جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
حوارٌ بيننا
قلت : صباحك حلو كالسكر
قال:وماالسكر ؟
قلت :هو حلوٌ مثل عينيك
قال: وهل لي أن أرى الحلوَ
قلت:بالتأكيد. من أنت؟؟
قال: أنا تائه شريد
قلت: من أين أتيت؟
قال:من هناك ,,لاأدري
قلت:من أخرجك من بيتك؟؟
قال:لا أدري قالوا لي ارحل فغادرت المكان .
ولكن أمي وأبي وأختي هم هناك هنا ك انظري؟؟ أين ؟؟
قال:قد تركوني وحدي وماتوا تحت سقف البيت دُفنوا
قلت: رباه يابني .
ما اسمك ؟؟
قال:اسمي حليم... الى اين تريد أن تذهب؟؟
قال: لا أعلم ؟؟ صمت .
قلت : آخذك الى مركز الايواء .
رد الطفل قائلاً كما تريدين.
واخذته المركز ,,استقبلونا , وأخذوه واعطوه الحاجات الأساسية
ودعته
[كم كان الوداع صعباً ]دمعت عيناي وتلمست شعره وطبطبت على كتفه وتركت المكان وغادرت .وفي اليوم التالي.أدركت أني لابد ان اراه . وفعلاً رأيته وكان اللقاء صعب
رأيته بحالة يرثى لها وجهه معبق في سواد الليل وجفناه متورمان من البكاء ويداه باردتان.
قلت :مابك حليم؟
هز راسه . أريد اهلي اين هم ؟؟
قلت: يابني الم الفراق صعب لكن لاينفع ان تبقى هكذا. سالته هل تأكل جيدا ؟أراك مصفر الوجه . وهل تنام جيدا؟
قال الجمد لله آكل وانام لكن النوم في بيتنا أجمل . متى نذهب اليه؟؟
قلت :قريبا .غص الطفل لحظة وسأل مااصعب الرجوع دون امي وأبي
اشتقت لحضن أمي وأختي والى أبي الحبيب كم اشتقت الى الركوب بالسيارة بقربه ، عندما كان يأخذني للمدرسة صباحاً والعودة ظهراً..وتذكر حليم الأحداث ..
بعد حين تنهد تنهيدة الكبار من الحرمان والبؤس والمعيشة المرة وصمت طويلا ،وانا ارقبه
فقلت : ياحليم كفى الى هذا الحد من الذكريات وعش وابدأيابني من جديد.
قال : وهل يعيدون لي حضن أمي ودلالها وابي ومحبته هؤلاء الذين أخرجونا بالقوة الجبارة
مشرعين اسلحتهم نحونا وقتلوا ودمروا ولا أعرفهم من هم ؟؟؟
قلت: تحلى بالصبر والايمان ياولدي ..فقدت كل شيء .
قلت:لا أنا معك أعطيك الحنان وحنا ن الوطن من يعطيني؟؟؟؟اياه
قلت مرة اخرى: بالصبر ياحليم .
ياحليم تحمل ,,هزّ الراس ,, وبكى بكاء الضائع في وطنه فلا عودة لا عودة
لا بيت ولا مأوى ولا عزّ.
ما أصعب فراق الوطن والأهل والأصدقاء والأحبه .
مع تحيات جريدة أخبار نجوم الأدب و الشعر
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير الشاعر / خالد بدوي