مقطع آخر من قصيدة: أصحاب الكساء
نورُ الهدى بدرُ الدجى داحي العدى
ماحـي ظـلام الشـركِ نجمٌ مُشـرِقُ
شـتَانَ ليس النـاقضـون عهـودَهـم
مـن بعـدِ مـا كتبـوا إليـه وأبـرقـوا
مثـلَ الأولـى حفّـوا بــه يفـدونـه
بنفـوسِـهمْ ... ووجوهُهـمْ تتـألّـقُ
حتـى إذا حـمَّ القضـا ضاق الفضـا
وسـطا الردى فـإذا الجسـومُ تُفـرَّقُ
وغدا الهدى وسـطَ العدى فرداً يكرُّ
= علــى الكُـماةِ بسـيفِه ... ويفـرِّقُ
حتـى إذا مـا اللّيـثُ أنشـبَ فيهـمُ
ظُفـرَ الردى وهـو الظَّمِيُ المُرهَـقُ
طرق النِّـدا أُذُنيـه مـن أُفـقِ السـما:
رِفقـاً حسـينُ ... نَـداكَ فيهـمْ أليَـقُ
ألقـى الحســام ملبّيـاً متلهّفـاً
للحـاقِ أحبـابٍ إليـه تشـوَّقـوا
قلبٌ أطاعَ أوامرَ الباري الذي
أصــفاه وهـــو المســتهامُ الشــيِّقُ
وتسـابقــت تصـطاده بيضُ الظُّبا
ونحاه سهمٌ من عِداه مفوَّقُ
غـدت الرماحُ عليـه دِرعاً والنِّبـا
لُ مَظلّـةً .. والجـرحُ عِطـراً يُنشَــقُ
وعلـى الثرى تهمـي سحائب جودِه
تســقيه مـن دمِـه الـزكـيِّ وتودِقُ
لهفي عليه مجدَّلاً فوق الثرى
عـارٍ .. سـوى ممـا يَحُـزُّ ويَخـرِقُ ( )
والخيلُ تركضُ فوق أضلُعِه وقد
أرخى اللِّجامَ لها خبيثٌ أحمقُ
يجثـو اللّعينُ الشِّـمرُ يفصـل رأسَه
وعلـى السِّـنانِ اللَّـدنِ راحَ يعلِّـقُ
ونســاؤه فـوق المَطِـيِّ يقـودُهـا
حـــادٍ غشــومٌ جـاهلـيٌّ أخـرَقُ
والأشـرفُ السـجّادُ رهـنُ قيودِهمْ
ساروا بــه فـوق المَطِـيِّ وأعنَقوا( )
وتغـبُّ أفـواهُ السـلاسـلِ من دِما
هُ لدى الصباح وفي الأصيلِ وتَغبِقُ
قـادوهـمُ نحـو الـزنـادقـةِ الأُولـى
عـن لُبِّهـمْ غـاب الهـدى والمنطِـقُ
نعـبَ الغرابُ علـى مشارفِ جِلَّقٍ
نَعيـاً لهمْ .. وبكتْ عليهمْ جِلَّـقُ( )
وتنـاوحـتْ ريـحٌ بعـرشِ أُميّـةٍ
واهتـزّت الأركـانُ ... فهـي تَمَـزَّقُ
صاحَ البغيُّ: وفيـتُ دَينـي مـن يـدٍ
فجعَـتْ أُمَـيَّ ... فـدِينُـها المتفـوِّقُ
لا وحـيَ يُحيـي هـاشـماً بمحمّـدٍ
دعـوى نبُـوَّتِـه خيـالٌ يَطـرُقُ
إبراهيم محمد جواد- دمشق- سوريا