المصدر: ﻟﻢ ﺃﺳﺘﻄﻊ ﺃﻥ ﺃﺗﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻐﺒﻦ، ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺟﺘﺎﺣﻨﻲ ﻣﻨﺬ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻌﻚِ
ﻗﻨﺎﻋﺎً ﺳﻠﺒﻴﺎً ﻫﺸﺎً ... ﺭﻏﺒﺘﻚ ﻓﻲ ﺗﺤﻮﻳﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺩﺍﺟﻦ ﻣﺴﺘﺄﻧﺲ ﻓﻜﺮﺓ ﺳﻴﺌﺔ ﺃﺭﻓﻀﻬﺎ. .
ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺑﺘﺮﻫﺎ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻨﻤﻮ ﻛﻄﺤﻠﺐ ﻣﻘﺰﺯ .. ﺃﺟﺎﺑﻬﻪ ﺑﻌﻨﻒ ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ ﻫﻤﺠﻴﺎً ﺣﺘﻰ ﻣﻊ ﻧﻔﺴﻲ
.. ﺃﺣﻜﻢ ﺇﻏﻼﻕ ﻋﺎﻟﻤﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺃﻣﺎﻡ ﺯﺣﻔﻚ ... ﺗﺠﺎﻩ ﺃﻓﻜﺎﺭﻙ ﺍﻟﻤﺘﺴﻠﻄﺔ .. ﻫﻞ ﻳﻬﻤﻚ ﻓﻌﻼً
ﻭﺿﻌﻲ ﺍﻟﺨﺎﺹ ﺣﺘﻰ ﺗﺘﻄﻮﻋﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﺪﺧﻞ ﻹﺻﻼﺣﻪ ؟ ﺃﻋﺮﻑ ﺟﻴﺪﺍً ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﺟﺮ ﻗﺴﺮﻱ
ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺏ ﻹﻳﻘﺎﻋﻲ .. ﺇﺭﻫﺎﺏ ﻟﺤﻘﻲ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺘﻲ ﺑﻨﻔﺴﻲ ﻭﺑﺎﻟﻨﺎﺱ .. ﻣﺎ
ﺗﻈﻬﺮﻳﻨﻪ ﻣﻦ ﻋﺎﻃﻔﺔ ﻧﺤﻮﻱ ﺩﺱ ﺳﺎﺫﺝ، ﻳﻔﺠﺮ ﻟﺪﻱّ ﻣﺰﻳﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺮﺍﻫﻴﺔ .. ﺷﻌﻮﺭ ﺩﺍﺋﻢ
ﻟﺪﻱ ﺑﺎﻟﻘﻤﻊ ﺗﻤﺎﺭﺳﻴﻨﻪ ﻣﻌﻲ ﺗﺸﻔﻴﺎً ﻟﻌﺪﻡ ﻧﺠﺎﺣﻚِ، ﻟﻜﻨﻲ ﺃﻧﻔﺬ ﻣﻨﻚِ ﺑﺒﻘﺎﻳﺎ ﺟﻠﺪﻱ ...
ﺳﺄﻭﻗﻒ ﺍﻻﻧﻐﻤﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻫﺘﺮﺍﺋﻚ ... ﻟﻦ ﺃﺗﺮﻙ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺨﺒﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺣﻞ ..
ﺗﺤﺎﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﺘﻔﺘﻴﺶ ﻋﻦ ﻣﺒﺮﺭ ﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ... ﻟﻼﻧﻜﺴﺎﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻴﺸﻪ، ﺑﺤﺠﺔ
ﺇﺑﻌﺎﺩﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻚ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﺍﻟﻤﻤﺘﻊ، ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﺗﺮﻣﻴﻢ ﻛﺴﻮﺭﻱ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ، ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﻋﺠﻦ
ﻓﺨﺎﺭﻫﺎ ﻟﺘﺼﻨﻌﻲ ﺗﻤﺜﺎﻟﻚ ﺍﻟﻤﻠﻮﻥ ﺣﺴﺐ ﺫﻭﻗﻚ، ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﺍﺳﺘﻌﺼﻰ ﻋﻠﻴﻚِ، ﻓﻠﺠﺄﺕِ ﺇﻟﻰ
ﺳﻼﺣﻚ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ .. ﺍﻟﺨﺪﻳﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺟﻌﻠﺘﻨﻲ ﺃﻟﻔﻖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺒﺮﺭﺍﺕ .. ﻛﻨﺖُ ﺃﻛﺬﺏ ﻋﻠﻰ
ﻧﻔﺴﻲ، ﻭﺃﻛﺬﺏ ﻋﻠﻴﻚ .. ﺃﺧﺘﺒﺮﻙ ﻓﺴﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﻔﺸﻠﻴﻦ ﻋﻨﺪ ﺃﻭﻝ ﺟﻮﻟﺔ .. ﺍﻟﻤﺴﺎﻓﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻔﺼﻠﻨﺎ ﺷﺎﺳﻌﺔ .. ﻻ ﺗﻌﺮﻓﻴﻦ ﻓﺪﺍﺣﺔ ﺍﻟﺨﺮﺍﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻋﻴﺸﻪ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻋﻮﺩﺕ ﻧﻔﺴﻲ ﻋﻠﻴﻪ ..
ﻛﻨﺎ ﻧﻤﺎﺭﺱ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻛﻼً ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻪ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ . ﺃﻛﺬﺏ ﻋﻠﻴﻚِ ﻷﻧﻨﻲ ﻻ ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﻏﻨﻲ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ
ﻣﺤﺘﻮﺍﻱ ... ﻣﻦ ﺛﻮﺍﺑﺘﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺭﺍﻫﺎ ﺳﻠﻴﻤﺔ .. ﺍﻟﻘﻄﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻋﻴﺸﻬﺎ ﺃﻭﺟﺪﺕ ﻟﻬﺎ ﻣﺴﺒﺒﺎً
ﻣﻌﻘﻮﻻً ﻟﻨﻔﺴﻲ .. ﺍﻟﺤﻤﻴﻤﻴﺔ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ، ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺷﺄﻥ ﻷﺣﺪ ﺑﻬﺎ ...
ﺃﻋﺘﺮﻑ ﺃﻧﻚِ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﻘﺘﻪ ... ﺃﺿﻊ ﺑﻴﻨﻲ ﻭﺑﻴﻨﻪ ﺧﻄﺎً ﺃﺣﻤﺮ
ﻣﻤﻨﻮﻋﺎً ... ﻟﻜﻦ ﺍﺧﺘﺮﺍﻗﻚ ﻟﻲ ﻗﻠﺐَ ﺍﻟﻤﻌﺎﻟﺔ، ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺃﺗﺮﺍﺟﻊ .. ﺃﻗﺘﺮﺏ ﻗﻠﻴﻼً ﻣﻦ ﺗﺨﻮﻡ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻀﺠﻴﺠﻪ ﻭﻓﻮﺿﺎﻩ . . ﺍﺧﺘﻴﺎﺭﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻀﻌﻨﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺷﺮﻧﻘﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻻ ﺣﺪﻭﺩ ﻟﻤﺪﺍﻫﺎ،
ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺘﺴﻊ ﻟﻐﻴﺮﻱ ... ﺯﻧﺰﺍﻧﺔ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﺗﻜﺘﻆ ﺑﺎﻵﺧﺮﻳﻦ .. ﺃﺭﻳﺪ ﺃﻥ ﺃﺗﻨﻔﺲ ﻫﻮﺍﺀً ﻧﻘﻴﺎً ..
ﺃﻥ ﺃﺗﻤﺪﺩ ﺣﺘﻰ ﺁﺧﺮ ﺣﺪﻭﺩ ﻋﺎﻟﻤﻲ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ .. ﺃﻥ ﺃﻋﻴﺶ ﺣﻴﺎﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺑﻮﺀﺓ ﺑﺄﺣﺪ .. ﺃﻛﺮﻩ
ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻲ ﺑﺄﻱ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ . ﻗﻠﺖِ ﺫﺍﺕ ﻣﺮﺓ ﺃﻧﻲ ﻭﺻﻠﺖ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺘﺒﻠﺪ ﻭﻋﺪﻡ
ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﺎﻳﺶ ﻣﻊ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ... ﺃﺧﺒﺮﺗﻚِ ﺑﺄﻥ ﺍﻛﺘﺸﺎﻓﻚِ ﺟﺎﺀ ﻣﺘﺄﺧﺮﺍً .. ﻛﻨﺖ ﻳﻮﻣﻬﺎ
ﺃﻋﻴﺶ ﺃﻗﺼﻰ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﻨﻘﺎﺀ ... ﺷﻌﻮﺭ ﻋﺎﺭﻡ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓ ﺟﻌﻠﻨﻲ ﺃﻫﺒﻂ ﺇﻟﻰ ﺃﺳﻔﻞ ﺑﺴﺮﻋﺔ
ﺭﻫﻴﺒﺔ .. ﻳﻠﻔﻨﻲ ﻓﻀﺎﺀ ﺷﻔﺎﻑ ﻭﺍﺳﻊ ﻣﻨﻌﺶ .. ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ ﺍﻟﺨﺎﻓﺘﺔ ﺗﺤﺘﻲ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻳﻐﻠﻔﻬﺎ ﺑﺨﺎﺭ
ﺃﺯﺭﻕ ﺩﺍﻛﻦ .. ﻗﻄﺮﺍﺕ ﻣﺸﻌﺔ ﺗﺘﻮﺯﻉ ﻋﻠﻰ ﺟﺴﻢ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﺍﻟﺮﻃﺐ .. ﺃﺟﺪ ﻣﺘﻌﺘﻲ ﻓﻲ
ﺍﻻﻧﺰﻭﺍﺀ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ .. ﻋﻦ ﺛﺮﺛﺮﺗﻚ ﻭﻃﻠﺒﻚِ ﺍﻟﻤﻜﺮﺭ ﺑﺄﻥ ﺃﺗﻌﺎﻟﺞ ... ﺃﻥ ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻦ
ﺣﺎﻟﺘﻲ .. ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﻭﺍﻓﻘﻚِ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﻣﺮﺣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ... ﻟﻜﻨﻪ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ
ﺃﻋﻴﺸﻪ ﺑﻜﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻪ ... ﺟﻨﻮﻧﻲ ﺍﻟﻠﺬﻳﺬ ﻛﻤﺎ ﻗﻠﺖ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷﻟﻒ . ﻻ ﺃﺣﺪ ﻳﺠﺒﺮﻧﻲ ﻋﻠﻰ
ﺍﺧﺘﺰﺍﻝ ﻧﻔﺴﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﺮﻳﺪ، ﺣﺘﻰ ﻃﺒﻴﺒﻚِ ﺍﻟﻨﻔﺴﻲ . ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ .. ﺍﻟﺼﻤﺖ .. ﻣﻮﺍﻗﻔﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩﺓ
ﺗﺠﺎﻫﻚِ، ﺍﻻﻟﺘﻮﺍﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻛﻤﺎ ﺗﺴﻤﻴﻨﻪ .. ﻛﻠﻬﺎ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻲ ﺃﻋﻴﺶ ﻟﺤﻈﺎﺗﻬﺎ ﺑﺮﺗﺎﺑﺔ
ﻳﻮﻣﻴﺔ ﻣﺤﺒﺒﺔ، ﺑﻠﺬﺓ ﻏﺎﻣﺮﺓ ... ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻻ ﺃﻟﻮﻣﻚِ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﻬﻤﻴﻦ ﻋﻘﻠﻲ ﺑﺎﻟﻤﺮﺽ، ﻭﺃﻧﻲ ﺿﺤﻴﺔ
ﺍﺿﻄﻬﺎﺩﻱ ﻟﻨﻔﺴﻲ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﺗﺨﻠﻴﺼﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺼﺢ ﺍﻟﻌﻘﻠﻲ .. ﻛﻨﺖ ﺃﺿﺤﻚ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻲ
ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ، ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﻼﺻﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻳﺪﻳﻚ .. ﺃﻭﺩ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻫﻜﺬﺍ ﻛﻤﺎ ﺃﻧﺎ .. ﺍﻟﺨﻄﺄ
ﺍﻟﻔﺎﺩﺡ ﻟﻜﻠﻴﻨﺎ ﺃﻧﻚِ ﺍﻟﺘﺼﻘﺖِ ﺑﺠﺬﻉ ﺟﺎﻑ ﺧﺸﻦ .. ﻳﺸﻌﺮ ﺑﺎﻗﺘﺮﺍﺏ ﺍﻟﺤﺮﻳﻖ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ، ﻓﻐﻴﺮ ﺩﻓﺔ
ﻣﺮﻛﺒﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻭﺃﻧﻚِ ﺃﻋﻄﻴﺖِ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻤﻠﻜﻴﻦ ﺑﺒﻼﻫﺔ، ﻭﻋﻨﺪ ﺍﺳﺘﻴﻘﺎﻇﻚ ﻣﻦ
ﺍﻟﺴﻘﻄﺔ ﺍﻟﻜﺒﺮﻯ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺩﺓ ﻓﻌﻠﻚِ ﻭﺣﺸﻴﺔ ... ﺗﺼﻔﻴﺔ ﺣﺴﺎﺑﺎﺕ ﻗﺪﻳﻤﺔ .. ﺭﺩ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ
ﻟﻜﺮﺍﻣﺘﻚِ ﺍﻟﻤﺤﻄﻤﺔ ﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻚِ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ .. ﺃﺧﺬﺕِ ﺗﻔﺮﻏﻴﻨﻲ ﻣﻦ ﺁﺧﺮ ﺷﺤﻨﺔ ﻟﺘﺪﻣﺮﻱ ﻓﻲّ
ﻋﺪﻭﻙِ ﺍﻷﺯﻟﻲ .. ﻋﺪﺍﺀ ﺃﻧﺎﻧﻲ ﻗﺪﻳﻢ ﻛﻨﺖِ ﺿﺤﻴﺘﻪ .. ﺧﻄﺄﻱ ﺍﻟﻤﻔﺰﻉ ﺍﻻﻧﺰﻻﻕ ﻓﻲ ﺳﺪﻳﻤﻚِ
ﺍﻟﺤﺎﺭ .. ﺗﻐﻠﻐﻞ ﻣﺨﻴﻒ ﻻﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﺍﻟﺒﺎﻃﻦ ﻭﺍﻟﺘﺠﻮﻝ ﻓﻲ ﻣﺘﺎﻫﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﻬﻮﻝ . ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ
ﺍﻻﻧﺴﻴﺎﻕ ﺍﻷﺭﻋﻦ ﺇﻟﻰ ﻗﺎﻉ ﻣﻮﺣﺶ ﻣﻘﻠﻮﺏ .. ﻛﻨﺖ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺨﺪﻳﺮ ﺗﺎﻡ، ﺃﺭﻯ ﺍﻟﻀﻮﺀ
ﺍﻟﺒﻌﻴﺪ، ﻭﺃﻏﻠﻖ ﺃﺫﻧﻲّ ﻋﻦ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﺍﻟﻤﺨﻠﺺ ﺑﺪﺍﺧﻠﻲ .. ﻛﺎﻥ ﻳﺼﺮﺥ ﺑﻲ، ﻟﻜﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﻓﺘﻌﻞ
ﺯﻭﺍﺑﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺻﻮﺍﺕ ﺍﻟﻨﺸﺎﺯ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻜﺖ .. ﺍﻵﻥ ﻓﻘﻂ ﺃﺳﻤﻌﻪ، ﻟﻜﻨﻪ ﺿﻌﻴﻒ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ
ﻭﺭﺍﺀ ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺛﻠﺠﻴﺔ ﺳﻤﻴﻜﺔ .. ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺃﻧﺼﺖ ﻟﻪ .. ﺃﻥ ﺃﺟﻠﺲ ﻣﻌﻪ، ﺃﺣﺎﻭﺭﻩ، ﻭﺃﺻﻠﺢ
ﺍﻟﻌﻄﺐ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﻨﺖ ﺃﺣﺪﺛﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ .. ﺃﻥ ﺃﺳﺪّ ﺍﻟﺜﻘﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻣﺰﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﺴﻴﺞ
ﺫﺍﺗﻲ ﺍﻟﻤﻬﻠﻬﻞ .. ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ﺍﺟﺘﺎﺣﻨﻲ .. ﺃﺧﺬ ﻳﺪﻕّ ﺟﺮﺳﻪ ﺑﻘﻮﺓ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻲ ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ ﺣﺘﻰ
ﻫﺪﺃﺕ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ .. ﻳﻮﻣﻬﺎ ﻛﺎﻟﻌﺎﺩﺓ ﻛﻨﺖِ ﺗﻤﺎﺭﺳﻴﻦ ﻣﻌﻲ ﻃﻘﻮﺳﻚِ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ .. ﺿﻐﻮﻃﻚِ
ﺍﻟﻬﺎﺋﻠﺔ . ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺧﺘﺒﺊ ﻭﺭﺍﺀ ﺻﻤﺘﻲ ﻭﻫﺰﻳﻤﺘﻲ ﺍﻟﻤﺰﻣﻨﺔ .. ﻛﺮﻫﺘﻚِ ﺣﺘﻰ ﺁﺧﺮ ﻗﻄﺮﺓ .. ﻟﻮﻻ
ﺟﺒﻨﻲ ﻟﻜﻨﺖ ﺍﺳﺘﺄﺻﻠﺘﻚِ ﻣﺜﻞ ﻧﺒﺘﺔ ﺿﺎﺭﺓ ... ﻛﻨﺖِ ﺗﺼﺮﺧﻴﻦ، ﻭﺷﻼﻝ ﺷﻌﺮﻙِ ﺍﻟﻤﻨﻔﻮﺵ ﻳﺴﺎﻓﺮ
ﻓﻲ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ .. ﺟﺴﺪﻙِ ﻳﺘﻠﻮﻯ .. ﻳﺮﺗﻌﺶ ﺑﻌﻨﻒ ... ﺷﺘﺎﺋﻤﻚِ ﺳﻮﻗﻴﺔ ﻧﺎﺑﻴﺔ ﺗﺴﻤﻤﻨﻲ
... ﺻﺮﺍﺧﻚِ ﺍﻟﻮﺣﺸﻲ ﺃﻭﺻﻠﻨﻲ ﺇﻟﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻻﻧﻘﺼﺎﻑ .. ﺃﻭﺻﻠﻚِ ﺇﻟﻰ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻟﻠﻌﻘﻞ
... ﻛﻨﺖ ﺃﻭﺍﺟﻪ ﻓﻴﻚِ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻔﻦ ﺑﻌﻴﻨﻲ ﺳﻤﻜﺔ ﻏﺒﻴﺔ، ﺑﺴﻜﻮﻥ ﺟﺜﺔ ﺑﺎﺭﺩﺓ ... ﻋﺎﻟﺠﺘﻚِ
ﺑﺼﻤﺖ ﺣﺘﻰ ﺭﺣﻠﺖ ﻧﻮﺑﺘﻚ ... ﺑﻌﺪ ﺳﺎﻋﺎﺕ ﻛﻨﺖِ ﺗﻐﻄﻴﻦ ﻓﻲ ﻧﻮﻡ ﻋﻤﻴﻖ، ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺣﺼﻞ ﻋﻠﻰ
ﻣﺘﻌﺔ ﻭﺣﺸﻴﺔ ﻻﻧﻬﻴﺎﺭ ﺟﺴﺪﻙ .. ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻤﻮﺩ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﺎﺟﻤﻚِ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺰﻭﺑﻌﺔ ﺍﻟﻤﺪﻣﺮﺓ ..
ﻣﺘﺮﻫﻠﺔ .. ﺳﺎﻛﻨﺔ .. ﻋﻄﻨﺔ ﺗﻔﻮﺡ ﻣﻨﻬﺎ ﺭﻭﺍﺋﺢ ﺍﻻﺣﺘﺮﺍﻕ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻭﺍﻟﻬﺰﻳﻤﺔ ﺍﻟﻤﺮﺓ، ﺻﺪﺍﻣﻚ
ﺍﻟﻤﺰﻣﻦ ﻳﺤﻔﺰﻧﻲ ﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺔ ﺍﻟﻠﻌﺒﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ .. ﺃﻥ ﺃﻋﺮّﺽ ﺟﺴﺪﻱ ﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺬﺍﺏ ﺣﺘﻰ
ﺃﺩﺧﻞ ﻣﺘﺎﻫﺘﻚِ، ﻭﺃﺧﺘﺒﺮ ﻗﺪﺭﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺩﻭﻥ ﺧﺴﺎﺋﺮ .. ﻛﻨﺖِ ﺗﺘﺄﻭﻫﻴﻦ .. ﺗﺤﻠﻤﻴﻦ
... ﻋﻮﺍﺀ ﺟﺮﻳﺢ ﻳﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻗﻚ .. ﻋﻀﻼﺕ ﻭﺟﻬﻚ ﺗﻨﻜﻤﺶ ﺑﺤﺪﺓ .. ﻳﻐﻠﻔﻬﺎ ﺣﺰﻥ ﻣﺪﻣﺮ
.. ﺭﻏﺒﺖ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻓﺔ ﻣﺎ ﻳﺪﻭﺭ ﺑﺪﻣﺎﻏﻚِ ﺍﻟﻔﺎﺋﺮ ... ﺃﻥ ﺃﻓﻬﻢ ﻣﺸﺮﻭﻋﻚ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻧﺤﻮﻱ ..
ﻟﻜﻦ ﺧﺮﺍﺏ ﻓﻜﺮﻱ، ﻭﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻣﻌﻚِ ﺃﻭﻗﻒ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻟﺔ .. ﻛﻨﺖُ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﺇﺟﻬﺎﺽ ﺩﻣﺎﻏﻲ .. ﺃﺷﻌﺮ ﺑﻪ ﻳﺘﺴﺮﺏ ﻣﻦ ﺃﺫﻧﻲّ ﺳﺎﺋﻼً ﺳﺎﺧﻨﺎً ﻳﻤﻸ ﻓﻀﺎﺀ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ، ﻓﺎﻧﻜﻤﺶ
ﻓﻲ ﻗﺎﻉ ﺟﺴﺪﻱ ﻣﺒﺘﻌﺪﺍً ﻋﻨﻚِ .. ﻋﻦ ﻟﺤﻈﺔ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻣﻊ ﻫﻤﻮﺩﻙِ .. ﺷﻌﻮﺭ ﺑﺎﻟﻘﻨﻮﻁ ﻳﺪﺍﻫﻤﻨﻲ
... ﻳﺤﺸﺮﻧﻲ ﻓﻲ ﺯﺍﻭﻳﺔ ﺿﻴﻘﺔ ﻻ ﺃﺳﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻔﻜﺎﻙ ﻣﻨﻬﺎ ... ﺍﻟﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻬﺎﻣﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺑﺴﺎﻁ
ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺭﻣﺎﺩ ﺑﺸﺮﻱ ﻣﺘﺂﻛﻞ ﻳﺪﺏ ﺑﻴﻦ ﺃﺭﻛﺎﻧﻪ ﺍﻟﺪﻭﺩ ﻭﺍﻟﺘﻔﺴﺦ ... ﺭﺍﺋﺤﺘﻪ ﻻ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ
ﺭﻭﺍﺋﺢ ﺍﻟﻤﺠﺎﺭﻳﺮ ﻭﺍﻟﺸﻌﺮ ﺍﻟﻤﺤﺮﻭﻕ ﻭﺍﻟﻘﻤﺎﻣﺔ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺨﺮﺑﺔ ... ﺃﺭﻫﺒﻚِ ﺣﺘﻰ ﻭﺃﻧﺖِ ﻓﻲ
ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﻤﺮﻳﻊ .. ﻓﺄﻧﺖِ ﻣﺤﺘﻠﺔ ﻣﺪﺟﺠﺔ ﺑﺄﻟﻒ ﺭﻭﺡ .. ﻃﺎﺋﺮﺗﻚِ ﺍﻟﺪﺧﻴﻞ ﻳﺮﻳﺪ ﺗﺮﻭﻳﻀﻲ
ﻭﺇﺩﺧﺎﻟﻲ ﻧﻔﻘﺎً ﻻ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﻟﻪ، ﻟﻜﻨﻲ ﺃﻣﺎﺭﺱ ﺍﻟﻬﺮﺏ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ... ﺩﺍﺋﻤﺎً ﺃﺗﺮﻛﻚ
ﺧﻠﻔﻲ ﻭﺃﺟﺮﻱ ... ﻻ ﺃﻧﻈﺮ ﻭﺭﺍﺋﻲ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺃﻋﺮﻑ ﻣﺪﻯ ﺍﻗﺘﺮﺍﺑﻚٍ ﻣﻨﻲ ... ﺗﺮﻛﻀﻴﻦ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﺸﻮﻙ ... ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﺍﻟﺤﺎﺩﺓ ﻭﺣﻔﺮ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻵﺳﻨﺔ .. ﺗﻨﺎﺩﻳﻦ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻚ .. ﺗﺪﻗﻴﻦ
ﺟﺪﺭﺍﻧﻲ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﺔ، ﻓﻴﻌﻠﻮ ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻭﻳﻜﺒﺮ ﺣﺘﻰ ﺍﻷﻓﻖ ... ﻳﺮﺩﺩﻩ ﺍﻟﺼﺪﻯ ﺑﺪﺍﺧﻠﻲ ﻓﺄﺗﻜﻮﺭ
ﻛﺒﺎﻟﻮﻥ ﻳﻨﻔﻠﻖ ﻭﻳﺤﺪﺙ ﺯﻟﺰﺍﻻً ﻫﺎﺋﻼً ... ﺃﺯﻣﺘﻚِ ﺳﻮﺀ ﻓﻬﻢ ﺣﺎﺩ ﺣﺎﻟﺘﻲ .. ﻟﻨﻔﺴﻚ، ﻭﻟﻜﻞ
ﺷﻲﺀ .. ﻟﻢ ﺗﺘﺮﻛﻲ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻃﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ... ﺗﺮﻳﺪﻳﻦ ﺗﻨﻈﻴﻒ ﺫﺍﻛﺮﺗﻲ ﻭﺣﺸﻮﻫﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ
.. ﺗﺠﺮﻓﻴﻦ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﻖ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﺮﺍﺏ ﻟﻜﻨﻲ ﺃﻧﻬﺾ ﺑﻘﻮﺓ ﻭﺃﻣﻨﻌﻚ ﻣﻦ ﺗﺠﺮﻳﻒ ﺍﻟﻨﻬﺮ .. ﻣﻦ
ﺍﻻﺳﺘﻴﻼﺀ ﻋﻠﻰ ﻭﺣﻠﻪ ﻭﻧﺘﻮﺀﺍﺗﻪ .. ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﺨﺎﻓﺘﺔ ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻮﻗﻔﻲ ﻣﻨﻚ
ﺣﺎﺩﺍً .. ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻧﻘﻼﺑﺎً ﻣﻔﺎﺟﺌﺎً، ﺃﺧﻄﺄﺕ ﺣﺴﺎﺑﺎﺗﻚِ ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻩ، ﺟﻌﻞ ﺣﺪﺓ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ ﺗﺰﺩﺍﺩ
ﻣﻌﻚ .. ﺗﺘﺤﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﺭﻣﺎﺩﻱ ﺍﻟﻠﻮﻥ، ﻓﺎﺭﻍ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ، ﻟﻜﻨﻲ ﻛﻨﺖ ﺃﻟﻤﻠﻢ
ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻧﻔﺴﻲ ﻭﺃﺯﺩﺍﺩ ﺿﺮﺍﻭﺓ . ﻳﻨﺘﺸﺮ ﺍﻟﺠﺤﻴﻢ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﺭﻛﺎﻧﻲ، ﻳﺠﻌﻠﻨﻲ ﺃﺳﺘﻌﺪ ﻟﺠﻮﻟﺔ
ﺟﺪﻳﺪﺓ، ﺭﻏﻢ ﺍﻟﻜﺪﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﻮﻥ ﺭﻭﺣﻲ .. ﺃﻭﺍﺟﻪ ﺍﻟﻮﺑﺎﺀ ﻓﻴﻚِ، ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺒﺘﺔ ﺍﻟﻀﺎﺭﺓ ﺣﺘﻰ ﻻ
ﺗﻨﻀﺞ ﺑﺬﻭﺭﻫﺎ ﻭﺗﺘﻜﺎﺛﺮ . ﺃﻧﺎ ﻣﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺨﻠﺺ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺓ ﻭﺑﻄﺮﻳﻘﺘﻲ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ . ﺃﻗﺘﺮﺏ
ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﻤﻤﺪﺩ ﻋﻠﻰ ﺑﺴﺎﻁ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ... ﻛﺎﻥ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﻟﺴﻘﻒ ﺑﺎﺳﺘﺮﺧﺎﺀ ﻃﻔﻮﻟﻲ ﻧﺎﻋﻢ ..
ﺗﺮﺗﻤﻲ ﺃﻃﺮﺍﻓﻪ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﺎﺕ ﺍﻷﺭﺑﻊ .. ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﻤﺜﻞ ﻟﻲ ﺃﻱ ﺗﻬﺪﻳﺪ .. ﺗﻔﺼﻠﻨﻲ ﻋﻨﻬﺎ
ﺧﻄﻮﺓ ﺣﺎﺳﻤﺔ .. ﻟﺤﻈﺔ ﺗﺤﻮﻝ ﻛﺒﻴﺮ .. ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻭﺍﻟﺼﻤﺖ ﻳﺤﺜﻨﻲ ... ﻳﻔﺠﻌﻨﻲ .. ﺣﻔﻴﻒ
ﺍﻟﺮﻳﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻳﻀﻊ ﻗﺪﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ .. ﺍﻟﺼﻮﺕ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﻳﺤﺎﻭﺭﻧﻲ ﺑﻬﺪﻭﺀ
... ﻭﺣﺪﻱ ﺃﺣﺎﻭﻝ ﺃﻥ ﺃﻓﻬﻢ ﻭﺿﻌﻲ ﺍﻟﻼﺣﻖ . ﺑﻨﻴﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻬﺘﺰّ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻀﻐﻂ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ
ﺗﻨﺴﺮﺏ ﻣﻦ ﺷﻘﻮﻗﻪ ﺭﻳﺎﺡ ﺻﻔﺮﺍﺀ ﺿﺤﻠﺔ ﺗﻤﻸ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ ﺻﻘﻴﻌﺎ ﻣﺰﻋﺠﺎ ... ﻛﺎﺋﻨﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺋﻴﺔ
ﺗﺘﺠﻮﻝ ﺑﺎﻟﻔﺮﺍﻍ .. ﺗﺨﺮﺝ ﺃﺳﺮﺍﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺴﺪ ﺍﻟﻤﺜﻘﻮﺏ ﻭﺗﻨﺘﺸﺮ ﺣﻮﻟﻲ .. ﺃﺣﺲّ ﺑﺄﻧﻔﺎﺳﻬﺎ
ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ ﺗﻠﻬﺐ ﻭﺟﻬﻲ .. ﻭﺟﻮﻩ ﻃﻴﻨﻴﺔ ﺗﺘﺸﻜﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺪﺭﺍﻥ .. ﺍﻟﺪﻡ ﻳﺴﻴﻞ ﻣﻦ ﻓﺘﺤﺎﺗﻬﺎ ..
ﻳﻠﻮﻥ ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺑﺎﻷﺣﻤﺮ ﺍﻟﺴﺎﺧﻦ .. ﻳﻌﻠﻮ ﺿﺠﻴﺞ ﻟﺰﺝ ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻲ .. ﺃﺗﺠﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ
ﺍﻟﻤﻮﺻﺪ .. ﺃﻋﺎﻟﺞ ﻣﺰﻻﺟﻪ ﺍﻟﻤﻌﺪﻧﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﺩ .. ﺍﻟﺨﺸﺐ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﻳﺼﺪﺭ ﺧﺸﺨﺸﺔ ﻣﺒﺤﻮﺣﺔ ..
ﺃﻗﻔﺰ ﺑﺠﺴﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﻭﻃﺄﺓ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺮﻣﺎﺩﻱ ﺍﻟﻤﺘﻌﺮﺝ .. ﺃﻏﻴﺐ ﻓﻲ ﺧﺪﺭ ﺻﻨﻮﺑﺮﻱ ﺟﻤﻴﻞ
نشرت فى 5 سبتمبر 2015
بواسطة qwertyuioasdfgh
أخبار الشعراء والادباء العرب
جريدة لنشر كل اخبار الشعراء والادباء واجمل ما كتبت اقلامهم رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير الشاعر / خالد بدوى »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
94,006