authentication required

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله

حلقتنا اليوم هي استكمال للحلقة الماضية.. إننا نريد أن نقيم نهضة للمسلمين..
لقد وصلنا إلى القاع ولم يعد هناك مستوى أدنى من هذا.. وعندما يصل المنحنى لآخر نقطة يزيد الأمل بأن يرتفع المنحنى مرة أخرى...
ذلك بأن أحلك لحظات الليل هى تلك اللحظات التى تسبق الفجر مباشرة...
فهيا نرسم الصورة.. لنراها فى خيالنا.. ومن كثرة رؤيتها فى خيالنا تسيطر على مشاعرنا... ثم نجد أننا سنضحى من أجلها.. بل ستصبح الفكرة والحلم أغلى علينا حتى من روحنا..

وهذا ليس كلاماجديدا وإنما كل النهضات حدثت بهذه الطريقة...
إن الموضوع يبدأ بحلم يعيشه الناس... ويبدأ هذا الحلم فى النمو فى عقولهم وخيالهم..
يرسموه في لوحاتهم... يعلموه لأولادهم...
يذكروه فى أشعارهم وقصصهم... ويبدأ هذا الحلم فى النضج فيجدوه فى صحفهم...
يجدوه في جلساتهم الأسرية... واجتماعات الأصدقاء... ويكبر الموضوع شيئا فشيئا بين الناس حتى يسيطر الحلم على مشاعرهم وحتى على خلايا أجسامهم.. لدرجة تجعلهم لايستطيعون العيش إلا بتحقيقه... فيحققونه ويعينهم الله فى ذلك ويصدق قول الله تعالى: "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ"

لقد عرفنا أين نحن الآن... عرفنا وضعنا الحالي.. الآن نريد أن نضع السقف الذى نريد أن نصل له... إننا لانريد وضع نقطة هلامية مثل أن نقول نريد تحقيق "نهضة" فقط...
وإنما نريد أن نرسم هذه النهضة ونتخيلها على الورق.. هذا هو مشروعنا.. ولقد بدأ البعض من الأسبوع الماضى فى إرسال رسائل عبر الفاكس والانترنت بالإضافة إلى الاتصالات الهاتفية...
ولكننا نسعى إلى عدد أكبر من ذلك بكثير... إن ذلك المشروع خاص بكم جميعا ولذلك فإننا نريد من الجميع أن يرسل لنا...
إنه مشروع قومى..
إنه حلم بلادنا...
إننا نريد أن يرسل إلينا: الخبراء.. أساتذة الجامعة.. السيدات... الشباب.. المسلمين فى الغرب... بل ونريد مسلمين ومسيحيين... إننا نريد الرجال والنساء... الشباب والفتيات... ولانريد أن نفعل ذلك بشكل فردى... ابدأبنفسك ثم ابدأ بالتفكير بشكل جماعى .

الدنيا كلها تبدأ بحلم يعيشه شخص ويجعل الناس تعيش فيه معه....
فما بالك بحلمنا الذى سنقوم بوضعه سويا... فيصبح ملكنا جميعا...
فى أرواحنا ودماءنا.. وسأضرب أمثلة لتتبينوا صدق كلامى... أمثلة من الواقع والتاريخ..

1. ماليزيا:
لقد كانت هذه البلد فقيرة جدا... لدرجة أنك كنت تجد القاذورات والمجارى فى أنحاء عاصمتها كوالالامبور...
بلد لم يكن من الممكن أن توافق على الذهاب إليها من 20 سنة...
الآن هى أبهى من العواصم الأوروبية... وذلك لأن شخص حلم بما يريد بلده أن تكون عليه.. وفجأة فى 10 سنوات فقط ارتفع متوسط دخل الفرد فى ماليزيا من 300 دولار إلى 8000 دولار!!! وارتفعت كمية الصادرات الصناعية فى ماليزيا من صادرات بـ 3مليار دولار إلى صادرات بـ 80 مليار دولار...

اذهب بنفسك واستثمر أموالك فى ماليزيا وستجد موظفى الحكومة يكافحون لخدمتك وحتى إذا كانت الخدمة التى تسعى لها غير متاحة لدى المصلحة التى لجأت إليها ستجد الموظف يطلب منك الانتظار قليلا حتى يأتى لك من المصلحة الأخرى التى تتوافر فيها الخدمة المطلوبة بمن يمكنه أن يقدم إليك الخدمة التى تريدها!

2. دبى:
كانت دبى من 20 سنة بلد صحراء فقط.. وحلم شخص بأن تكون أعظم مركز تحارى فى الشرق الأوسط كله.. ونجح الحلم.. وأصبح جبل على شئ غير عادى...
تخيل ان المخازن الأساسية لكل الشركات اليابانية مثل شركة سونى وغيرها موجودة فى جبل على فى دبى بحلم حلمه شخص!!

3. الاتحاد الأروبى:
لقد حاربت أوربا بعضها حربين عالميتين... إن أوربا تتكون من 25 دولة اشتركت منها 10 دول فى الحروب... قتلت هذه الدول من بعضها البعض 10 مليون شخص وجرحت 15 مليون شخص...
ودمروا بلاد بعضهم البعض... وحلم أحدهم بإنشاء أوربا الموحدة.... من يصدق أن أوربا التى تسببت فى كل هذا الدمار تتحد وتكون لها عملة واحدة... قطار واحد يجوب الـ 25 دولة... لاحدود بين الدول.... حرية تنقل... سوق عالمية لـ 350 شخص ينقلون البضائع والأفكار كما يريدون.. برلمان واحد... والآن دستور واحد!!!

4. قناة الجزيرة:
من كان يصدق خروج قناة إخبارية عربية تنافس السى إن إن... وأن قناة الجزيرة ستكون ثانى قناة إخبارية فى العالم بعد الـسى إن إن....
ولكن شخص ما حلم هذا الحلم... وتحقق الحلم...
إن الناس لايصدقون أن الأحلام ستتحقق فهم يستبعدونها... إلى أن يصر شخص على حلمه...
لقد كانت قناة االسويس حلم... والسد العالى حلم... وقناة الجزيرة كانت حلم...

5. البحرين وفورميولا وان:
لقد كانت البحرين تبحث عن نشاط رياضى كبير تقوم به... وبحثوا بين البطولات العالمية... لأن لديهم حلم بأن يقيموا بطولة عالمية... فوجدوا أكبر بطولة عالمية هى الألومبياد...
ولكنهم وجدوا أنها تفوق إمكانياتهم... كأس العالم ثاني بطولة عالمية ولكنها أيضا تفوق إمكانياتهم... وبقيت ثالث بطولة عالمية وهى فورميولا...
وتتحول الصحراء إلى مكان رائع لسباق السيارات لدرجة انه كان أفضل من سباقات السيارات التى أقيمت فى أوربا وأمريكا! إن سرعة إطفاء السيارة فى أمريكا كانت تستغرق حوالى 20- 25 ثانية أما فى البحرين فاستغرقت 12 ثانية... وبذلك ضربوا الرقم القياسى.. وأخذوا حق تنظيم السباق لمدة 10 سنوات لأنهم أبهروا الناس بقدراتهم...

نريد أن نحلم كيف ستكون بلادنا بعد 20 سنة.. ولا يوجد مستحيل أبدا... فالآية واضحة جدا: "وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ" ولاتيأس أبدا...
كما أن الحديث القدسى واضح: "أنا عند ظن عبدى بى فليظن عبدى بى ما شاء" ... إننا نفكر دائما فى هذا الحديث من منطلق أنه يتحدث عن الجنة والنار والآخرة... وأن ظننا فى الله أن يدخلنا الجنة وأن يرحمنا... وهذا صحيح ولكنه يتحدث عن الدنيا أيضا..
فما هو ظنك فى الله فى الدنيا؟ ان ينصرنى ويعزنى ويكرمنى ويوفقنى...

وفيما يلي سنتحدث عما وعد به النبى وتحقق... وأن الصحابة وضعوا أفكارا وتم تنفيذها كما أرادوا تماما... لقد أعطى الرسول وعودا وليس مجرد أحلام وتحققت كما قالها...

أمثلة لوعود أعطاها النبي:

1) في يوم من الأيام دخل عدى بن حاتم على رسول الله وقد كان شخصية شهيرة جدا...
وعرض النبى عليه الإسلام... ولكنه أبى قائلا أن له دين بالفعل ولايريد دينا آخر...
فقال له النبي أنا أعلم ما الذى يمنعك من الإسلام يا عدى لأنك تقول علينا ضعفاء فقراء...
فقال: نعم فقال النبى: أتعرف الحيرة – وهى من الممالك العظيمة التابعة للفرس- فقال نعم سمعت عنها ولم أرها...
فقال له النبى: والله يا عدى.. لتفتحن الحيرة وستخرج المرأة من الحيرة وتذهب إلى مكة لتطوف ببيت الله لاتخشى إلا الله – ولقد كان الطريق فى هذا الوقت غير آمن بالمرة وملئ بالحروب... وكان من الطبيعى ألا يصدق عدى كلام النبي.. ولكن يقول عدى فنظرت فى عينيه فإذا هو صادق... وأكمل رسول الله قائلا: و والله ليؤتى إلينا ها هنا بكنوز كسرى... و والله لينفقن المال حتى لايجد من يأخذه..(أى لن يكون هناك فقراء إطلاقا)..
يقول عدى فأسلمت لقوة النبى وهو يقول لى ذلك... ومات رسول الله وفتحت الحيرة ورأيت المرأة تخرج إلى مكة لتطوف ببيت الله لاتخشى إلا الله.. ورأيت بعينى كنوز كسرى عند منبر رسول الله... وإننى فى انتظار الثالثة أن ينفق المال حتى لايجد من يأخذه.. لم أرها لكنها ستقع لأن رسول الله أخبر بذلك...

2) أخبر النبي أمة بحلم إلى يوم القيامة ولكنه وعد فى نفس الوقت... فقد قال والصحابة لازالوا فى المدينة ولم يبدءوا حتى فى الفتوحات: ستفتح قسطنطينية فلنعم الأمير أميرها ولنعم الجيش جيشها... ويظل المسلمين من وفاة النبى حتى مجئ محمد الفاتح كل منهم يحلم بأن يكون من قال فيه رسول الله هذا الحديث... ولم يقل رسول الله ستفتح قسطنطينية فقط ولكنه قال : ستفتح قسطنطينية ورومية (أى روما)... وليس لزاما أن يكون هذا الفتح فتحا عسكريا ولكن يمكن أن يكون الفتح عبارة عن قناعة بعظمة هذا الدين... والآن وقد عرفنا فاتح القسطنطينية فهل نحن الجيل الثانى فاتح رومية... هل هناك من هو مشتاق لذلك مثلما اشتاقت الأجيال السابقة لفتح القسطنطينية!!

3) قال رسول الله أن أرض الجزيرة كانت أرض خضراء تسرى فيها الأنهار وستعود خضراء تسرى فيها الأنهار !!! إنها أرض الجزيرة التى لانعرف عنها إلا أنها صحراء قاحلة! إننا عندما نسمع هذا الحديث نقول إذا ستحدث معجزة!! ولكن لمَ لا نكون نحن هذه المعجزة! لمَ لانتوصل إلى اختراع لم تصل إليه أمريكا أو أوربا يعيد الجزيرة خضراء!

لم لا نحلم بتحقيق وعد رسول الله كما حلم محمد الفاتح وجيشه؟! إنها ليست أحلام خيالية... بل سننفذها.. احلموا كما تريدون وارسلوا لنا أحلامكم... احلموا فى شتى المجالات..

وأولى الناس بالحلم انتم يا شباب وذلك يعود لسببين:

1. أن قدرة الشباب على التخيل أعلى كثيرا من قدرات الكبار... فقلوبكم خضراء.. والدنيا مفتوحة أمامكم.. ولم تروا بعد العديد من معوقات الدنيا فيمكنكم أن تحلموا كما يحلوا لكم... لاتدعى أن هذه مهمة الكبار والمفكرين..
2. لأننا جيل يسلم جيل... ومن عنده 40 سنة قد لايعيش ليرى ما سيحدث بعد 20 سنة أما أنتم الشباب فسترون نتاج عملكم وسترون كيف ستكون بلادكم بعد 20 سنة...

وإذا لم تحلموا سيأتى غيركم يحلم لكم... انتبهوا إلى أن فى الـ100 سنة الأخيرة كانت معظم الإنجازات التى نعيشها الآن أحلاما لغيرينا... فقد كانت قناة السويس حلم خواجة اسمه دليسبس... والسد العالى كان حلم خواجة يوناني... هل من المعقول أن يحلم غيرنا لبلادنا وينفذ أحلامه؟!!! ونحن لانحلم لمستقبلنا لمجرد أن واقعنا مرير؟!!!

وإياكم والخجل من الحلم...
لأن النبى (ص) كان يتبنى أفكار من الصحابة كانت تظهر أنها خيالية ومستحيلة....
ومن أمثلة ذلك يوم غزوة الخندق كان سيأتى 10000 لقتال المسلمين فى المدينة... وعدد المسلمين القادرين على حمل السلاح لايزيد عن 3000 فقط.... هذا الموقف يحتاج إلى حلم جديد وفكرة مبتكرة... فاقترح سلمان الفارسي على رسول الله حفر خندق... وكان الخندق عند العرب فى ذلك الوقت شئ عجيب... وكان جيش العدو سيصل فى خلال 15 يوما وأرض المدينة صخرية... إن مشكلتنا الآن أن ما لانعرفه لانفعله ولا نفكرفيه... أما النبى ففكر فى الأمر... إن المدينة محاطة بالجبال من كل ناحية ما عدا مدخل الشمال... وبين الجبال مسافة قدرها 4.5 كم... فإذا حُفر فيها خندقا لن يدخل الجيش... فقرر رسول الله حفر الخندق... وقال رسول الله سلمان منا أهل البيت حتى كان المهاجرين والأنصار يتصارعون كل منهم يقول سلمان منا.. سلمان منا... لأنه عمل عملا غير عادى.. حلم حلما أنقذ المدينة... وتم حفر الخندق على عمق 5م وعرض 6م ... وقد تم العمل على مدار 15 يوما.. شارك فى الحفر 2500 وقام كل عشرة بحفر 18 مترا... أى أن كل شخص منهم يجب أن يحمل ما يقرب من 1000 قفة رمل ليتم الحفر...

وهنا أحكى لكم قصة مثيرة للسخرية... طلبت المملكة من شركة انجليزية بأن تنشئ طريقا دائريا حول المدينة فقامت الشركة بالمعاينة والدراسة واعتذرت لأن الأرض صخرية ولايمكن لمعدات الشركة أن تحفر مثل هذه الأرض لأن التكلفة ستكون مرتفعة جدا... بالرغم من أن النبى والصحابة نجحوا فى ذلك بمعاول لامعدات.. لكن كان يوجد إرادة.. وكان يوجد حلم... ولم يكن الحلم متمثلا فى الخندق وإنما كان الحلم المحافظة على الدين... لقد كان الحلم عظيما وكبيرا " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ" وكان الخندق يوما من أيام هذا الحلم...

لقد قمت بعمل تجربة فى البحرين وحضرتها بنفسى... كنا بين 700 شاب وفتاة من البحرين... وطلبنا منهم أن يفكروا وقاموا بتشكيل مجموعات عمل... كل مجوعة شباب معا... و كل مجوعة فتيات معا... وطلبنا منهم وضع أحلامهم لمدة 20 سنة... تصوروا أن الجلسة كانت مدتها 3 ساعات أخذنا فى نهايتها 120 صفحة ممتلئة على آخرها بأفكار للشباب لبلادهم بعد 20 سنة...

وسأذكر بعض أحلامهم:
1. انعدام المخلفات أى إعادة تصنيعها
2. وجود بدائل للطاقة النفطية نكتشغها قبل الغرب
3. تحويل رطوبة الجو إلى مياه للشرب وتحويل الصحراء إلى أرض خضراء باستخدام مياه الغيوم بالمطر الصناعى...
4. عالم مسلم يقدم حلا لسد ثقب الأوزون
5. تعود البحرين بلد المليون نخلة
6. السفر بدون جوازات سفر أو قيود على التحرك بين الدول العربية
7. سوق عربية موحدة منافسة للسوق العالمية
8. أحد نوادي البحرين ينافس نادى ريال مدريد
9. اختفاء دور المربيات والحاضنات الأسيويات وعودة دور الأم
10. إقامة مدارس جديدة للموهوبين والمبتكرين فى العالم العربى لاستغلال مواهبهم وإقامة جامعة للموهوبين
11. إنشاء أكبر مكتبة فى الوطن العربى فى البحرين تصدر مفكرين ينشروا الفكر الإسلامى فى جميع أنحاء العالم
12. يكون عدد المصلين فى صلاة الفجر مساو لعدد المصلين فى صلاة الجمعة
13. إقامة جسر بين البحرين وقطر
14. إحلال العمالة الأسيوية بالعمالة البحرينية
15. إنشاء قرية للمعاقين وذوى الاحتياجات الخاصة على أعلى مستوى فى العالم كله
16. إنشاء مدينة رياضية نسائية
17. وضع علم البحرين على القمر مثلما فععلت دول أخرى ومعه علم لاإله إلا الله
18. وهناك بعض الأفكار المرحة فى موضوع التدين مثل نظارات لغض البصر... وأحمر شفاه للسيدات يمنع النميمة..
إن كل هذه الأحلام خرجت من شباب لا يتعدى سن أكبرهم 23 سنة...

هل تعرفون فائدة صياغة حلم واحد؟! إن النتيجة تفوق خيالكم... إن النتيجة هى تغير رهيب فى قدراتنا... وفيما يلي أمثلة على ذلك:
1. أتدرون التحول الرهيب فى شخصية عمر رضى الله عنه من شخص يصنع إلاها من العجوة ويأكله عندما يجوع... من شخص وأد ابنته وهى حية... ويتحول عندما يكون لديه هدف يريد تحقيقه و وعد ربانى يؤمن به ويريد ان يجعل بلده أعظم بلد فى العالم...
سنضرب مثالا واحدا لترى التحول فى شخصية عمر... كان حذيفة بن اليمان الوحيد الذى ائتمنه النبى على كل المشاكل والفتن التى ستحدث بعد وفاة النبى (ص) كما أنه أخبره بتوقيت حدوثها... فقال له عمر بن الخطاب: حدثنى عن الفتنة يا حذيفة... فقال: مالك أنت ومال الفتنة يا أمير المؤمنين... فقال عمر: لم؟ قال حذيفة: يا أمير المؤمنين إن بينك وبين الفتنة باب مسدود لايُفتح حتى تموت... فقال عمر : يا حذيفة أيفتح أم يُكسر؟ فقال: بل يُكسر ..قال عمر: إذا لن يعود إلى مكانه أبدا طالما سيُكسر ولن يفتح... فقام عمر حزين.. والناس متعجبة من الحديث عن الفتنة فسألوا عمر عن الأمر.. فقال: أتدرون ما الباب الذى يحمى الإسلام من الفتنة؟ فقالوا: من؟ فقال: الباب هو عمر فإذا مات عمر انفتحت الفتنة على المسلمين... تخيل بنى آدم باب يسد باب الفتن عن المسلمين.

2. لقد كان على بن أبى طالب فى العشرين من العمر وطُلب منه أن يبيت فى فراش النبى (ص) وكان الاحتمال الأكبر أنه سيموت... ويُسأل سيدنا على بعد ذلك عن هذه الليلة وكيف نام فيها... فيقول... كانت أهدأ ليلة نمتها فى حياتى... لأن لديه حلم كبير يريد تحقيقه...

3. لقد تم حصار المسلمين فى شعب بنى طالب لمدة 3 سنوات... 3 سنوات يأكلون أوراق الشجر لدرجة أن مخرجاتهم أصبحت مثل مخرجات الشاه والبعير... ولم يذهب أحد للرسول (ص) ليقول له لن أكمل معكم من أجل أبنائى فهم لن يتحملوا ذلك... فكل شيء يهون ويتحقق الحلم...

4. ما حدث لآل ياسر: ياسر يُخنق من كثرة التعذيب حتى يموت.. سمية تُضرب بالحرباء.. عمار بن ياسر يُشوى ويُسلخ حتى الموت ... والثلاثة ثابتين بكلمة من رسول الله "صبرا آل ياسر... إن موعدكم الجنة" والدفع إقامة نهضة للمسلمين لتقف الأمة على قدميها...

عندما يملأ الحلم الإنسان يصبح أقوى من كل شئ.. أقوى من نقوده... ومن أبناؤه... ومن أن يعيش على أرض وطنه.. من روحه.. من حياته... هذا ما ينقصنا.. ما ينقص المسلمين..

وسأضرب لك مثالا يوضح أن الحلم يجعل الإنسان يقوم بأشياء غير عادية...

المسلمين يوم معركة اليمامة: كان جيش مسيلمة الكذاب وبنو حنيفة قوى جدا ويفوق قدرات المسلمين... وسيدنا خالد بن الوليد يقود الجيش... ويبدأ المسلمين فى الانكسار... ويأخذ مسيلمة الكذاب المبادرة.. ويموت الكثير من المسلمين... فلا يجد سيدنا خالد حلا إلا ما نفعله الآن فإننا نتخذه قدوة فى ذلك... ذكر الناس بالحلم...
فقال بمنتهى القوة أيها الناس إن هذا يوم من أيام الله... لاينبغى فيه الفخر ولا التفاخر... ويضع خطة ويقول: أيها الناس اصنعوا اليوم عز الإسلام فإنكم إن لم تفعلوا فهو الذل لنا... أى أنه ذكرهم... ثم قال سيدنا خالد أيها الناس تميزوا (أى اقتسموا بين مهاجرين وأنصار وحفظة سورة البقرة وحفظة آل عمران وحفظة القرآن...إلخ) وذلك ليظهر من سيعز الإسلام... وبدأ المسلمون ينادون بعضهم البعض... ياللأنصار.. يا للمهاجرين... يالأصحاب سورة البقرة... يالأصحاب آل عمران... يالحملة القرآن... وأعاد توزيع الجيش ليعرف من سيعز الإسلام ومن سيخذله... ذكاء غير عادى... تعيد للناس روحهم المعنوية بأن تخلق لهم حلما وتدفعهم لهذا الحلم... وأنا أحكى هذا المثل لأريك كيف استطاع الناس المنهزمين المنكسرين التحول بكلمة أو فكرة إلى طاقة تقوم بعمل معجزات...

ويقف عمار بن ياسر بعد أن قُطعت أذنه يوم اليمامة وهى متدلية منه يقول يا آل القرآن زينوا القرآن بالأفعال... ويجتمع حوله آل القرآن ويموت يومها 300 أو 500 من حفظة القرآن... ويجرى بنو حنيفة بعد أن كانوا منتصرين ليستتروا فى حديقة... وبذلك كان يوجد فى الحديقة مئات الآلاف منهم... فيأتى البراء بن مالك وهو من أشهر الصحابة ويقول للمسلميين احملونى على الرماح وألقونى داخل الحديقة وأنا أفتح لكم باب الحديقة.. فيقولون لن تستطيع... فيقول والله لأفعلن.. و ألقى به رسول الله... فوضعوه على درع ورفعوه بالرماح وفعل ما أراد... وجرح 60 جرحا وفتح الباب ودخل المسلمين ولم يمُت فى يومها...

ومن الأمثلة مشكلة البطالة فتقرير البنك الدولى يقول أن البطالة فى الوطن العربى فى عام 2013 ستصل إلى 20 مليون عاطل... ومن أحد الوسائل التى تحل مشكلة البطالة وجود حلم من الأساس...
فهناك أفكار وأحلام مثل قناة السويس والسد العالى ودبى تسببت فى تشغيل الملايين... إن المشاكل التي نظن أنها ضخمة ستتضاءل عندما يكون لدينا حلم... ويبقى شئ مهم وهو أن تتحلى بثلاث صفات لتستطيع أن تكمل معنا فى صناع الحياة ألا وهى:
1. إرادة
2. تضحية..
3. صبر

هل تريد ان تكون مثل عثمان بن عفان عندما كان رسول الله يجمع التبرعات لتجهيز الجيش... قال على 100 بعير بأحلافها وأقطابها... فيقول النبى جزاك الله خيرا.. من يتبرع؟ فقال على 200 بعير بأحلافها وأقطابها... ثم يقول على 300 بعير بأحلافها وأقطابها.. فيقول النبى: ما ضر عثمان ما فعل بعد ذلك... الأمر يحتاج تضحية بالمال والوقت والجهد...

إننا نحتاج لمجهود 10 أضعاف ما بذلناه فى المرحلة السابقة.. لقد كان رسول الله يصلى السنن وهو جالس فى آخر أيامه.. فسألوه عن السبب... فقال: من جهدى بالناس فلقد تعب رسول الله وأُجهِد كثيراً على مدى 23 سنة...

وليس معنى الحلم أن الطريق كله ورود… بل يجب أن نتحلى بالصبر والتضحية والإرادة…
هل تريدون نهضة بالفعل أم أنكم تريدون العيش فى القاع… إذا كنت تريدون ذلك فابقوا كما أنتم… أما إذا كنتم صادقين ومخلصين بالفعل فاعملوا معنا وارسلوا أحلامكم…
ولاتستبعد أى أفكار ظانا أنها لن تنفع… لاتضع قيد على خيالك..

سننتظر أفكاركم وتصوراتكم هذا الأسبوع…
وسنبدأ الأسبوع القادم فى الحديث فى التفاصيل وسنعمل على ذلك لمدة أسبوعين…. حتى نخرج بالشكل النهائى… ونبدأ فى العمل…
منتظرين مئات الآلاف من الأفكار والاقتراحات من شباب وبنات.. علماء.. رجال أعمال.. سيدات... أطفال..

والسلام عليكم ورحمة الله..

المصدر: Amrkhaled.net
  • Currently 105/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
35 تصويتات / 68 مشاهدة
نشرت فى 12 أكتوبر 2009 بواسطة princess

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,740,198