QUSAY TARIQ ART ORGANIZATION

organization art and literature policy_ مُؤَسّسَة قصي طارق للفن والادب السياسي

authentication required

 14/ تموز .. الم موجع ..وفرح مزيف..!!)


بلا شك ان هذا اليوم ارتبط في ذاكرة كل عراقي بأعتباره واحد من اهم الايام في تاريخ العراق وهو اعلان العراق جمهوريه على حساب الحكم الملكي الذي دام على مدى 37 عام تقريباً..
اختلف الكثير في مسمى هذه الحركه هل هي ثورة ام انقلاب ..؟ 
من الطبيعي ان نراجع اصل الاشياء وتعاريفها لنصل الى الركائز الاساسيه للموضوع لبناء الحقيقه وفق المنطق العقلي ..تعريف الثورة هو قيام الشعب بقيادة نخبه من مثقفيه في الطليعه وعامة الشعب لتغيير نظام الحكم ..
اما الانقلاب فهو قيام المؤسسة العسكرية بقيادة بعض الضباط والاستيلاء على السلطه ..
ان حقيقة ماحصل في هذا اليوم هو انقلاب وليس ثورة وذلك لتحرك المؤسسة العسكرية ببعض قطاعاتها نحو القصر الملكي وقتل من فيه وتنصيب انفسهم حكاماً للبلد اما خروج الجماهير وتحركها بعد الحادثه فهو مبني على اتفاق مسبق بتحريك الشارع من قبل القيادات الشيوعيه وذلك بسبب ان الحزب الشيوعي هو كان الاكثر محاربه من قبل السلطه الملكية وكان الشارع يميل نحو الحزب الشيوعي في ظل تلك الفتره بحكم التحرك الشيوعي العالمي ونشاطه في ذلك الزمن فكان من الطبيعي ان تخرج الناس والجماهير وليسميها البعض انها ثورة لكن في الحقيقه هو انقلاب ولاغبار على ذلك .
رغم التقارير التي كانت تصل للبلاط الملكي من قبل بهجت العطيه مدير الامن في حينها الا انها لم تؤخذ على محمل الجد من قبل السلطه ( رغم ان هناك تنبؤات للوصي كما يقال بانه ستحصل بهم كارثه في العراق ) اما الباشا نوري السعيد فكان رجل مواجه للحقائق فبعد ان وصلت له الاخبار بأن عبدالكريم قاسم منتمي لاحدى الحركات العسكرية وتحاول قيم انقلاب على نظام الحكم ارسل الباشا على عبدالكريم قاسم وكان الحوار معه مباشرة حول ارتباطه الحركه وبعد ان اكمل الباشا تلك الادعاءات كان رد قاسم نعم ياباشا انفي كل ما سمعته عني. قال الباشا: تقسم بالشرف العسكري؟ قال له قاسم: اقسم بالشرف العسكري ان لاصحة لما وصلك عني فانا لايمكن ان اخونك ياباشا.
كان هناك اتصالات سريه من تلك المجموعه التي كانت بقيادة عبدالسلام عارف وعبدالكريم قاسم مع جمال عبدالناصر ليبارك لهم هذا التحرك الانقلابي ويدعمهم بكل شيء وان اختيار ناصر في مباركه تلك الحركه كان مهم بالنسبه لهم خاصة والجميع يعلم ان هناك خصومه كبيرة كانت بين الباشا وناصر وكان هذا نص الرسالة الى جمال عبدالناصر ("رسالة من تنظيم الضباط الوطنيين العراقي إلى سيادة الرئيس جمال عبد الناصر المحترم
" نود تفضل سيادتكم باطلاع بان هناك تنظيماً سرياً في الجيش العراقي، وإن ضباط هذا التنظيم قد فاض بهم الألم وما عادوا يطيقون الصبر أو يقدرون عليه، وإنهم سوف يتحركون مهما كلفهم الأمر ضد نورى السعيد وكل من يمثله، ابتداءً من حلف بغداد، إلى التآمر على القومية العربية".
عند اعلان ساعه الصفر وتحرك اللوائين التاسع عشر والعشرون بقيادة قاسم وعارف للهجوم على القصر الملكي حوصر القصر وتم اطلاق العيارات الناريه بشكل متقطع وليهرع كل من في ذلك القصر متفاجئا بما يحدث بعد تطويق القصر وبعد عدة حوارات طلب رئيس الحرس الملكي من الملك فيصل الثاني ( القائد العام للقوات المسلحه..!! ) بأن يعطيه الاوامر بصد الهجوم واطلاق النار على الانقلابيين وكان رد الملك فيصل الثاني ( لااريد ان تسيل دماء العراقيين فيما بينهم بسببنا فأن كان الشعب العراقي فعلاً لايريدنا فليسمحو لنا بالخروج من البلد كما اتينا بدون اراقة تلك الدماء ) لم تجد تلك الكلمات الانسانيه الرائعه اي رد فقد كان هدف الانقلابيين هو قتل الملك والوصي والباشا ..( قد يحاول البعض التجميل وتبرئة قاسم وعارف من هذا الدم ويرمي اللوم على النقيب عبد الستار العبوسي وان فتح النار كان بتصرف شخصي منه ) هذا غير معقول فأغلب الاجتماعات كان هدفها ان يقتل هؤلاء الثلاثه الذين يعتبرون رأس الهرم للسلطه حتى في احدى الروايات يقال عند عودة عارف بعد انتهاء الانقلاب بأيام قالت له زوجته لماذا قتلتم ذلك الطفل البريء ( وتقصد الملك فيصل ) كان جوابه يجب ان نقطع رأس الافعى ..
من غير المعقول تبرئة زعامات تقوم بانقلاب عن مقتل رجال السلطه المنقلبين عليها !! ( على الاقل لو كان خطئ لحافظوا على جثثهم سالمه ودفنهم دون سحل وتمثيل باعضائهم وحرقهم )
بعد سيطرة الانقلابين على القصر وطلبو ان يخرج كل من في القصر من الملك والوصي ووالدته التي كانت تحمل المصحف الكريم فوق رأس فيصل الثاني وخروج الخدم والاميرات فتحت النار عليهم ليقتلوا كل من كان امامهم ولم ينجو سوى الاميرة هيام زوجة الوصي عبدالاله بعد ان اصيبت .. 
ذيع البيان رقم واحد في الاذاعه بصوت عبد السلام عارف اضافة الى الاغاني الحماسيه ودعوة الشارع لانجاح ذلك الانقلاب وجائزة قيمه لمن يدلي على مكان الباشا نوري السعيد الذي كان بنظرهم هو على رأس الطغمة الفاسدة في حينها اعلن بيان يفيد بان "المجرم الوصي عبد الاله قد قتل وان جثته سحلت في شوارع بغداد ثم علقت على عمود كهرباء قرب مدخل وزارة الدفاع" !!
اختفى نوري السعيد ولم يصدق بأن ( كرومي كما كان يسميه ) هو احد قادة الانقلاب اختلفت الروايات في مقتل نوري السعيد فبعد هروبه اخبر الناس عن هويته طمعاً بالمبلغ المقدم من قبل الانقلابيين واجتمع الناس عليه متنكراً بعد ان أرسل عبد الكريم قاسم على جناح السرعة وصفي طاهر المرافق السابق لنوري السعيد على رأس مفرزة من الشرطة حتى لايلتبس على الآخرين هوية الباشا. لمح نوري السعيد سيارة الشرطة، ينزل منها وصفي طاهر شخصيا للبحث عنه اتضح له بأنه جاء للقبض عليه. فأخرج نوري السعيد مسدسه من جيبه وافرغ ما فيه بجسمه. ولما وصل وصفي طاهر الى مكان الحادث .كان نوري على وشك أن يلفظ أنفاسه الأخيرة استنجد بعض المحبين للباشا بوصفي ممن كان عندهم الباشا لكن لم يعلمو ان وصفي جاء للقبض على الباشا فقتل امرأه منهم.. لما أحس وصفي بأن أنفاس نوري لم تتوقف تماما أخرج رشاشه ودك جسم نوري في رمقه الأخير.
بعد أن أجهز وصفي طاهر على نوري ، أخذ الجثة الى وزارة الدفاع وأمر بدفنه ولكن نبش القبر في اليوم التالي ، وأخذت تسحل الجثة في شوارع بغداد الى أن أوصلتها الى منطقة الوزيرية بجوار السفارة المصرية. ولما وصلت الجثة الى ساحة الميدان أراد قائد الشرطة أن تسحق الجثة قبل إشعالها فأمر سائق الدبابة بسحقها.. ولما تردد الرجل في التنفيذ هدده بالمسدس فرضخ للأمر وحرك الدبابة، ولكن عندما ضغطت العجلات على القسم الأسفل من الجثة انتصب القسم الأعلى فجأةً بشكل مرعب. أما الجثة فقد تم حرقها فيما بعد، وعندما تفتت وخمدت النار جمع أحد المارة ما تبقى من الأشلاء في كيس وحملها الى الكاظمية حيث دفنها الى جانب مقبرة السيد حسين يونس. (وهذا ماذكر في اضبارته في الاستخبارات العسكريه وكما رواها السيد عبدالهادي الجلبي)


في حين جثه الوصي المعلقه وصلت البشاعه بأن ( من الصعب ذكر ماحصل من تشبيه لكن الاغلب يعرف ماحصل )
لم تنتهي الجريمه الى هنا يذكر بعد ان نبش قبر الباشا اخذ الانقلابيون احد اصابعه الى القاهرة ليهدى الى الرئيس جمال عبد الناصر تشفيا ,,,الذي امر بدفن الاصبع في مقابر القاهرة وهذا ماذكرة محمد حسنين هيكل في كتابه (عبد الناصر والعالم)ص114 كما اخذت احد اصابع عبد الاله لتهدى الى عقيد في الجيش السوري الذي احتفظ بها في زجاجة مملؤة بالسبرتو وقد شاهدها السياسي طالب مشتاق سفير العراق في تركيا وقد وردت في مذكراته ( اوراق أيامي) ص575 
بعد كل هذا الاجرام يبدأ العراق عهد مع الدم والدمار والانقلابات ولتتفجر رائحه الدماء والاعدامات والمحاكمات الكيديه وتصفيه الحسابات علماً ان الذين اعدموا طيلة فترة العهد الملكي لايتجاوزون عدد الاصابع ولم يثر جدل سوى على الضباط الاربعه في انقلاب رشيد عالي عام 1941 ..لينقلب الانقلابيون على انفسهم وتبدأ الخصومه بين قاسم وعارف ويطارد بعضهم بعض وتبدأ اللجان الشعبيه بحكم الشارع وانتشارها لارهاب الناس والقضاء على ثورة الشواف ومجازر الموصل وكركوك والاعدامات تزداد في محكمة المهداوي وووالخ..
لايوجد عهد لايحمل السلبيات لكن من المستحيل ان تحصل على حكومات دستورية وقانونيه ورجال سبقوا حتى رجال اوربا بالديمقراطيه ونكران الذات من شخصيات كان لهم الفضل بتأسيس الدولة العراقيه من العدم,, كان نوري السعيد يشتم في الشوارع ويبتسم وكانت اوربا يحكمها ستالين وهتلر الذين قضوا بحروبهم على عشرات الملايين من البشر...
اعتلى العسكريون السلطه ليأسسوا جمهورية الدم والانقلابات والمؤامرات الى ان اعتلى البعث الاجرامي السلطه بنفس الطريقه ليدمرو بلد بأكمله بسبب حماقات القبليين والعسكرين السذج الذين لايفقهون بالسياسه سوى لغة الدم والقتل ( ونشر ثقافة الرعاع والكراهيه والتفاخر بها بين ابناء الشعب ) والى يومنا هذا لم ترتوي ارض العراق من الدم ومازال العراق ينزف دماً بسبب تلك الحكومات ..!!


كاتب المقال مؤسس صفحه الباشا/ مناف محمد

qusaytariq

QUSAY TARIQ ART ORGANIZATION organization art and literature policy_ مُؤَسّسَة قصي طارق للفن والادب السياسي http://i.imgur.com/x4gSBqC.jpg

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 76 مشاهدة
نشرت فى 14 يوليو 2015 بواسطة qusaytariq

qusay tariq

qusaytariq
»

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

62,729