في مثل هذه الظروف المضطربة والمأساوية في عالمنا العربي ونحن نشاهد الدماء والأشلاء تتناثر يميناً وشمالاً لنساء ورجال وأطفال بعمر الزهور في جميع ميادين بلادنا وبقاعها يقف الكاتب فيها مكتوف الأيدي لا يدري عن ماذا يكتب وعن ماذا يتحدث ؟ . إن قام بالكتابة وسطر الأحداث والوقائع كُسر قلمه وإن تحدث وعبر عن رأيه ورفضه لكل هذه المجازر والمئاسي صُلْب إذاً عن ماذا يكتب ؟ هل يكتب عن شهادة ميلاد لراقصة جديدة في عالم الإستعراض ؟ هل يكتب عن الممثلة الفلانية والتي تشارك البطل في فيلمه القادم ؟ هل يكتب عن ميلاد المغنيه لإبن في غاية الجمال هو ثمرة علاقتها الجديده ؟ هل يكتب عن الهدف الذي أدخله اللاعب في مرمى الخصم والذي كان عبارة عن قذيفة إخترقت الشباك وزلزلت الملعب ؟ هل يكتب عن رجال المال و الأعمال والتي تزداد ثرواتهم كل دقيقة بالملايين من دماء الشعوب المنكسره و الفقيره ؟ هل يكتب عن إحباطه وإحباط قلمه ؟ هل يكتب على تدني الذوق العام وإستخفافه بالمشاعر ؟ هل يكتب .... ؟ ويكتب ... ؟
وكيف يكتب وقلمه مقيد بسلاسل من حديد كيف ؟