يومان
يوم الجمعة ...
دق قلبي الوتر
قال هل لك بالسهر
أجبت أجل يا قدر
عشرون عهداً انتظر
يوماً كيوم الجمعة المنهمر
عشرون عاماً أستتر
خوفاً من يوم الجمعة المقتدر
أيا ضجر ..
أأعجبك السهر ..أأبهجك السمر
نجوم السماء عددتها .. أحصيتها والقمر
شمس الصباح غفيتها .. داعبتها والنهر
سرت مسرعة خلف الدهر
ابق معي.. كن سامري في السفر
غنى الشجر .. رقص البحر
ضحك الطفل في حضن الشهر
أيا دهر ..
ذابت الصور.. تاهت العبر
كُسرَ مصباح الزهر
يوم ليس كمثله يوم
غرد القلب فرحاً بسحر
رفرف الجسد سعداً بسمر
يوم وانقضى السفر
سفر الروح عبر الصور
قلب هاجر عبر النهر
ليمازج قلباً حباً سقر
أيا بشر ...
ما الحب لو تدرون الا للشجر
يوم الأربعاء ...
قال الفجر للناي
أتعبت من ذكراي
أمللت من شهواي
يوم ثان لكنه مختلف الأجواء
بعد أن دار القلب جاب الفضاء
بعد أن رفرف فرحاً غرد انتماء
جاء يوم الأربعاء
كسر جوفاً قلبَ الأهواء
جرح قلباً أثار العناء
خوفاً ملأ الأنحاء
أنار الظلام في كل الأرجاء
أطفأ اشتعال الأضواء
حرق الجسد كوى البيداء
أشعل الحزن جوى الأمعاء
يوم ليس كمثله يوم
بكت العيون حراقة بشقاء
نزف القلب دماً بصفاء
يومان .. ليس كمثلهما يومان
يوم أسعد القلب ملأ الهناء
آخر أحزن القلب أبكى السماء