المصدر: ﻫﻞ ﺑﺪﺃﺕُ ﺃﺣﻠﻢ؟ ﻟﻢ ﺃﺳﻤﻊ ﺯﻗﺰﻗﺔ ﻋﺼﺎﻓﻴﺮٍ ﺑﻞ ﻫﺪﻳﻞ ﺣﻤﺎﻣﺘﻴﻦ.
ﺑﻘﻴﺖُ ﺣﺘﻰ ﺳﺎﻋﺔٍ ﻣﺘﺄﺧﺮﺓٍ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻴﻞ ﺃﻧﺎﺟﻲ ﻃﻴﻔَﻪُ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ. ﺃﺛﻘﻞَ ﺍﻟﻨﻌﺎﺱ ﺟﻔﻨﻲّ ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﻞ
ﺑﻠﻘﺎﺋﻪ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺍﻧﺘﻈﺮ.
ﻳﺄﺳﺖُ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻭﺻﻌﺪﺕُ ﺑﺒﻂﺀٍ ﺷﺪﻳﺪ ﺇﻟﻰ ﺳﻄﺢِ ﺍﻟﺪﺍﺭِ . ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻴﻞُ ﻳﺤﻤﻞُ ﺑﻴﻦ ﺛﻨﺎﻳﺎﻩ ﺃﺷﻴﺎﺀ
ﻛﺜﻴﺮﺓ.
ﻟﻢ ﻳﺄﺳﺮﻧﻲ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺗﻠﻚَ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻭﺳﻜﻮﻥ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻭﻋﺘﻤﺔ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﺪﺍﺭ
ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺑﺪﺍ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻳﻘﺘﺮﺏ ﻭﻳﻨﺘﺸﺮ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ، ﺛﻢ ﺗﺠﻤّﻊَ ﻭﺗﻜﻮّﺭ ﻟﻴُﺸﻜﻞ ﻋﻴﻨﻲ
ﺃُﻣﻲ. ﺭﺑﻤﺎ ﺟﺎﺀﺗﺎ ﻟﺘﺒﺪﺩﺍ ﺍﻟﺤﻠﻜﺔ ﺍﻟﻘﺎﺗﻤﺔ! ﻗﻠﺖُ ﻟﻨﻔﺴﻲ، ﻭﺃﻧﺎ ﺃﺗﺎﺑﻊ ﺍﻧﺒﺜﺎﻕ ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻟﻨﻮﺭ
ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻼﻡ، ﺑﺄﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺧﻠﻖٍ ﺩﺍﺋﻢ.
ﺑﻌﺪ ﻗﻠﻴﻞ ﺗﺤﺮّﻙَ ﻇﻼﻡٌ ﺩﺍﻣﺲٌ ﻭﺍﻗﺘﺮﺑﺐ ﺟﺴﻤﺎﻥ ﻣﻦ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ، ﺛﻢ ﺷﺮﻋﺖْ ﺃﺟﺴﺎﻡٌ ﺻﻐﻴﺮﺓ
ﺑﺎﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻟﺘُﺸﻜﻞّ ﻋﺎﻟﻤﺎً ﺁﺧﺮ ﺟﺪﻳﺪﺍً ﺃﻛﺜﺮ ﺗﺠﺎﻧﺴﺎً ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﻋﻮﺍﻟﻤﻲ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ.
ﻣﺪﺩﺕُ ﻳﺪَﻱَّ ﻋﻠﻰ ﺍﺗِّﺴﺎﻋﻬﻤﺎ ﻭﺭﻓﻌﺘﻬﻤﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻋﻠﻰ ، ﺛﻢ ﺃﺧﺬﺕُ ﺃﺣﺮِّﻛﻬﻤﺎ ﺣﺮﻛﺎﺕٍ ﺩﺍﺋﺮﻳّﺔ.
ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺳﺮﻋﺔُ ﺗﻨﻔُّﺴﻲ ﻭﺍﺭﺗﻔﻊَ ﻧﺒﺾُ ﻗﻠﺒﻲ. ﺗﺮﺍﺟﻌﺖُ ﺧﻄﻮﺍﺕٍ ﻗﻠﻴﻠﺔٍ ﻭﻭﺿﻌﺖُ ﺭﺃﺳﻲ ﻋﻠﻰ
ﻭﺳﺎﺩﺗﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔً ﺍﻟﻨﻮﻡ ﻟﻜﻦ ﺩﻭﻥ ﺟﺪﻭﻯ.
ﻣﺮّﺕْ ﺩﻗﺎﺋﻖ ﻋﺼﻴﺒﺔ ﻭﻣُﻨﻬﻜﺔ ﻟﻜﻦ ﺣﻴﺮﺗﻲ ﺗﺒﺪﺩﺕْ. ﺑﺪﺃﺕْ ﺧﻴﻮﻁُ ﺍﻟﺸﻤﺲِ ﺗﺘﺴﺮّﺏُ ﺇﻟﻰ ﻏﺮﻓﺘﻲ
ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓِ ﺍﻟﻤﻔﺘﻮﺣﺔ ﻭﺣﻄّﺖَ ﺣﻤﺎﻣﺔٌ ﺑﺮﻳّﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺘﻬﺎ. ﺭﻓﻌﺖُ ﺟﺴﺪﻱ ﻭﺟﻠﺴﺖُ ﺃُﺭﺍﻗﺒﻬﺎ
ﺑﻬﺪﻭﺀ.
ﻣﻜﺜﺖْ ﻗﻠﻴﻼً ﺛﻢّ ﻃﺎﺭﺕ ﻣﻊ ﺃﺧﺮﻯ ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺣﻄّﺖﺀ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏِ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﺔ ﺍﻟﺸﺮﻕ. ﺳﺎﺭﻋﺖُ
ﻻﺣﻀﺎﺭ ﺑﻌﺾ ﺣﺒﺎﺕ ﺍﻟﻘﻤﺢ ﻭﺇﻧﺎﺀ ﻣﺎﺀ ﺻﻐﻴﺮ ﻭﺍﻧﺘﻈﺮﺕُ ﻋﻮﺩﺗﻬﻤﺎ.
ﺣﻤﺎﻣﺘﺎﻥ ﻭﺩﻳﻌﺘﺎﻥ ﻣﻦ ﻃﻴﻮﺭ ﺍﻟﻔﺠﺮِ.
ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﺣﻠﻢ. ﺻﺮﺕُ ﺃﺳﻤﻊُ ﻫﺪﻳﻠﻬﻤﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﺍﻗﺘﺮﺑﺖُ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﺬﺓ
نشرت فى 6 سبتمبر 2015
بواسطة qwertyuioasdfgh
أخبار الشعراء والادباء العرب
جريدة لنشر كل اخبار الشعراء والادباء واجمل ما كتبت اقلامهم رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير الشاعر / خالد بدوى »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
93,981