سبايا الخلافة انتهاك لحقوق الانسان
سَبَى: ( فعل )
سبَى يَسبِي ، اسْبِ ، سَبْيًا وسِباءً ، فهو سابٍ ، والمفعول مَسْبِيّ وسَبِيّ
سبَى عدوَّه : أسرَه
سَباه اللهُ وأبعده : دعاءٌ عليه ، أي لَعَنَه
سبَته المرأةُ : وقع في حبِّها ، أسَرَه جمالُها ?
سبى العقلَ أو القلبَ : فتنه
سَبَى الرَّجُلَ : غَرَّبَهُ ، أبْعَدَهُ
سَبَى الخَمْرَ : حَمَلَهَا مِنْ بَلَدٍ إلى بَلَدٍ
السبي هم الاسرى من االنساء و الاطفال حال الحرب, والسبي لا يكون إلا للمحاربين ومن معهم في دار الحرب من النساء والأطفال، أما غير المحاربين من غير المسلمين، فلا سبي عليهم.
وندخل الى اشهر و اول سبي معروف تاريخيا وهو السبي البابلي بعد ضعف الآشوريين ذهب البابليون من ناحية والمصريون من ناحية أخرى يتنازعون على سيادة أورشليم . في هذا الوقت أخذ نبي الله إرميا ينصح بني إسرائيل بالعودة إلى الحق، فأخبرهم أن الله سيسلط عليهم البابليون وحذرهم من مقاومتهم، لأنهم لن يستطيعوا رد ذلك. وبالفعل غزا البابليون الكلدانيين أورشليم ، فذاق أهلها الجوع والمرض. وقام ملك الكلداني نبوخذ نصر بنهب المدينة ودك سورها ودمر الهيكل الذي بناه سليمان وسبى شعبها إلى بابل فيما يسمى بالسبي البابلي وأصبحت كلمة بابل هي العليا في أورشليم التي كان يسميها الآشوريين (أورو- سالم) وأصبحت البلاد كلها مستعمرة بابلية تدفع الضرائب لبابل وتتكاتب.
وسبي الانسان من بيته وقتله لرائيه السياسي اصبح شعار المرحلة ونرجع الى اكبر قضايا اختلال حقوق الانسان و اليوم يقول المؤرخ ويل ديورانت مؤلف سلسلة قصة الحضارة، نقلاً عن الخطيب الروماني شيشرون أن الصلب يعتبر أقسى طرق الموت الرومانية وأكثرها ابتكارًا، فبعد أن يجلد المحكوم عليه يتحول إلى كتلة لحم متوهجة ثم يثبت على الصليب بمسامير في اليدين والرجلين ويترك على هذه الحالة حتى يموت؛ وربما تعّفن جسده أو قامت الحشرات والطيور بالاستيطان به، وقد كان الجنود عادة يقومون بتقديم الخل للمحكومين، و عندما قُدم الخل ليسوع، رفض أن يشربه،
وموت المصلوب يتم بسبب الاختناق، حيث وبنتيجة الضغط المستمر على الحجاب الحاجز وعظم الرجلين، يعجز الجسم عن تحمل هذا الضغط بعد فترة معينة، فيموت واختناقًا، وغالبًا ما كان الجند يكسرون ساقي المصلوبين للتسريع في عملية الموت.:آلام الجسد كانت تتمثل في الجلد والشوك والمسامير والصلب، وأيضًا في الضرب واللطم وحمل الصليب والوقوع تحته، ومشقته الطريق، والعطش الشديد وما إلي ذلك. ولكن كانت هناك آلام أخري، من نوع آخر، عبر عنها بقوله "نفسي حزينة جدًا حتى الموت) (اقرأ مقالًا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. آلام الحزن علي البشرية الساقطة،ولآلام التي صادفها من خيانة الناس وغدرهم وقسوتهم، وآلامه من جهة هذا الشعب المخدوع، الذي يهتف في جهل أصلبه أصلبه.. حقًا أنها لا يدرون ماذا يفعلون. وهناك أيضًا آلام المسيح من جهة تلاميذه الذين ملكهم الخوف والشك فهربوا واختبأوا، وترصد بها رؤساء اليهود ليفتكوا بهم..
كان في عادة الرومان أن يجلدوا المحكومين عليهم قبلاً، وبحسب مؤرخي ذلك الزمان فإن عملية الجلد تتم بتعرية القسم العلوي للشخص مع ربط يديه إلى عمود ثم جلده بسوط ثلاثي، وكثيرًا ما كان المحكومون يموتون خلال عملية الجلد نفسه. ولم يكتف الجند الرومان بجلده، بل جدلوا له تاجًا من شوك، وألبسوه رداء أرجوان كنوع من السخرية بوصفه ملكًا، كما أخذوا بلطمه.
وقد تبع يسوع حسب رواية إنجيل لوقا جمع كبير من الشعب والنساء كن يولون ويندبنه. فالتفت إليهن يسوع وقال: "يا بنات أورشليم لا تبكين علي بل ابكين على أنفسكن وأولادكنّ. و وصلوا إلى تلة تدعى "الجلجثة" ، وهناك صلبوه وبعد أن صلبوه تقاسم الجند ثيابه ، أما يسوع فكانت أولى كلماته على الصليب كما يدونها إنجيل لوقا: "يا أبت اغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون".[لوقا 23/34] وبحسب الأناجيل الإزائية فإن أغلب الجمع الحاضر والمارة أخذوا يشتمونه ويعيرونه .
ويذكر إنجيل يوحنا أن مريم العذراء وكذلك شقيقتها التي ينقل التقليد أنها سالومة ومريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية إضافة إلى يوحنا بن زبدي كانوا واقفين تحت صليب يسوع، وقد طلب يسوع من يوحنا أن يرعى والدته قائلاً له: هذه أمك. ومنذ ذلك الحين أخذها التلميذ إلى بيته.[يوحنا 19/27] وتذكرالأناجيل الإزائية صراحة وجود سالومة ومريم أم يعقوب
وبعد ثلاث ساعات من النزاع على الصليب، وفق الأنجيل، صرخ يسوع قائلاً: "يا أبت في يديك أستودع روحي".[لوقا 23/46] وهي آية مأخوذة من المزمور الخامس والثلاثين وحسب إنجيل يوحنا طلب يسوع قد أن يشرب، فلما ذاق الخل قال قد أكمل وذلك إتمامًا لنبؤة أخرى من المزمور الثاني والعشرين: في عطشي يسقونني خلاً. وعند ذلك: نكس رأسه وأسلم الروح.[يوحنا 19/30]
ونصل الى عذابات العذراء كانت عظيمة, وذلك لأنّها كانت تُحبّ يسوع محبّة طبيعيّة محبة الام ،إتحدت في قلب العذراء ،حتى تركتا قلبها كآتون نار بالمحبّة، فأحبّت ابنها . ومن هنا،نعلم أنّه لم يوجد وجع يوازي وجع العذراء. إنّ مريم شاهدت آلام يسوع بعينيها. نحن المؤمنون لا نتمالك من ضبط دموعنا عند نظرنا صورة آلام المسيح،فكم كانت هذه الصورة الحيّة الحسّية، التي وقعت تحت أنظار مريم، جديرة بأن تثير في قلبها الأحزان على من تحبّه أكثر من نفسها!
هذه الآلام كانت مطبوعة في ذاكرتها،حتى كان يمكنها أن تقول: “إنّ وجعي أمامي في كلّ حين”،ولكن هذه الآلام ازدادت شدّة، عندما إلتقت بإبنها على طريق الجلجلة. إنّ أحزان العذراء استمرّت لفترة أطول من أحزان يسوع، لأنّها كانت تتوجّع عليه وهو طفل، وبقي صوت سمعان الشيخ يذكّرها بالرمح الذي سيجوز في قلبها كلّ أيام حياتها. ولمّا فارق يسوع الحياة، ولم يعُد يتألّم، بقيت هي واقفة تحت الصليب تتألّم عنه. وقد اشارت العذراء إلى القدّيسة بريجيتا، قائلة: “عندما خرجت الحربة من قلب ابني، شاهدتها مصبوغة بالدّم! وإذ شاهدت قلب ابني مُنشقّاً، شعرت كأنّ قلبي قد تشقّق”! هذه هي الآلام العظيمة التي احتملتها مريم، فكانت سبباً لإزدياد آلام يسوع,
ونصل الى مرحلة حديثه منذ اكثر من الف سنة ذكر الطبري في تاريخه أن عبيد الله أمر بنساء الحسين (عليه السلام) وصبيانه فجِّهزن وأمر بعلي بن الحسين (عليه السلام) فغُلَّ بغلٍّ إلى عنقه ثم سرَّح بهم مع محفِّز بن ثعلبة العائذي ومع شمر بن ذي الجوشن فانطلقا بهم حتى قدموا على يزيد...) وقد مر السبايا بعدة بلدان منهم تشمت بهم ومنهم من تألم وبكى قال المحدث القمي في نفس المهوم: في أول صفر أدخل رأس الحسين (عليه السلام) إلى دمشق وهو عيد عند بني أمية.
وقال البهائي في الكامل: أوقفوا أهل البيت على باب الشام ثلاثة أيام، حتى يزينوا البلد فزينوها بكل حلي وزينة، ثم استقبلهم أهل الشام من الرجال والنساء مع الدفوف، وخرج أمراء الناس مع الطبول والصنوج والبوقات، فلما ارتفع النهار أدخلوا الرؤوس إلى البلد ومن ورائها الحرم الأسارى من أهل البيت.
قال سهل بن سعد الساعدي: رأيت الرؤوس على الرماح ويقدمهم رأس العباس بن علي (عليه السلام) فنظرت كأنه يضحك ورأس الإمام كان وراء الرؤوس أمام المخدرات، وللرأس مهابة عظيمة، ويشرق منه النور، بلحية مدورة قد خالطها الشيب، والريح تلعب بلحيته الشريفة يمينا وشمالا كأنه أمير المؤمنين.
رأسُ ابن بنت محمدٍ ووصيه للناظرين على قناة يُرفَـعُ
والمسلمون بمسمعٍ وبمنظر لا منكرٌ منهم ولا متفجِّعُ
وأكثر من ذلك ما قاله أبو مخنف عن سهل أن عجوزا قامت إلى رأس الحسين (عليه السلام) وبيدها حجر ضربت به وجه الحسين (عليه السلام) فأدمته وسال الدم على شيبته، فالتفتت أم كلثوم إلى الرأس الشريف فرأت الدم سائلا على وجهه وشيبته، فلطمت وجهها. ونادت وا غوثاه، وا مصيبتاه، وا محممدا، وا علياه، وا حسناه، وا حسيناه، ثم غشي عليها.
قال المجلسي في البحار عن سهل بن سعد الساعدي قال: خرجت إلى بيت المقدس حتى توسطت الشام، فإذا أنا بمدينة مطردة الأنهار كثيرة الأشجار، وقد علقوا الستور والحجب والديباج وهم فرحون مستبشرون، وعندهم نساء يلعبن بالدفوف والطبول، فقلت في نفسي لا نرى لأهل الشام عيدا لا نعرفه نحن، فرأيت قوما يتحدثون، فقلت: أنا سهل بن سعد قد رأيت محمد (صلى الله عليه وآله). قالوا: يا سهل أما أعجبك السماء لا تمطر دما والأرض لا تخسف بأهلها. قلت: ولم ذلك؟ قالوا: هذا راس الحسين عترة محمد (صلى الله عليه وآله) يهدى من أرض العراق. فقلت: وا عجباه يهدى رأس الحسين والناس يفرحون، قلت: من أي باب يدخلون؟ فأشاروا إلى باب يقال له: باب الساعات.
قال: فبينما أنا كذلك إذ الرايات يتلو بعضها بعضا، فإذا نحن بفارس بيده لواء منزوع السنان، عليه رأس أشبه الناس وجها برسول الله (صلى الله عليه وآله)، ورأيت من ورائه نسوة على جمال بغير وطاء فدنوت من أولاهن: فقلت: يا جارية من أنت؟ فقالت: أنا سكينة بنت الحسين (عليه السلام). فقلت لها: ألك حاجة إليَّ؟ أنا سهل بن سعد، ممن رأى جدك وسمع حديثه، قالت: يا سهل قل لصاحب هذا الرأس أن يقدم الرأس أمامنا حتى يشتغل الناس إليه، ولا ينظروا إلى حرم رسول الله، قال سهل: فدنوت من صاحب الراس فقلت له: هل لك أن تقضي حاجتي وتأخذ مني أربعمائة دينار؟ قال: وما هي؟ قلت تقدم الرأس أمام الحرم، ففعل، فدفعت إليه ما وعدته.
وقال سهل: وأقبلت جارية على بعير مهزول بغير وطاء ولا غطاء وهي تنادي: وا محمداه، وا جداه، وا علياه، وا أبتاه، وا حسناه، وا حسيناه، وا عقيلاه، وا عباساه، وا بعد سفراه، وا سوء صباحاه .
قال سهل بن سعد الساعدي: أقبلت على علي بن الحسين (عليه السلام) وقلت له: مولاي هل لك من حاجة؟ فقال لي: هل عندك من الدراهم شيء؟ فقلت: ألف دينار وألف وَرقة. فقال: خذ منها شيئا وادفعه إلى حامل الرأس وأمره أن يبعده عن النساء، قال سهل، ففعلت ذلك ورجعت إليه وقلت له: مولاي فعلت الذي أمرتني، هل من حاجة أخرى؟ قال: يا سهل هل عندك ثوب عتيق؟ قلت: سيدي ما تصنع به، (أنتم تهدون إلى الناس الثياب الثمينة وتسألني ثوبا بالي)؟ قال: يا سهل لأضع تحت الجامعة فإنها أكلت عنقي. قال سهل: فناولته الثوب، فلما رفع الجامعة سالت الدماء من تحتها وكان الإمام (عليه السلام) ينشد هذه الأبيات:
أقاد أسيرا في دمشـق كأننـي من الزنج عبد غاب عنه نصيـرُ
وجدي رسول الله في كل مشهدٍ وشيخي أمير المؤمنيـن وزيـر
فياليت أمي لم تلدني ولم يكـن يزيدٌ يراني فـي البـلاد أسيـر
سهل و دخول السبايا إلى الشام:
قال سهل بن سعد الساعدي دخول السبايا إلى الشام ومعها رؤوس الشهداء : وكان معي رفيق نصراني يريد لبيت المقدس وهو متقلد بسيف تحت ثيابه فكشف الله تعالى عن بصره فسمع رأس الحسين (عليه السلام) وهو يقرأ القرآن ويقول: (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون) فادركته السعادة، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمد عبده ورسوله، ثم انتضى سيفه وحمل به على القوم وهو يبكي فجعل يضرب فيهم فقتل منهم جماعة كثيرة فتكاثروا عليه فقتلوه، رحمه الله.
فقالت أم كلثوم: ما هذه الصيحة؟ فحكيتُ لها بالحكاية، فقالت، وا عجباه النصارى يحتشمون لدين الإسلام وأمة محمد الذين يزعمون أنهم على دين محمد يقتلون أولاده ويسبون حريمه؟
قال الراوي: ثم أشرفت تسع عشرة راية حمراء وأشرفت السبايا مهتكات بلا وطاء ولا غطاء ثم أقبل رأس العباس بن علي يحمله ثعلبة بن مرة الكلبي وهو بيده على رمح طويل وهو ينشد ويقول:
فقالت أم كلثوم ويلك أتفتخر بقتل آل بيت محمد ثم أقبلت بقية الرؤوس ثم أقبل رأس الحسين (عليه السلام) وهو أشبه الخلق برسول الله (صلى الله عليه وآله) يحمله حواش بن خولي بن يزيد الأصبحي.
أكد عدد من الأكاديميين الشرعيين أن إجماعاً واسعاً بين علماء المسلمين انتهى إلى أن «الرق» في العصر الحديث أصبح مُلغى وغير شرعي.
ناهيك عن أن الإسلام منذ أيامه الأولى قنّن مفهوم السبي، واعتبره وسيلة لا غاية، ورأى بعضهم أن إنزال تطبيقات القرون الأولى على العصر الحالي يتنافى مع روح الشريعة،
الرق حرام حتى قيام الساعة
الواضح أن التسجيل سابق لظهور دولة «داعش»، إلا أن تزامن انتشاره مع ما يتردد من سبي رجال داعش نساء الإيزيديات أسهم في إثارة الجدل وانتشاره، على رغم تحفظ خليفة داعش على الأمر وعدم إبداء رأيه تجاهه.
اللافت أن طرح الفوزان لا يجد ترحيباً عند المتطرفين، على رغم أن رأيه في السبي ربما يوافق مزاجهم العام، في حين أن سيد قطب (المرحب بأطروحاته عند المتطرفين) حرم الرق!
دخول عضو مجلس الشورى الدكتور عيسى الغيث على الخط خفف من حدة الحنق العراقي، على رأي الفوزان، إذ أكد الغيث أن «السبي والرق والعبودية كلها عندي اليوم محرمة حتى قيام الساعة، رضي من رضي وغضب من غضب، والإسلام جاء بحفظ الأعراض لكل البشر».
وأضاف: «من أجاز اليوم السبي والرق فلا يلومن غير المسلمين حينما يسبون أمه وزوجته وأخته وبنته ويبيعونهن في سوق الرقيق، وحينها سنعرف حقاً رأيه الشرعي». الباحث في قضايا الفكر سلطان العامر تناول مفهوم الرق والسبي سابقاً في ورقة له، وأوضح أن المبدأ الأساسي الذي يحكم تعامل الإسلام مع كل التعاملات البشرية هو العدل ورفع الظلم. وأمام ظاهرة الرق قام الإسلام بإعادة الاعتبار لشخصية العبد القانونية المنبثقة من المساواة الأصلية، (أنتم بنو آدم وآدم من تراب)، فجعله مكلفاً وفي غالب الحالات التي تم فيها التفريق بين الحر والعبد في الأحكام كان التفريق لمصلحة العبد، كتخفيف عقوبة الزنا عليه من 100 جلدة إلى 50 (فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب).
وأكد أن الإسلام ألغى حال الاسترقاق الأبدي، وذلك بإلغاء مصادر الرق السابقة كلها، إذ لا توجد في الإسلام أي كفارة أو عقوبة تحول شخصاً حراً إلى عبد، بل العكس هو الموجود فالكفارات والعقوبات تكون عادة بإعتاق العبيد، لا استرقاق الأحرار. كما أن ابن الحر يكون حراً حتى لو كانت أمه أمة، وقام بتحريم خطف الناس وبيعهم عبيداً. في البخاري قال الرسول: «ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة… ورجل باع حراً فأكل ثمنه..». (البخاري، كتاب البيوع، باب إثم من باع حراً). ونوه العامر إلى تحريم الاسترقاق من الحرب. «وهذه هي التعليمات التي أوصى الله بها المؤمنين عند قتالهم للكفار، يقول تعالى: (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها). وهذا يعني الآتي: أن على المؤمنين قتال الكفار حتى ينتصروا عليهم، وبعد النصر فهناك طريقين للتعامل مع الأسرى: ١- إما المن، أي إطلاق سراحهم بلا مقابل. ٢- أو الفداء. والفداء هنا يتضمن إما مقايضتهم بأسرى مسلمين أو طلب أموال منهم يشترون حريتهم بها، فمن يملك مالاً يشتري حريته بها، ومن لا يملك مالاً عليه أن يعمل لدى المنتصر حتى يستطيع أن يجمع المال اللازم ليحرر نفسه، فلا وجود هنا لاسترقاق أبدي ونهائي.
مركز الفتوى هو الآخر تناول مفهوم الرق في إجابة له عبر أحد الأسئلة وقال: «الإسلام لم يأت لتعبيد الناس، وإنما جاء لتحريرهم كما قال ربعي بن عامر - رضي الله عنه - لرستم: «إننا أمة ابتعثنا الله لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ظلم الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة». وجاء الإسلام والرق واقع يحجاه الناس قبل ظهور الإسلام بأزمنة طويلة وقرون مديدة، ورغب في التحرير تطوعاً، كما شرعه كفارة لأمور عدة، ومنع جميع أسباب الاسترقاق ولم يبق منها إلا ما كان في الحرب.
قال عضو مجمع الفقه الدولي البروفيسور حسن سفر لـ«الحياة» إن الواقع والنظرة الاستقرائية تؤكد التعامل الإنساني للدين الإسلامي مع المسلم وغير المسلم، وأكد أن الإسلام تعامل مع سبايا الحرب بالاحترام وأعطاهم الكرامة الإنسانية. ورأى أن إنزال مفهوم السبي على الواقع الحالي يتعارض مع روح الشريعة الإسلامية وإجماع فقهاء الأمة، الذين أجمعوا على إلغائه.
وأوضح أن السبايا يأتون من حرب مشروعة، إذا كان فيها تعد على الحقوق والممتلكات وحرمات المسلمين، وشدد على أن الإسلام نظم الحروب. وأضاف: «القوانين الدولية تتفق مع روح الشريعة»،
ونصل الى السبي ما بعد الحديث حيث تتحول كلمة انتهاك داعر الى كلمة رقيق , تقول شابه أيزيدية كانت مختطفة لدى تنظيم "الدولة الإسلامية" وتمكنت من الهرب، إن التنظيم أجبر فتيات على التبرع بالدم للجرحى من مقاتلي "داعش" (تنظيم الدولة الإسلامية).
وتصف أخرى ما حدث معها خلال فترة اختطافها: "كانت مشاهدة النساء والفتيات وهن يؤخذن كغنائم حرب مؤلمة جدا. وكان كل من مقاتلي الدولة الإسلامية يقبض على يد فتاة أيزيدية ويأخذها لنفسه. لقد كان الموقف أصعب من مواجهة الموت".
في التحقيق الوثائقي الذي أنتجته بي بي سي العربية بعنوان "سبايا الخلافة"، تروي نساء إيزيديات كن مختطفات لدى تنظيم "الدولة الإسلامية" تجاربهن أيام الاختطاف.
وكان مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" قد سيطروا على مدينة سنجار في شمال العراق والقرى المحيطة بها في أغسطس/ آب عام 2014، مما أدى إلى فرار الآلاف من الأيزيديين خوفا على حياتهم، بينما اختطفت المئات من نسائهم.
ويعتبر التنظيم الأسيرات الأيزيديات من "غنائم الحرب"، كما تجيز وثيقة صادرة عن دائرة البحوث والفتوى التابعة للتنظيم شراء أو بيع أو إعطاء النساء كهدايا.
في الفيلم الوثائقي، يسافر الصحافي نامق خوشناو إلى كردستان في شمال العراق لمرافقة الناشطة الأيزيدية نارين شمو ويتابع لقاءها بأربع نساء كن مختطفات.
وكانت نارين قد استقالت من عملها كصحفية في يوم الاستيلاء على مدينة سنجار، وهي تعمل اليوم بلا كلل لمعرفة مكان الأيزيديات المحتجزات لدى التنظيم والتفاوض على إعادتهن، بينما تبقى على اتصال مع من تمكنّ من الاحتفاظ بهواتفهن المحمولة.
"فصلوا النساء عن الرجال وأمروا الرجال بالاستلقاء ووجوههم على الأرض. لم أستطع النظر إليهم لمعرفة إن كانوا قد قتلوا أم لا، لكنني سمعت أصوات طلقات نارية... لا يمكن لي أبدا أن أنسى اللحظة التي فصلوا فيها الرجال عن النساء". هكذا تروي الفتاة الأيزيدية، هامشي ( 19 عاما)، كيف أطلق مسلحو التنظيم الرصاص على زوجها ووالده وشقيقه.
تمكنت هامشي من الهرب من أيدي أعضاء التنظيم، وتصف طريقة هربها: "في إحدى الليالي كان طفلي يبكي من العطش. طرقت الباب لكنهم لم يفتحوا لنا. كسرت الباب ورأيت الحراس نائمين في الخارج. أخذت قنينة ماء، وهربت مع طفلي ومشيت لأربع ساعات. صادفني رجل عربي وسألني: هل أنت أيزيدية؟ قلت نعم. قال: تعالي إلى بيتي، سأجد طريقة لمساعدتك. وبقيت ثلاثة أيام، ثم نقلت بالسيارة إلى نقطة تفتيش تابعة للبيشمركة، حيث بقيت سبع ساعات حتى جاء شقيقي".
كانت الناشطة نارين تحاول باستمرار الاتصال بالنساء اللاتي احتفظن بهواتفهن النقالة بعد وقوعهن في قبضة التنظيم، ولكن اتصالاتها بهن كانت تنتهي منذ بدايتها أحيانا عندما يرد أحد مقاتلي التنظيم على الهاتف.
المصادر:
معنى سبى في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي
http://www.bbc.co.uk/arabic/tvandradio/2015/01/150112_bbc_documentary_yazidi_women
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B5%D9%84%D8%A8_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD
http://encyc.reefnet.gov.sy/?page=entry&id=247536
http://alhayat.com/Articles/4242129/%D9%86%D9%83%D8%A8%D8%A9--%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%8A%D8%B2%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA--%D8%AA%D8%B9%D9%8A%D8%AF--%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D9%8A--%D9%84%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%AC%D9%87%D8%A9---%D9%88%D9%81%D9%82%D9%87%D8%A7%D8%A1-%D9%8A%D8%B1%D9%88%D9%86%D9%87-%D8%A7%D9%84%D8%A2%D9%86--%D9%85%D9%86%D9%83%D8%B1%D8%A7%D9%8B-%D9%88%D9%81%D8%AD%D8%B4%D8%A7%D8%A1-.aspx
http://www.imamhussain.org/Sabaya/30vie.html
1. ^ التفسير التطبيقي للعهد الجديد، مرجع سابق، ص.377
2. ^ التفسير التطبيقي للعهد الجديد، مرجع سابق، ص.187
3. ^ قصة الحضارة، ويل ديورانت، ص. 3931 وما يتلوها.
4. ^ التفسير التطبيقي للعهد الجديد، مرجع سابق، ص.109-110
5. ^ سفر أشعياء 53/4-12 كتب سفر أشعياء في القرن السادس قبل الميلاد. وقد أثبتت مخطوطات وادي قمران، التي تعود للقرن الأول، ثبوت هذا النص.
6. ^ التفسير التطبيقي للعهد الجديد، مرجع سابق، ص.110
7. ^ شواهد الكتاب المقدس|متى|27/54
8. ^ التفسير التطبيقي للعهد الجديد، مرجع سابق، ص.381
9.
http://catholicchurch-eg.com/%D8%AC%D8%B2%D8%A1-%D9%85%D9%86-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A3%D8%AD%D8%B2%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D8%B3%D8%A9-%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B0%D8%B1%D8%A7%D8%A1
/