البارحة وانا ابحث على المواقع الفنية لاحظت مجموعه من الاعمال الفنية ذات الخصوصية عراقية تميل الى اعمال الفنانة الراحلة ليلى العطار والذي فاجئني ان الفنانة التي تقف الى جانب اللوحات تشبه ليلى العطار فاعتقدت انها صور قديمة للسيدة ليلى العطار في مراحلها الاولى قبل ان تتخصص بالتقنية التي صارت اسلوبها في ما بعد , وبعد ان تتبعت الموضوع وحشرت انفي لأرى ما القصة ؟ فانا من المهوسين بالقصة الخيالية التي سمها الزمن ليلى العطار , وجدت انها زينب ابنت الراحلة ليلى العطار الكبيرة , احد الناجين من جحيم الموت المرعب وهي ذات كارزمة عراقية شرقية وحزن عراقي متأصل في العينين , وهي ترسم غابات تجريدية سمراء داكنة تتكلم عن قضية خاصة في داخل الفنان شارحه قضايا داخلية بحتة لا يمكن لشخص التدخل بها , ويبدوا انها كما ورثت العيون العطارية ورثت فن الرسم الرائع رغم انها لم تدرس الرسم , وبعد اتصالي بها لكوني اول المكتشفين لهذه الصرح الفني الخجول فعرفت انها من زملاء علاء بشير فهي ليست فنانة بالأصل بال بالوراثة الجينية البحتة, فهي خريجة الطب البيطري و من الاوائل على العراق ولديها شهادات اخرى وهي الدكتوراه في customer processes in the data network عمليات العملاء في شبكة الانترنيت
وقد قالت لي : ((بالنسبة للمعرض فهو كان خطوه لتقديم تطوري الفني عبر ٣ سنوات لان كنت تاركه الرسم فتره طويله )).
وأنا اليوم اتطلع واتمعن الى أعمال الفنانة التشكيلة المعاصرة زينب العطار فتشكلت لوحاتها في ذهني بتعابير لونية حزينة وجارحه وحشية وصارخه فيها الصرخة والعتمة والشجن وموت اللون، رسمت برؤيا خاصة وطرحت انسان خاصة من خلال تكويناتها اللونية الداكنة في فضاءات مخيفة وحشية . تاركة محاكاة الواقع الى ما وراء المرئي والواقعي، التعبير بالرؤيا المجردة كان طرحها الفني ؛ فكانت الوانها المعتمة نساء غضبت عليهم الإلهة البشرية فحولتهم الى اشجار عتيقة أشبه بالظلال وسحاب ومتلاشيات لونية وبث حزن فني اشبه بحفلات النساء الحزينة في العراق(القراية) حيث تكون الملابس سوداء والافكار سوداء والحياة سوداء ولا تسمع منها الا صرخات حزن من بعيد لتفجير تعبيرهم عن كل حزنهم الناتج عن الصدمة الواقعية من خلال التفجيرات اللونية والممتلئة بالحزن الذي كان طابعاً للوحاتها تعيدنا الى المرثيات في المدرسة التعبيرية التجريدية. هنا لا تكشف زينب العطار عن نفسها في تمثيل الأشخاص بل تواري الناس فيكونون نساء او اشباه نساء مخلوقات من تجريد ولاكن لم يبدين شيء فقط الحجاب لتفكر مليا بما وراء افكار هذه الجميلة التي تطرح كل هذه التساؤلات في بالك والافكار .. فجئه وبدون مناسبة تقتحم حياتك لتجعلك تفكر وتفكر وتفكر بكل هذا الضغط النفسي والكتم للقصص الذي ينفجر بشكل تجريدات لوني. انها تشبه طفل عطشان لايستطيع ان يقول لك اعطني ماء بل يصرخ لكي تفهمه , وبحسب الصحفية سحر البكر تقول :سألتها عن عنوان لوحاتها؟ او اي اسم أطلقت على معرضها الشخصي الاول ؟ فأشارت لإحدى لوحاتها وبصوتها الرقيق أجابت ( ليلى والسحاب).. هنا تشرح كثيرا هذه الحسناء العراقية القادمة من قصص الف ليلة وليلة العراقية قصة لطالما اخفها الزمان , ومن الغريب ان اقول لكم لكل شخص في العراق حسين ولكل زينب اكيد حسين , وزينبنا العطارية ليست بعيده عن الطف فهيه وليدة طف معاصر .
ولكن يبدو ان حسين لا يموت بل يتجدد وزينب لا تموت بل تتجدد وسميرميس تتجدد وعشتار تتجدد وتموز يتجدد .
اتخيل لها مستقبل عظيم في مجال الفن مع ان المثل الانكليزي يقول غبي من يتخيل مستقبل مرأة .