إغْضَبِى ..
ولكُل أشْكَال الانْفعَال جَرِبِى ..
واصْرُخْى وأمْطرى وأرعْدى ..
وإملأى الدُنيَا صَّيَاحاً
مِن اليَوم وحتَّى الغَدِ
اغْضَبِى ..
لأنْى لم أسّْأل عن حَالِكْ
وكَيف أحْسَسّْتِ بمُوعَدِى
ولأنْنى تَجَاهَلتُ عَمْداً
شَعْرِكِ الأصّْفَر وأناقْتِك
ولمْ يَلفْتْ نَظَرى وَرَداً
يًزّهِـــرُ فَوَقَ شّْفَتْيكِ
ولمْ أثُنِى أبــــداً
على سحرك الطالع
ولا حتَّى عن عَينّيكِ ..
التّْى يَحْكِى بها كُل رَجُلْ
تباً لها فلَنْ يوماً بها أقتْدى ..
واغِضَبِّى ..
فلن أدعوكِ يوماً حبيبتى
ولا مولاتى ولا صغيرتى
ولم أكْتُب فيكِ دواويِنى
فأنّْتِ مازلتِ فى الهَوى
حــــَديثْة التَكّْوينِ
فلن تَقْضِى يوماً مَرقِدى
واغِضَبّى ..
لأنْنى أنهّْلُ منكِ ما شّْئتُ من قُبَّلْ
وأداعِبُ نَهّديكِ بلا غَزَل
وعلى خَارِطه جَسَّدِك أبَتذْل
ووقتْ ضَعفِك أجْتاَحُ سَتْرِك
طالمَا أنْتِ برَجُلٍ تَرتَضى
وإاغضَبى ..
حينَ أحَاور عقُلِك البَــــارع
وأحكِى أماَمِك كَنَجْمِ سَّاطِع
وحيِنَما تَبّْكين
أقِفُ جَامِداً أمامَ جَفّْنِك الدَّامِع
كَل البُكاء أمْقُتَه إلا بُكاَءك قُوتِى
وإغّْضبَى ..
حينَ تَغَارينَ منَ النسَّاءْ
وكأننْى أعْشّْق كٌل حَواء
ومِنَ كُل وهّْم يَنْبتُ فى أفكَّارِك
ومِنَ الذْكَرى التَّى تَعُودُ كُل مَسَّاء
وكأنّْى لكِ قَد أعَلنَتُك قِبْلتَى
إغضَبى ..
وإغضَبى .. واغّْضبَى .
فإنى جَعَلتُ مِنَ القُلوُبِ وسَّادات
وكتبتُ قَصَّائدى للمُراهِقَات
وإجْتَذبْت ُمِنْ حَواء الكثّْيِرات
فلا شَّئ يَبقَى فَوقَ المُعتاد
ولا دامَتْ قْصَّةٌ مِن قِصَّصّْ البنَات
أنى أنَا الرَجُل الذى اخْتبَر
وعَبّْد طَريقُه بالعِّبَر
فلا صَّار يضّْحَك وقتَ المرح
ولا يبكْى يَوماً إذا جُرِح
لذا فإنْ شّْئتِ الآنَ أن تَغْضَبِى ..
فاغْضَبَى ... !!
بقلم مريم النقادى