أين نقف الآن في برنامج صناع الحياة ؟؟ ومن الضروري أن نتوقف ونسترجع ، ماذا فعلنا ؟ وإلى أين وصلنا؟
فصناع الحياة بدأ منذ ستة أشهر ، فما هي فكرته ، وماذا تم خلال هذه المدة ؟؟
فكرة صناع الحياة وببساطة شديدة هي أننا نريد أن نحقق نهضة لبلادنا ، فهل سنقدر على ذلك ؟؟ أم هذا ليس من اختصاصنا، وليس من شأننا؟؟ وهل نحن نفهم ونعلم كيف سنحقق هذه النهضة ؟؟
الفكرة التي دائماً نؤكد عليها في هذا البرنامج هي أنه لو أرادت الشعوب أن تقوم بهذه النهضة وأحبوا هذا العمل فسيتحقق . وصناع الحياة ما هو إلاّ شعلة تقول للناس بأننا نستطيع ولكن بالعمل الجماعي ومشاركة من الجميع ، كذلك نقول لمن يرى بأنه ليس هناك فائدة، طالما هناك شباب وبنات مستعدين لبذل التضحية من أجل نهضة بلادهم، فسيأتي النجاح بإذن الله . وهذه هي فكرة صناع الحياة.

والسؤال هنا هو كيف تأتي هذه النهضة ؟
تأتي هذه النهضة عن طريق تحويل طاقة الإيمان التي في صدورنا إلى طاقة حركة، هذه هي الفكرة الأولى التي قام عليها برنامج صناع الحياة ، شباب وبنات ، رجال ونساء ، كبار ، وصغار ، مليئة قلوبهم بحب الله ، وبالإيمان ، وغايتهم هي إرضاء الله تبارك وتعالى ، وقد أدركوا المعنى المهم بأن الإسلام ليس فقط صلاة وصوم ، بل هو نجاح في الحياة ، كما أدركوا بأن بلادهم تمر بأصعب الأوقات ، فهنا دعوة للجميع لماذا لا نحول طاقة الإيمان التي في صدورنا إلى طاقة حركة من أجل هذه النهضة ؟؟ والنية هي أن نرضي الله.

المرحلة الأولى استغرقت أربعة أشهر، وكان يدور فيها سؤال وهو هل نصلح لأن نقوم بهذه النهضة ؟؟ أم نحن أصبحنا خامدين ، وفي سبات ، فكان أن قمنا بعدة أشياء منها فك القيود ، وكان الأمل أن يتحرك معنا نسبة من الشباب ، ولكن المفاجأة كانت عشرات الآلاف من الشباب الذين تحركوا ، فبدأ الأمل يتجدد بأن الفكرة صحيحة، ونقدر، والدليل هو النجاحات التي تمت ، وكانت هذه هي أول أربعة أشهر من صناع الحياة .

ثم انتقلنا إلى هذه المرحلة... وكان ممكن أن أضع لكم نقاط ونمشي عليها، فوجدت بأن هذا خطأ كبير، ويجب أن تكون المشاركة من الجميع لوضع النقاط لهذه النهضة وكيف ستكون . فبدأنا ندعو، بأن يكون لكل منا حلم ، كيف ستكون بلادنا بعد عشرين سنة ، وكانت عبارة عن أحلام ، ووضعنا 23 مجال (زراعة ، صناعة، سياحة ، التدين ، المرآة ، اقتصاد ، علاقات بلادنا الخ..) وهي كلها مجالات الحياة التي نعيشها في بلادنا. وكنا قد طلبنا من الجميع بأن يضع حلمه في كل مجال من هذه المجالات ، فكانت المفاجأة الجيدة ، والتي أعطتنا الثقة ، والأمل الكبير ، بأن وصلنا حتى الآن نصف مليون حلم ، نصف مليون فكرة أرسلتها الناس.

كنت قد تقابلت مع شخصية من كبار المتخصصين في الوطن العربي في مجال الصناعة ، وكان قد دخل على الموقع ورأى الأفكار التي أرسلتها الناس في مجال الصناعة ، فكان أن قال كلمة عجيبة : أنتم لديكم كنز غير موجود في الوطن العربي، ثم سأل من أصحاب هذه الأفكار ، فأخبرته بأنها لشباب وبنات، ويبدو بأن الكثير ممن يملكون هذه الأفكار ، لم تتاح لهم الفرصة في السابق لإظهار هذه الأفكار، فلما وجدوا الفرصة من يدعوهم إلى تحقيق نهضة لبلادهم ، فكان أن رأت هذه الأفكار النور وخرجت من داخلهم . فنحن لدينا كنز .

  • كنت قد طلبت في الحلقة السابقة ، بأننا نريد أن نسمع أحلام البسطاء ، ففوجئت بفريق صناع الحياة في الأردن ، وقد ذهبوا إلى كل المناطق الفقيرة، وتحدثوا إلى الناس ، وجمعوا أحلامهم .(وأوجه شكري لهم)

  • كذلك هناك شيء ثاني جميل حدث في كندا، ففريق صناع الحياة هناك ، كانوا قد قاموا بتقسيم الـ23 مجال على لجان من المجلس الإسلامي الموجود في كندا، وبأن هذا هو دور المسلمين في كندا تجاه أمتهم ، وبعد تقسيم هذه المجالات ، بدأوا بعمل فرق عمل تتخصص في استخراج الأفكار. كذلك قاموا بعمل أعظم من هذا ، فقد ذهبوا إلى الحكومة الكندية ، وطلبوا منهم مساعدة المجلس الإٍسلامي في كندا وكيف يمكن تحقيق هذه الأفكار في كندا، وماذا تستطيع الحكومة الكندية أن تساعد بلادنا في الشرق الأوسط، والمنطقة العربية لتنفيذ هذه المشاريع. والآن هم في طور إنشاء جامعة في كندا وسيطلقون عليها اسم "صناع الحياة" ويطلبون بأن تكون هذه الجامعة ملحقة بمشروعنا ويتم التنسيق بيننا وبينهم . كذلك قاموا بأعظم من ذلك ، فقد اتفقوا مع قناة محلية في التلفزيون الكندي ، بأن يأخذوا حلقات برنامج صناع الحياة المترجمة ، وبالفعل تم عرض أول حلقتين من برنامج صناع الحياة في التلفزيون الكندي .

  • وأكثر من ذلك ، فريق دار الترجمة الموجود على الموقع ، وهو عبارة عن 230 شاب وفتاة ، يقومون بترجمة برنامج صناع الحياة كل أسبوع إلى سبعة لغات : الانجليزية ، الفرنسية ، الألمانية، الأسبانية، الإيطالية، الإندونيسية ، الروسية ..) وينشروها على الموقع ، وبحيث إن أي أحد يريد أن يحصل عليها يستطيع ، ويمكن توزيعها لكل من يريد في جميع أنحاء العالم ، ونشر الأفكار ، وتترجم ، وهم كذلك يقولون بأن أي أحد ممكن أن يتفق مع محطة تلفزيونية محلية في الغرب ، ممكن أن يقوموا بتوصيلها وباللغة التي تطلبها لغة هذا البلد ، وبعد 24 ساعة تكون جاهزة .

فهذه الإيجابيات تعطي دفعة من الأمل ، وتؤكد بأن لدينا كنز ، وهذا الكنز له مدلول ثاني وهي مفاجأة غير متوقعة ولي شخصياً ، فوجئت بأن وصل على الموقع ملف ضخم جداً عبارة عن أحلام المسلمين في الهند ، فعدد المسلمين الموجودين في الهند يصل إلى 2 مليون مسلم ولهم ممثلين هناك ، فمن هؤلاء تجمع 25 شخص وأرسلوا لنا اقتراحاتهم وتصوراتهم في أربعة مجالات :التعليم ، والاقتصاد ، والإعلام ، ووضع المرآة في الهند.

فها نحن لدينا كنز كبير ، وهنا نقطة وقوفنا ، والذي حصل بعد ذلك، بأننا كنا قد أخبرناكم بأنه أصبح لدينا نصف مليون فكرة ، وفي 24 مجال ، واتفقنا على أن نعرض في كل حلقة مجال أو اثنين ، ثم بعد انتهاء الحلقة في كل مجال نضع هذه الأفكار والاقتراحات التي جاءت في هذين المجالين على النت ، ونطلب من الجميع المشاركة بالتصويت ، وما هو المهم وليس بالمهم ، وفعلاً تم وضع الأربع مجالات على الموقع وهم : الزراعة ، البحث العلمي ، التعليم ، ووحدة البلاد مع بعضها البعض، وطرحنا الأفكار كما جاءت من أصحابها وعرضناها على الموقع ، وقمنا فقط بحذف المكرر، واختصرناها.

ونحن نقف الآن على هذه النقطة ، فما هي الخطوة التالية ؟ سأعرض عليكم بالتفصيل التالي:

  1. كل حلقة في الفترة القادمة من صناع الحياة سنأخذ مجال أو اثنين من الـ 23 مجال، وسنشرح ونعرض أفكار الناس عن كل مجال ، ونعيش معه ، ثم نضعه على الموقع (الانترنت) ، وستقومون بعملية التصويت ، ليتم فرز المهم عن الغير مهم ، فإذا تم الاختيار من قبلكم ، يتحول الحلم إلى اقتراح ، ثم إلى خطة عمل ، ثم سينفذ المشروع.

  2. ثم نطلب من المهتمين بهذا المشروع أن نتفق على طريقة التنفيذ، وهذا لن يكون في أسبوع أو أسبوعين فنحن نتكلم عن مشروع نهضة سيستغرق وقت طويل جداً، سنة أو سنتين.

سأضرب لكم مثل :
التعليم : كنت قد تكلمت على التعليم ، وسترى بأن الأغلبية من الناس في مجال التعليم تتفق على محو الأمية ، وبأنه مشروع قابل للتنفيذ ، فالبداية كان هناك حلم بأنه وبعد سنة من اليوم أن تكون أمتنا وكل بلادنا قد تم القضاء على الأمية فيها. ثم تحول إلى مقترح ، قابل للتنفيذ ، طبعاً بناءً على نتيجة التصويت .

المرحلة القادمة هي البدء بمشروع محو الأمية :
نريد آلاف من الشباب في كل الوطن العربي يتطوعوا من أجل هذا المشروع ، ولتسهيل هذه المهمة وهي كيفية التعليم ، نأتي على قناة مثل اقرأ ويكون هناك برامج تدريبية لمحو الأمية ، ونتفق مع جمعيات خيرية في القرى ، والنجوع ، لمحو الأمية في هذه المناطق ، وهم يساعدوا في تجميع الناس التي تحتاج للتعليم ، ويبدأ المشروع .

هكذا سيكون العمل في برنامج صناع الحياة ، وبالتالي المرحلة القادمة كلها ستكون كالتالي :
فمن خلال كل حلقة ، سنأخذ مجال ، من المجالات التي اخترناها ، ثم أخبركم عن المشروع الذي تم اختياره وجاء عن طريق التصويت له من قبلكم ، ثم بعد ذلك أبدأ بشرح المشروع وكيفيته، والذين يريدون أن يساهموا فيه، أن يقوموا بتسجيل أسماءهم على الموقع ، وسيكون هناك مدير لهذا المشروع يتم معه التنسيق مع الذين يريدون القيام بهذا المشروع ، ثم نتابع كل شهر لنرى إلى أي مدى وصلوا ، والمراحل التي تمت ، حتى ندخل على المشروع الذي يليه وهكذا ..

هنا أود أن أذكر معنى مهم وهو بأننا من خلال هذه المشاريع فالفرصة تتاح للجميع ، وخاصة بعد عدة حلقات وستزيد المشاريع ، وتبدأ الناس باختيار ما تراه مناسباً وتتمنى أن تحققه . وهي فكرة جميلة بأن يختار كل منا كيف يريد أن يخدم بلده ، ويرضي الله، حتى يكون يوم اللقاء بالله عز وجل ونكون قد أرضيناه بخدمة ديننا وبلدنا وبإخلاص نيتنا لله وحده ، وأهم شيء استحضار النية بأن تحقيق هذه المشاريع من أجل إرضاء الله .

لذلك نحن بدأنا بنصف مليون فكرة ، وهي كنز يوجد لدينا الآن ، وهذا الكنز تم عن طريق مخترعين ، وأساتذة جامعات ، ورجال أعمال ، وشباب ، ونساء، وبنات ، والبسطاء .. وكنا قد أخبرنا في السابق بأننا نريد للنصف مليون فكرة أن يصل التصويت عليهم إلى مليون! وذلك لكي يتحول المشروع من آراء شخصية إلى مليون واحد في الأمة يريدون هذا المشروع . فبعدما كان الكلام آراء شخصية ، وكل فكرة هي بالأصل ملك لواحد منا ، ولكن الآن أصبحت هذه الأفكار ملك لمليون .
سنأخذ المليون فكرة أي التصويت ، وسيأتي منهم مشروع النهضة ، فالتصويت سيرتب هذه الأفكار، وبعد أن كانت عبارة عن أحلام كثيرة تبلورت لتكون خمس أو ستة مشاريع ، منها مجال الزراعة ، والسياحة الخ ..، وهذا كله بفعل التصويت الذي سينتج عنه تحديد لهذه المشاريع. وكل واحد منا ستكون مهمته هي نشر هذا المشروع ، يتحول الحلم إلى مشروع أمة ، مشروع نهضة يتبناه عشرة مليون ، فهل وضحت الصورة؟؟

ويأتي السؤال أين نحن الآن :
لقد قمنا بإنزال أربعة مجالات على الموقع ، وطلبنا من الجميع المشاركة بالتصويت ، وإصرارنا على المليون صوت لأن هذا الذي سيحرك الدنيا، وتجاربنا السابقة تؤكد بأننا نستطيع ، فمشروع جمع الملابس الذي وصل إلى مليون ونصف ، وحملة التدخين جاء بسبعمائة ألف ، وجمع الأحلام أو الأفكار التي وصلت إلى نصف مليون ، فالثقة موجودة بأن نأتي بالمليون تصويت ، لكن الحقيقة بأن الذي وصل إلينا كان دون المستوى ، وهذا ما سنتحدث عنه في بقية هذه الحلقة، أو أقل من المتوقع بكثير، وهذه أول عقبة تقابلنا في صناع الحياة . وأول عقبة في مشروع النهضة .

كنت قد ذكرت في أول حلقات البرنامج ، بأننا سنواجه عقبات كثيرة ، ولم أكن أتوقع بأننا نحن المسئولين عن هذه العقبة . فنتيجة التصويت حتى الآن في مجال الزراعة فقط كان تسعة عشر ألف تصويت ، والبحث العلمي 18 ألف ، التعليم عشرين ألف ، وحدة بلادنا سبعة عشر ألف فقط . فإجمالي الذين شاركوا في التصويت لغاية الآن وصل إلى ثمانين ألف فقط ، ممكن من يقول بأن هذا عدد جيد ، ولكن ليست هذه النتيجة المتوقعة ، فنحن نتكلم في مليون صوت ، فما الذي حدث ؟؟ ولماذا هذه القلة في الذين شاركوا في التصويت؟؟ بدأت بسؤال الناس ، والشباب على الموقع وما هي الأسباب فتوصلت إلى خمسة أسباب ، وسنحللهم ، ونعرضهم :

السبب الأول : بأنه لم يتم شرح الموضوع جيداً ، من قبلي ، ولم يدركوا أهمية التصويت .
السبب الثاني : وهو بأن الكثير من الناس قدراتهم على فهم المقترحات ضعيفة.
السبب الثالث : للأسف (وهذا كلامهم) أن اهتمامنا ببلادنا العام ضعيف ، واهتمامنا بمشاكلنا الشخصية أكثر بكثير ، فلو كان الموضوع شخصي لكنا اهتممنا.
السبب الرابع : إن قدرتنا على اتخاذ القرار الذي يخص بلادنا ضعيف . فالكل يستطيع أن يأخذ قرارات على المستوى الشخصي ، ولكن على مستوى بلد أو أمته ، فهذا صعب ، لأن هذا ليس من اختصاصي ، ولكن من اختصاص الحكومة .
السبب الخامس : عدم العلم باستعمال الانترنت .

لذلك فكرت بأن تكون هذه حلقة هادئة نستعرض فيها هذه الأسباب ، فالنهضة لا تأتي بيوم أو بيومين ، فيجب التركيز وأين نقف نحن الآن . وهذه الأسباب الخمسة هي آراء الناس وسنعيش معهم . ولكن قبل البدء يجب أن أؤكد على شيء مهم ، وهو إذا لم ينجح هذا التصويت ، فلن نستطيع أن نكمل صناع الحياة ، وأنا جاد في هذا الأمر ، فهذا ليس برنامج تلفزيوني ، ولكن هذا مشروع نهضة أمة ، فلو ستتحول هذه النهضة إلى أراء شخصية ونقوم بتنفيذها ، فلن يجدي ، فنحن نحتاج إلى مشاركة مليون وقد تكون هذه هي العقبة التي يقف عندها هذا المشروع.

لنرجع إلى هذه الأسباب التي ذكرناها أعلاه :

السبب الأول : أنا المسئول عن هذه المشكلة ، وبأنني لم أقم بشرح الموضوع جيداً ، فسأشرح لكم أهمية التصويت ، ولماذا بدون هذا التصويت لا ينفع أن نكمل . هناك قاعدة ويجب أن نضعها نصب أعيننا ، وأن نحفظها وهي: أي شيء هو ليس ملك للناس ، وغير خارج من عندهم ، وهم ليسوا أصحابه، فلن يعيشوا من أجله ، ولن يضحوا ويبذلون أي مجهود من أجله . وهذا كلام علمي وليست فكرتي ، وتاريخ البشرية يؤكد على ذلك ، وأنا أعلم بأن الذين يشاهدون هذا البرنامج لا يصل عددهم إلى المليون ، ولكن أريد من كل من يشاهد هذه الحلقة بأنه هو الذي سيصل بالرقم إلى المليون. فأنا لا يكفيني بأنه قد وصل عدد التصويت إلى ثمانين ألف ، ثم تأتي المفاجأة بعد ذلك ، عند التنفيذ أن لا يبقى أحد ، فنرى أنفسنا لوحدنا في هذه المشاريع ويعود ذلك لأنه لم يكن هذا المشروع أو المشاريع قد تمت باختيارهم ، لذلك كانت خطوة التصويت مهمة جداً .

وهنا أحب أن أذكر بالرسول صلى الله عليه وسلم وكيف أن موضوع المشاركة عنده كان مهم جداً وأساسي . ففي غزوة بدر كان بإمكان النبي أن يأمر المسلمين بالذهاب إلى المعركة ، ولكنه كان أن وقف بينهم وقال لهم:أشيروا عليّ أيها الناس ، فقام أبو بكر وقال له :امضي يا رسول الله ، فنحن معك ، فيثني عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يردد النبي سؤاله :أشيروا عليّ أيها الناس ، فيقوم عمر ويقول مثل أبي بكر ، فيثني عليه ، ثم يردد قوله ، فيقوم المقداد بن عمر ويقول له : والله لا نقول لك ما قالت بنو إسرائيل لموسى قالوا:"اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون" ولكن نقول لك :اذهب أنت وربك (هل نرى كيف تكون المشاركة) فقاتلا إنا معكما مقاتلون فيثني النبي عليه خيرا، ثم يردد النبي قوله :أشيروا عليّ أيها الناس ، فهو كان يريد أن يسمع رأي الأنصار ، لأن الاتفاق الذي بينه وبينهم أن يحموه داخل المدينة، وهم الآن خارج المدينة ، فكان يجب أن يأخذ رأيهم ، والنبي لو كان أمرهم كان سيطيعونه دون أن يسألوا ، ولكن حتى لا تكون فرصة للشيطان بعد ذلك ويوسوس لهم بأنه أي الرسول لم يأخذ رأيهم أو يسألهم.

هل تذكرون عبد الرحمن بن عوف عند اختيار الخليفة عثمان بن عفان خليفة للمسلمين ، لقد قام بشيء عجيب جداً ، بأنه قد مر على كل بيت ، ويأخذ رأيهم في اختيار عثمان كخليفة للمسلمين ، لم يدع أحد إلاّ وسأله ، حتى كبار السن وهم لا يعرفون عثمان أصلاً ، حتى الأطفال ، فعندما سألوه لماذا فعل ذلك : قال ليشاركوا معنا فلا تأت منهم الفتنة بعد ذلك .

الفرق كبير جداً ، بأن تكون مدرك لهدفك ، وأن يكون هناك شخص ثاني يملي عليك هذا الهدف . الفرق كبير جداً بين أن تقرر أو أن يكون هناك من يقرر عنك . لذلك موضوع التصويت مهم جداً وأن تدخل على الموقع وتختار وحتى لو كنت غير فاهم ولكن هذا المشروع أصبح ملك لك ، فأنت دخلت وقلت رأيك فيه وبأن الفكرة كانت فكرتك أو حتى لو كانت فكرة أي أحد ثاني .

السبب الثاني : بأن الناس شعرت بأن قدرتها على دراسة المقترحات ضعيفة. وأمثلة كثيرة ، مثلاً طالب في كلية التجارة يقول: معلوماتي غير كافية عن الزراعة ، أو مثلاً ربة منزل ، وتجهل بأمور الزراعة أو … أو .. فأنا أقول بأن الموضوع ليس سهلاً ، وهذا مشروع أمة ، فإذا لم تفهم ممكن أن تستعين بأي أحد ، فتأخذ التصويت من على الموقع وتذهب به إلى أي شخص عنده دراية في هذا الموضوع ، وتطلب منه أن يشرح لك ، وهكذا أنت تأتي بفائدتين ، فائدة مشاركتك ، وفائدة أن تشجع غيرك على المشاركة، والذي لم يفهم الموضوع يكون قد أفادنا أكثر ممن فهم . فالحديث النبوي : الذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه له أجران أجر القراءة ، وأجر المشقة . فله أجران ، الأول لأنه أولاً لا يستطيع أن يقرأ ، والثاني فهو يبذل المجهود. وكذلك نحن ، فموضوع النهضة ليس بسهل ، وهو شاق ، ويحتاج إلى بذل الجهود . سأطرح عليك فكرة ثانية ، بأن تذهب إلى دكتور جامعة ، أو أي شخص ذو خبرة ، وتتظاهر بأنك غير فاهم ، وتطلب منه المساعدة ، فهكذا تأتي بمشاركته .

فالحسن والحسين عندما كان هناك رجل كبير يتوضأ ولكن لا يحسن الوضوء، وأرادوا أن يعلموه . فاتفقا أن يذهبا إلى هذا الرجل ويتظاهرا بأنهم مختلفان ويريدان منه أن يحكم بينهم من الذي يحسن الوضوء ، فكان أن بدأ الحسن بالوضوء وأجاد وضوءه ، ثم الحسين أيضاً أجاد وضوءه ، فكان أن رد الرجل عليهم: أنتم الاثنان كل واحد يتوضأ أحسن من الثاني ، وقد تعلمت منكما ما لم أكن أعلمه .

فنحن نريد منك أن تفعل مثلهم ، وأن تفعل العكس ، فالمتخصصين من دكاترة الجامعة ، والأساتذة ، والعلماء لماذا لا تأخذوا بيد الشباب وتحاولون مساعدتهم بالدخول على الموقع وشرح هذه الاقتراحات لهم ، كذلك الآباء والأمهات المتعلمين والمثقفين لماذا لا تأخذوا بيد أولادكم . ذات مرة صعد الرسول عليه الصلاة والسلام إلى المنبر ، واحمر وجهه، وقال أيها الناس ما بال أناس أتاهم الله فهماً وعلماً يبخلون به على الناس ، لينتهين أو ليوشكن الله أن يوقع بهم عذاباً . ليعلمن الناس أو ليوشكن الله أن يوقع بهم عذاباً ، ثم رفع النبي صوته وتلا قول الله تبارك وتعالى " لتبيننه للناس ولا تكتمونه"... ونزل النبي من على المنبر ، ولم ينظر لأحد ، ولم يكلم أحد ، ودخل إلى بيته، فظل الناس يتكلمون من يقصد رسول الله، فقال الأشاعرة : يقصدنا نحن ، فنحن أكثر الناس علماً ، فذهبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم (وكانوا قبيلة) ، وقالوا: يا رسول الله وكأنك تقصدنا ، فإذا بالنبي يردد كلامهم :أيها الناس لتبلغن ما آتاكم الله من علم وفضل ، أو ليوشكن الله أن يوقع بكم عذابه . ثم تركهم وانصرف. (فهل رأينا كيف أن النبي الموضوع كان شديد عنده).

أي نهضة في التاريخ تحققت لم تأت هكذا ، دون الجهد ، والبذل والتضحية. وهل نحن لا نستطيع أن نقوم ولو بهذا العمل البسيط وهو أن نقرأ هذه الاقتراحات ونصوت عليها . الثانوية العامة وفي بعض البلدان يتم الدخول إليها عن طريق التنسيق ، بأن يعرض على الطالب عدد من الكليات ، والكلية التي يريد أن يدخل فيها قبل الثانية ، ويبدأ يسأل ، ويسأل ويبذل الجهد من أجل مستقبله، ولقد مر فيها الكثير منا . وأنا شخصياً مررت بها . فنحن نطلب منكم نفس الشيء بأن تقوموا بعملية تنسيق لبلدنا ، (رتب ورقة تنسيق لبلدك) ولماذا فقط نحن على الصعيد الشخصي نبذل الجهود .
السبب الثالث : ضعف الاهتمام بالهموم العامة .
كنت قد سألت شاب ، إذا كان شارك معنا في التصويت ، فكان جوابه ب "لا" فسألته لماذا ، قال : هذا ليس من اختصاصنا، بل هو من اختصاص الحكومة. أليست الحكومة التي تختار التعليم ، والصحة ، و.. و .. لنا . ثم سألته وما هو اهتمامك ، رد عليّ بأن اهتمامه بأموره الشخصية . فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول : إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ، وذئب الإنسان الشيطان . سيدنا عبد الله بن مسعود ، وكيف كان الصحابة يتشاركون همومهم يقول: أكون في العراق وأسمع بالسحابة تسقط المطر في اليمن ، فأسجد شكراً لله أن شرب إخواني في اليمن .

السبب الرابع : بأننا لا نعرف اتخاذ القرار : الخوف من هذا السبب .
فأنا أستطيع أن أتخذ القرار على الصعيد الشخصي ، ولكن على مستوى عام ، فأنا لا أستطيع . أريد أن أقول شيء وآسف على ذلك ، ولم أكن أتمنى أن أقولها ، وهي صعبة جداً ، ولكن أنا مضطر أن أقولها . الإغريق في القدم كانوا يأتون بمكان واسع ويعملوا فيه تصويت ، على قرار من القرارات ، ولكن كان يمنع أن يدخل لهذا المكان العبيد ، والنساء ، لأنهم بالنسبة للإغريق لا يصلحون للتصويت . ولكن الذي يصلح للمشاركة ، واتخاذ القرار فقط السادة ، فهل من أدرك ماذا قصدت بذلك؟؟ فيا ترى هل أحد يقبل أن لا يشارك في اتخاذ القرار ، هذه المشاركة تثبت بأنك حر ، والنساء بالذات ، يجب مشاركتك ، وتشعرين بأنك تستطيعين أن تأخذي قرار بنفسك ، وإذا لم تفهمي ، فاطلبي المساعدة من الغير .

السبب الأخير : هو عدم العلم بالتعامل مع الانترنت:
عدم كيفية التعامل مع الانترنت ، أو ليس عندي انترنت ، بصراحة تعلم الانترنت أصبح واجب شرعي ، وليس فقط من أجل برنامجنا ، فلو أن هناك من سيذهب إلى بلد غربي ويريد أن يدعو هناك ، ولا يعرف لغة أجنبية فهل سينفع ذلك . فلغة العالم في السنوات المقبلة ستكون الانترنت ، وهي لغة التخاطب بين كل بلاد العالم ، ولو فعلاً نريد دعوة العالم، وكيف سنعامل معهم ، فأكرر بأن تعلم الإنترنت أصبح واجباً شرعياً .. كيف كان النبي يبلغ ما يريد أن يبلغه ، وما وصل إلينا ، وفي حجة الوداع كان عدد الذين يستمعون إليه مئة ألف ، وكيف وصل إلينا وصيته في هذه الحجة ، فكان يتم عن طريق أن تتناقل الناس أحاديثه وانظر إلى قوله : نضّر الله وجه رجل سمع مقالتي فوعاها فبلغها كما سمعها ، فرب مبلغ أوعى من سامع . أي أنك ممكن أن تخبر أحد يستفيد وينفذ أكثر ممن سمع ، ويصدق قول النبي فيه.

وفي نهاية هذه الحلقة أطلب منكم أن تأخذوا هذه الاقتراحات من على الموقع ، وأن تنشروها بين الناس ، ولكل من سمعنا ، فانتم مسئولون أمام الله يوم القيامة أن توصلوا هذا الكلام وكل واحد منكم أن يتكفل بإيصال هذه المشاريع والتصويت عليها من عشرين إلى خمسين شخص.

نحن نريد صحابي مثل الطفيل بن عمر الدوسي، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان أن أشار عليه بأن لا يبقى بجانبه ، بل يعود إلى قومه ويبلغهم بالرسالة ، فكان أن ذهب الطفيل ومكث فيها خمس سنوات ، يبلغ الناس ، والناس لا تريد أن تسمع ، فالكلام صعب ، فالنبي صلى عليه رفع يديه إلى السماء ودعا : اللهم أعنه واهدي دوس ، ارجع يا طفيل وادعوهم ، فعاد بعد عشر سنوات ، وقبيلة كبيرة معه ، غبارها غطى على المدينة ، فقد أسلمت دوس يا رسول الله .

إن شاء الله يتم النجاح ، وأن تكون الرؤية قد وضحت ، وصناع الحياة ، ونهضة بلادنا ، وإن شاء الله نكون مثل الطفيل ، ونضر الله وجه امرئ بلغ.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته...

المصدر: Amrkhaled.net
  • Currently 120/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
40 تصويتات / 94 مشاهدة
نشرت فى 11 أكتوبر 2009 بواسطة princess

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,740,087