تعرضت قناة تلفزيونية ألمانية إلى انتقادات واسعة بعد نشرها صورة معدّلة للمستشارة الألمانية أنغيلا مركل، تظهرها مرتدية زيّاً أسود يغطي رأسها، وخلفها مبنى «الرايخستاغ» (البرلمان) وفوقه مآذن. وأطلقت القناة على المستشارة لقب «مركل المسلمة».
ووفق صحيفة «تيليغراف» البريطانية، فإن نشر صورة المستشارة الألمانية بالحجاب الإسلامي جاء ضمن سلسلة الإنتقادات التي طالتها بعد دفاعها بإصرار عن الحق الأساسي في اللجوء، مستشهدة بالقانون الألماني الأساسي.
ويرى كثيرون من الناقمين على المستشارة الألمانية أنه من الضروري إيجاد حل جذري للحد من تدفق اللاجئين، إذ «من غير المعقول أن تستمر ألمانيا في استقبال أعداد لا متناهية منهم».
ورصد الموقع الإلكتروني للتلفزيون ومواقع وسائل الإعلام الإجتماعية ردود الأفعال المختلفة لصورة «مركل المحجبة». فاستنكر البعض عرض الصورة، معتبرين أنه مغاير لمبادئ الصحافة البناءة، ومؤكدين أنها تساهم في نشر المشاعر السلبية في المجتمع، وبالتالي ستجعل من عملية دمج اللاجئين أكثر صعوبة.
وقدم عدد من المشاهدين شكوى ضد القناة بسبب الصورة، كونها تشبه، وفق رأيهم، الصورة المستخدمة على ملصقات مسيرات جماعة «بيغيدا» المعادية للمسلمين في أوروبا.
ووصف أحد المشاهدين الصورة بأنها "تشهير ودعاية" تعرقل التكامل والنجاح في الدولة الألمانية، لكن البعض الآخر امتدح البرنامج لـ«كسر المحرمات والتحدث بصراحة عن مخاوف الشعب الألماني»، معتبرين أن «استخدام الاستفزاز ضد المستشارة الألمانية مقبول في هذه الحالة».
ودافع معدّو البرنامج عن استخدام الصورة، رافضين «أي تلميح لنشرهم أفكاراً تروج للإسلاموفوبيا».
ورفع متظاهرو حركة «بيغيدا» المعادية للمسلمين في ألمانيا الثلثاء الماضي صورة للمستشارة الألمانية مرتدية الحجاب، تعبيراً عن غضبهم من إعلان مركل مشاركتها في مسيرة للمسلمين في برلين، بهدف تعزيز التسامح وإدانة الهجمات في باريس وتوبيخ الحركة المتنامية المعادية للمسلمين في ألمانيا.
وصرّح الرئيس الألماني يواخيم غاوك سابقاً أن أزمة اللاجئين في أوروبا تمثل تحدياً كبيراً لبلاده، يفوق ما واجهته في توحيد شطريها الغربي والشرقي.
وأضاف خلال تجمع في فرانكفورت حضرته مركل وناشطون يدافعون عن حقوق الإنسان من ألمانيا الشرقية سابقاً، تزامنا مع احتفالات البلاد بمرور ربع قرن على إعادة توحيدها، ان «الأشياء المشتركة عادت لبعضها البعض»، لكنه أشار إلى أن عملية إعادة توحيد ألمانيا كانت أصعب بكثير مما ظن كثيرون في خضم النشوة عامي 1989 و1990».
وطالب الرئيس شعبه بالصبر، قائلاً إن الوقت حان للتأقلم مع بيئة «تغيب عنها بعض الأمور المألوفة»، فيما سيحتاج اللاجئون إلى وقت «لاعتياد الحياة في مجتمع يجعلهم يواجهون موروثاتهم السابقة أحياناً».