسبة لي يامعتز.بعدها وفي يوم تشييعك علمت من رفاقك انك هاتفت شقيقك غسان في المعتقل، غسان،الذي اضرب 40 يوما عن الطعام احتجاجا على اعتقاله اداريا،وعلمت أيضا أنه قال لك انتظرني يامعتز، فتلعثمت كلمات الوعد في فمك،كأنك علمت أنك ستنتظره شهيدا.خرج غسان متحديا سجانه،اتدري يامعتز أنه بعد ايام قليلة من استشهادك علم بذلك،وقف شامخا ومتحديا سجانه لئلا يشمت به،وعندا أصبح حرا من قيده ،قدم الى حيث ترقد مؤديا لك التحية العسكرية الثورية، ابكيتما الجميع يامعتز،في ذكرى مرور اربعون يوماً على استشهادكمعتز أما زلت مبتسماً كعادتك أيها المشاغب الجميل؟عذرا معتز لم اراك في ذلك اليوم الا شهيدا،فاقبل اعتذاري