يختلف كثيراً السمات الداخلية للابناء خصوصاً الاطفال وبالتأكيد بيكون هناك
اختلاف من حيث مسألة التعامل!
فليست كل قضية يعاني منه الطفل سيكون الآمر سهلاً في حلها ..
بل احياناً يكون الآثر السلبي بداخله هو مايحتاج للحل! ..
وسنسرد هنا بعض من القضايا التي قد تواجه الاطفال على وجه الخصوص ..
ونتمنى ان نوّفق وتكون الحلول شاملة وقادرة على الوقاية والعلاج بعد المشكلة
وانشاء شخصية قد لاتتعرض لنفس القضايا مرة اخرى!
فالأطفال .. تصنعهم التربية .. وتخلق افكارهم ودواخلهم تلك التربية ..
وتكّون نموذج لاشخاص سيكبرون غداً على آثر تلك التربية..
هم احياناً كلوحة تشكيلية تحتاج الاتقان في انتقاء الالوان والتأني وعدم التعجل
والضبط وعدم الاهمال او الاستهتار ..
ونبدأ بجولة سريعة .. على بعض من تلك القضايا التي يخوضها الأطفال::
قضية التحرش والاغتصاب:
|| التحرش والاغتصاب: هو تعرض الطفل لاعتداء جسدي ولفظي بقصد
استغلاله لهدف جنسي ||
تبدأ المشكلة دائماً من :
1 - خلال اهمال الآهل لمتطلباته واحتياجاته مما يؤدي ذلك لان ينزل للشارع
ليجد من يشاركه اهدافه ..
واحياناً الاهمال في الجانب العاطفي او المادي يجعل المتحرش يستغله من خلال
اعطاءه هدية او مال او اهتمام عاطفي ..
2 - ضعف المراقبة وترك ارتياده للشارع او يذهب مع اشخاص غرباء او جلوسه
مع من هو اكبر منه ..
مما يفتح لذلك مجال ان يكون ضعف المراقبة سبباً بتعرض الطفل للتحرش لغياب
الرقيب الذي ينبهه ويساعده او يحميه بشكل عام!
3 - اسلوب القسوة في التعاطي معه .. يجعل من الطفل ساكتاً عن اي قضية تحرش
او استغلال لطفولته فهو قد مر بمشكلة سابقة ولنقول " سرق " وعندما اخبر
بأهله عاقبوه هو عندما سيتعرض مثلاً لـ " الاغتصاب " سيظن انهم سيعاقبونه ..
وتكون الحلول من خلال :
1- الموازنة في الاهتمام بالطفل دون تشديد عليه ودون ان يكون في الآمر
زيادة عن المأمول!
2 - الاهتمام بالاصغاء له ولمشاكله ومساعدته على حلها ..
3 - التوجيه العام لافراد الاسرة على عدم خروجه او ركوبه او جلوسه
الا مع واحد منهم ..
4 - لو تعرض الطفل للتحرش الجسدي فان ذلك يلزمه احياناً مراجعة طبيب
عام لفحصه اضافة لاخصائي نفسي ..
5 - بعد ذلك وبعد تلك الجلسات نبدأ ان نحافظ على اسس التربية لا ان نشدد
بعدما اهملنا سابقاً
ولا ندلع بعدما قسينا عليه سابقاً .. فاسلوب التوازن مهم بعد كل مشكلة ..
والنقيض يحتمل المشكلة الكبرى التي تواجه بعض سلوكيات الاطفال!
:
وايضاً قضية التلفظ بألفاظ سيئة ونابية :
|| وهي ان تكون كلمات او بعض تصرفات الطفل تكون سيئة من الناحية الاخلاقية
او من الناحية الدينية او خارج نطاق العادات الاجتماعية ||
تبدأ المشكلة من :
1- اصدقاءه واقاربه الغير مناسبين الذي يعلمونه على تلك التصرفات وتلك الكلمات
مما يجعله ينشئ على بداية سلبية!
2- قلة الملاحظة والاهتمام في من يجلس معهم او من خلال اوقات جلوسه
مع اسرته في المنزل !..
والحلول تكون من خلال :
1 - وضع حدود للثواب والعقاب .. بأن تركه لتلك الكلمة ولذلك الترصف سيكفل
له هدية قيمة ..
واستمراره على تلك الآمور سيجعله معرضاً للحرمان من اشياء قيمة اضافة
لتهديده بعدم جلوسه مع اصدقاءه المفضلين او مثلاً عدم مشاهدته للتلفاز ..
مشكلة الكذب المتواصل :
|| وهو ان يكذب على آمر ما ويخبئه ولا يصرح فيه واحياناً يكون في الاشياء
الصغيرة كتأليف قصص كاذبة واحياناً تكون بالغة الخطورة بأن تكون على امور هامة ||
المشكلة تبدأ من :
1-افتقار الطفل لوجود القدوة الحسنة في بيئته التي يعيش فيها فمشاهدة الصغير
للكبار عندما يمارسون اسلوب الكذب في حياتهم اليومية له اكبر الاثر في حذو الصغير
لهذا السلوك فمثلا عندما يتصل شخص بالهاتف يطلب الاب يبادر الاب بقوله للصغير :
انه غيرموجود ...
2-انفصال الوالدين ومكوث الطفل مع الزوجة الجديدة فيتخذ الكذب كوسيلة
لتسهيل اموره!
3-القسوة في التعامل مع الطفل عندما يعمل خطأ فيلجا الطفل للكذب ليحمي
نفسه من العقاب..!
4-التفرقة في المعاملة بين الابناء يدفع الطفل للكذب على اخيه لغيرته الشديدة
منه وحبا للأنتقام ..
والحلول تكون من خلال :
1ـ ان يكون المربي قدوة حسنة وجيدة للطفل ..
2ـ تعويد الطفل على المصارحة وان لايخاف مهما أخطأ لأن الطفل يندفع للكذب
في بعض الاحيان خوفا من الضرب والعقاب ..
3ـ تجنب عقابه فالعقاب اسلوب غيرمجدي ووسيلة مضلله لتعديل سلوك الكذب ..
5ـ الواجب .. ان نزرع في الطفل المفاهيم الاخلاقية والدينية وان نوضحها له.
6ـ مناقشة معه السبب الذي دعاه للكذب واخبره بأنه ان اعترف بخطأه لن يعاقب..
والاصغاء له على مبدأ ذلك !
7- الابتعاد عن تحقيره والسخرية او التشهير به امام اخوته منه لأن ذلك
يخفض من مفهوم ذاته وبالتالي قد يلجأ للكذب لأخفاء مواطن الضعف في شخصيته امامك ..
9ـ قديكون طفلك لايكذب بل يتخيل وتتوقع انت انه يكذب فوضح له الفرق بين الاثنين ..
مشاكل التعلق العاطفي :
|| وهو ان يتعلق الطفل بشخص ما وغالباً يكون بخادمة المنزل مثلاً
او بالحاضنة المشرفة عليه ومما يجعله يبتعد عن اهله ويقترب اكثر واكثر من الطرف المتعلق به ||
تبدأ المشكلة من :
1 - جلوس الطفل مع الطرف المتعلق فيه بشكل ليس بالهين مما يجعل الطفل
يتواصل معه اكثر !
والتواصل عند الاطفال كل مازاد كل مازاد معه التعلق ..
فالتعلق لديه يبدأ من التواصل ..
2 - غياب اهله عنه سواء من خلال الجلوس او من خلال الاهتمام العاطفي المفقود ..
يبدأ الحل من خلال :
1 - ان يعوّض الطفل مايحتاجه من اهتمام ورعاية وتقويم وتواصل مستمر
لفترة كافية تجعله يقترب مرة اخرى لآسرته ..
2 - عند ملاحظة ان الطرف المتعلق به الطفل زاد التعلق .. فأنه ينصح ان يغُير
او يُبعد حتى لا يوّلد داخل الطفل تلك الشخصية مما يجعله احياناً راسخ بداخله
وقدوة له على تصرفاته ..
3 - عدم اتاحة الفرصة للطرف الآخر من خادمة او حاضنة الجلوس
معه اكثر من جلوسه مع آسرته ..
مشاكل العدوانية والانانية :
|| وهي ان يهدف الى تحقيق رغبة صاحبه في السيطرة وايذاء الغير او الذات
تعويضا عن الحرمان او بسبب التثبيط ويعد استجابة طبيعية للاحباط وهو متعلم اومكتسب ||
تبدأ المشكلة من :
1-رغبة الطفل في التخلص من السلطة ومن ضغوط الكبار التي تحول دون تحقيق رغباته .
2-الشعورالحرمان فيكون الطفل عدواني انعكاسا للحرمان الذي يشعر به فتكون
عدوانيته كأستجابة للتوتر الناشئ عن استمرار حاجة عضوية غير مشبعة
او عندما يحال بينما يرغب الطفل او التضييق عليه ..
او نتيجة هجوم مصدر خارجي يسبب له الشعور بالألم. اوعندما يشعر
بحرمانه من الحب والتقدير رغم جهوده المضنية لكسب ذلك فيتحول سلوكه الى عدوان ..
3-الشعور بالفشل :احيانا يفشل الطفل في تحقيق هدفه اكثر من مره مثلا عندما
لاينجح في لعبه يوجه عدوانيته اليها بكسرها او برميها .
4-التدليل المفرط والحماية الزائدة للطفل فالطفل المدلل تظهر لديه المشاعر
العدوانية اكثر من غيره ، فالطفل عندها لايعرف الا الطاعة لأوامره ولايتحمل
الحرمان فيتحول سلوكه الى عدوان..
5-شعور الطفل بعدم الأمان وعدم الثقة او الشعور بالنبذ والاهانة والتوبيخ
6-شعور الطفل بالغضب فيعبر عن ذلك الشعور بالعدوان ..
7-وسائل الإعلام المختلفة وترك الطفل لينظر في افلام العنف والمصارعة
الحرة يعلم الطفل هذا السلوك ...
8-تجاهل العدوان من قبل الوالدين فكلما زادت عدوانية الطفل كان اكثر
استعدادا للتساهل مع غيره من الاطفال ..
9-غيرة الطفل من اقرانه وعدم سروره لنجاح الغير يجعله يسلك العدوان
اللفظي بالسب والشتم او العدوان الجسدي كالضرب
10-شعور الطفل بالنقص الجسمي او الاقتصادي عن الأخرين وشعوره بالاحباط ..
11-رغبة الطفل في جذب الانتباه من الاخرين باستعراض قواه امامهم..
12-العقاب الجسدي للطفل يعزز يدعم في ذهنه ان العدوان والقسوة شيء
مسموح به من القوي للضعيف..
ويبدأ الحل من خلال :
1- الابتعاد عن اسلوب التدليل الزائد او القسوة الزائدة حيث ان الطفل المدلل
اعتاد تلبية رغباته جميعها والطفل الذي حرم الحنان وعومل بقسوة كلاهما
يلجأن للتمرد على الأوامر ..
2- عدم حرمان الطفل من شيء محبب اليه فالشعور بالألم قد يدفعه لممارسة العدوان
3- اشعره بثقته بنفسه وانه مرغوب فيه وتجنب اهانته وتوبيخه او ضربه..
4- قد يلجأ الطفل لجذب انتباهك فإذا تأكدت من ذلك تجاهل هذا السلوك فقط في
هذه الحالة ..
5- قد يكون الطفل يقلد شخصا ما في المنزل يمارس هذ ا العدوان او يقلد شخصية
تلفزيونية او كرتونية شاهدها عبرالتلفاز فحاول ابعاد الطفل عن
هذه المشاهد العدوانية..
6 - الشرح له بلطف سلبية هذا السلوك ومالنتائج المترتبة على ذلك ..
7- ان ندع له ينفس عن هذا السلوك باللعب ووفر له الالعاب التي تمتص
طاقته وجرب ان تشركه في الاندية الرياضية ...
وايضاً تعزيز السلوك الا عدواني ماديا او معنويا ..
9- البدء الاهتمام بالشخص الذي وقع عليه العدوان اما م الطفل العدواني
حتى لايستمر في عدوانيته ..
10- محاولة تجنب اساليب العقاب المؤلمة مع الطفل العدواني كالضرب
والقرص ويفضل استخدام اسلوب الحرمان المؤقت بمنعه مثلا من ممارسة
نشاط محبب للطفل اذا ما اقدم اثناءه على العدوان
وهناك قضايا مثل الدلع وهو ان يخفف من ناحية الاهتمام ليس ان يقلب الآمور ويشدد !
ومثل قضايا التشدد وهو ان يخفف من تشدده لا ان يقلب الآمور لدلع ومناقضة الأول ..
وهناك مثل الغضب ويعامل ويكون على نفس حل مشكلة العدوانية تقريباً .. لانها تكتسب ..
فمن الاولى الوقاية مبكراً قبل ان تصبح سمّة وحينها ستزداد صعوبة حل الاشكالية!
وعلى ذلك يقاس ضعف الشخصية واهتزازها ..
طبعاً هذا تجول سريع على بعض اهم تلك المشاكل ..
ومع بعض الحلول وشرح كيفية الوقاية التي تأتي بتجنب الاسباب ..
والانشاء الذي يبني على تطبيق الحلول ..
ساحة النقاش