السياسي - منذ أن قررت إسرائيل فك الارتباط، أحادي الجانب، عن قطاع غزة، وفكرة بناء جدار حدودي مع مصر تسيطر على قادة الدولة العبرية، لكن تنفيذ الفكرة تأجل مرات كثيرةبسبب النفقات، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، بينما هناك أسباب أهم يمكن أن تكون وراء إرجاء الفكرة.

وفي نهاية الأسبوع الماضي طالب رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في جلسة للكنيست، بعرض اقتراحات لكيفية بناء الشريط الحدودي على الحدود المصرية، بدعوى منع تسلل الأفارقة إلى إسرائيل. وعلى ما يبدو فإن إسرائيل، التي طالما رحبت باللاجئين الافارقة، خاصة الأطفال الذين أسست لهم مدارس لها أهدافها، بدأت في حشد رأي عالمي يهدف إلى دعم فكرتها في بناء الجدار عبر التهويل من قضية المتسللين الأفارقة.

عمليا لا يمكن لإسرائيل أن تفكر في بناء هذا الجدار على الحدود الدولية المشتركة من دون موافقة الدولة المصرية، ومن ثم فإنها لا تملك غير البناء على الأرض الإسرائيلية، لكن المخاوف من أن يكون الهدف الرئيس هو بناء هذا الجدار في غزة، وتلك قضية يمكن أن تثير الكثير من الأزمات.

فغزة أرض محتلة ولها وضعية خاصة، ولا يمكن وفق المواثيق الدولية، عزلها بشكل مضاعف عبر هذا الجدار، الذي يفوق في قسوته وعنصريته جدار الفصل في الضفة الغربية، وفي الحقيقة فإن إسرائيل لن تكلف نفسها المليارات من أجل منع تسلل الأفارقة المسالمين والباحثين عن حق اللجوء أو فرصة عمل أفضل، انما مخاوفها تكمن في الخشية من أن تتسلل عناصر من المقاومة الفلسطينية إلى مصر ومنها إلى إسرائيل، وهو أمر يمكن حدوثه، وقبل أيام قبض على عنصر من فتح أراد الذهاب إلى رام لكنه خشي من دخول غزة ومن تعرضه للاعتقال من قبل حماس، لذا قرر التسلل عبر إسرائيل.

وقد حاولت مصر التفاهم مع إسرائيل حول هذه القضية، وغيرها، عبر السماح لها بزيادة عدد قوات الحراسة على الحدود، وهو عدد مقيد باتفاقية كامب ديفيد، غير أن إسرائيل رفضت هذا الطلب عشرات المرات.

وإذا فكرت إسرائيل في بناء جدارها على الحدود مع قطاع غزة ومصر، فإنها ستدخل إلى منطقة تتبع الأرض المحتلة أو تتبع السيادة المصرية، وهو ما سينجم معه مشكلات سياسية جديدة بين القاهرة وتل أبيب، فيما لا تزال العلاقات متوترة بينهما مع قدوم الحكومة اليمينية. كما ان الأمر سيؤثر حتما على الأنفاق التي تمثل المتنفس الوحيد لقطاع غزة بسبب الحصار، ما يعني أن تزيد إسرائيل الخناق على غزة، وهي المسؤولة، بوصفها سلطة احتلال، عن مد القطاع باحتياجاته الإنسانية.

أما اذا كان الجدار بعيدا عن غزة وعن الأراضي المصرية فذلك فيه مصلحة لمصر، لأنه يمكن أن يشكل لها تأمينا حدوديا، كما أنه سيحول دون الاشتباك مع جنود إسرائيل الذين يطلقون بين حين وآخر عياراتهم النارية على الجنود المصريين، كما يمكن من خلاله السيطرة على تجارة المخدرات والبضائع المهربة

  • Currently 104/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
30 تصويتات / 373 مشاهدة
نشرت فى 2 نوفمبر 2009 بواسطة printingpapers

ساحة النقاش

احمد هانى السيد عبد العزيز قدور

printingpapers
حاصل على بكالريوس تجارة جامعة الزقازيق اهتماماتى بالتكنولوجيا والكمبيوتر احب الموسيقى الهادئة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

676,348