عندما بحثت عنك ولم أجدك...شعرت باليأس ، وأردت فعلا الابتعاد و إلى الابد ، ولكن تلك الذّكريات تجبرني على التّفكير ، و حسن التدبر، لذا أجدني دوما أعودُ لنفس المكان .
أبحث فيه عنك ، و أرقب حضورك في أيّ لحظة ، أشعر بالبرد يلفح جسدي ، وزفرات الرّيح تجتاح الأشجار لتسقط أوراقها الذّابلة .
رومانسية الخريف و جوّه الكئيب نوعٌ من الأمل في رؤية الحقيقة بأعينِ الطّبيعة ، وصفاء السّريرة.
أجلس لوحدي يين أشجارٍ عاريةٍ ، وكراسيّ صخريةٍ ، وقضباناً حديدية تُحيط بالمكان من كلّ الجهات ، فهل وضعتُ نفسي في سجنٍ أنا رضيتُ به ، أم هي الاقدار والوقت والزّمان ??!!
أجل ، فأنا أذكرُ أوّلَّ لقاءٍ لنا ، كان الجوّ كما اليوم ، والحديقةُ تَعُجُّ بالمحبّين يتبادلون أطرافِ الحديث بالعيون والنّظراتِ الحالمة .
جلسنا كما الجميع إلّا أنّني كنتُ أقرأ أفكارك ، وبريقَ عينيك يأسرَني ، فكّرت في البوح لك كم أنا أحبّك ، ولكن خجلي منعني ، تحدّثنا في كلّ شئ ، اخبرتني عن أحلامِكَ معي ، كنتُ سعيدةٌ وأنتَ تذكّرني بين الفينةِ والاخرى بأنّي لكَ وحدك ، لأرحلَ في لحظاتٍ تأخذني برفقتها لأعودَ إليك ، وأبقى أستمع لكلامك دون أن أيِّ شعورٍ بالملل ، وودّعتني على أملِ اللقاء لأذكره و تخلفه .
واليوم يشهدُ على تبخّرّ أحلامي ، وحيدةٌ أبكي خيباتَ قلبي ، وتعثُّرَ خطواتي في كلِّ مرّةٍ أجدني أشربُ فيها من نبعِ الحبِّ والسّعادة ، وكالاداِة اعودُ لحزني ودموعي ليتغيّر الجوّ بمجيئ سحبٌ كثيفةٌ رماديّةُ اللون تُغطّي السّماءَ وتنذر بسقوطِ المطر ...
أسيرُ بخطى وحيدةً ، ودمعي على خديَّ مُنهمر وكأنّ السّماء تَبكيني و بدموعها تُغطّيني ليسقط المطر ، وتمتزج دموعها ودموعي وأختفي تحتَ ضوْءِ المدينة خوفاً من أن ينتشر الخبر .
آهٍ أمّاه هزَمَتني الأيّام ، وزادت من القهر ، أشربَتني من كأسِها حتّى الثّمالة ، وزادت لوعتي والضرر ، وحدي أبكي تحت المطر!! ، ما عدتُ بجسدي شاعرةٌ ، و ما عاد من البرد يقشعّرُّ البدن ، فأين المفّر!!!؟
أمّاه خذلني قلبي حين أحب ، وعلى طرقاتِ الحبِّ بقيَ ينتظر ليقع وينكسر ، فالحبيبُ أمي أخلفَ وعدَهُ وموعده ، وما أوفى وما ما حضر ..
ـــــــــــــــــــــ بقلمي بت ادي الرّمــــــــال ــــــــــــــــــــــــ
خــــاطـــرة بــعـــنـــوان(((خريف العــمـــر)))