السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



قيل لي في بعض المعتقدات يأمرونك "اعتقد وأنت أعمى" فبماذا تجيبهم؟ قلت "لن أعتقد إلا بعد أن أبصر ببصيرتي، وأعقل بعقلي، وأعلم علم اليقين ببرهان ثابت، وقناعة تضع حدا للجدل". وقيل لي في بعض المعتقدات يأمرونك "آمن ثم اعلم" قلت "لن آمن إلا بعد أن أعلم علم اليقين وأتحقق من صدق ما أعلم، وما أكشف الغطاء عن صحة العلم ومنافعه ببصيرتي وعقلي، وبحجة متفق عليها لدى جميع أهل الذكر من العلماء الذين يخشون الله".

وقيل لي في بعض المعتقدات يأمرونك "أغمض عينيك ثم اتبعني" قلت "لن أكون من قوم تبّع، ولن أغمض عيني واقلّد غيري في أقواله وافعاله إلا إذا كان القول أو الفعل لا يخالف فطرة الله التي فطر الناس عليها واستحسنها عقلي، وقنعت بها بصيرتي وصح حسنها وصوابها لدى الجميع".

قيل لي "اختر الجهالة أو التقوى" قلت "من جهل شيئا عاداه" و"رأس الجهل الاغترار" "أفغير الله تأمرونّي أعبد أيها الجاهلون" "الزمر64" "لا نبتغي الجاهلين" "القصص55"، "أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين" "البقرة67"، "إن خير الزاد التقوى" "البقرة197"، "إن المتقين في مقام أمين" "الدخان51"، "التقى رئيس الأخلاق"، "التقوى سلسلة من فضة تربط السموات بالأٍرض والله بالانسان"؛ ماذا تريد مني أيها السائل بعد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن".

فلم يبق لي إلا أن أقول لأهل هذه المعتقدات الزائفة القائمة على الانحراف المكشوف ما قاله الله تعالى "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" "البقرة111" و"النمل64".

وقيل لي لقد وصف القرآن الذين يأخذون عقائد الآباء بالوراثة كما يرث عنهم العقارات والأملاك بقوله "إنا وجدنا آباءنا على أمّة وإنا على آثارهم مهتدون" "الزخرف22"، إنه التقليد الأعمى الباطل، واتباع منهاج آبائهم في عبادة الأصنام؛ فهو تقليد في العقيدة والعبادة، والتقليد فيهما يعتبر ضلالا وجحودا وإنكارا وإصرارا على الكفر.

إنني لن أدخل في صراع مع من يخالفني بل أقول لهم "الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم" "الشورى15" فصدري يتسع لمن يخالفني كما تتسع عقيدتي الاسلام لمن يخالفها "لكم دينكم ولي دين" "الكافرون6"، "لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا بريء مما تعملون" "يونس41".

عقيدتي الاسلام لا ترضى باكراه أحد على اعتناقها "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" "البقرة256" أي قد تبين واتضح الهدى والايمان، والضلال والكفر. فالاكراه في الدين ممنوع ولا جبر ولا إلجاء، فالأدلة قد بانت والآيات واضحة فالاسلام انتشر بالاقناع والبرهان وبالحجة والبيان، لا بالقهر والإكراه والإجبار، فلم يثبت في التاريخ الاسلامي أن أحدا من الناس أكره أحدا على دين الاسلام وإنما كان الناس يدخلون في دين الله أفواجا بحرية وقناعة وطواعية واختيار.

بعد أن فسّرت لك أيها السائل الأسباب التي جعلتني أرفض أسلوب المعتقدات التي تخالف الاسلام، والقائمة على الجبر والقهر وقيد الحرية واتباع طريق الضلال الذي سار عليه السابقون قبل نزول القرآن، الذي كشف الغطاء عن عيوب المعتقدت الباطلة، وأنار الحق أمام بصائرنا بنور اليقين، هل اقتنعت وعدلت عن المعتقدات الباطلة وحرّكت عقلك وبصيرتك، وصدقت قول الله تعالى لرسوله عليه الصلاة والسلام أن يبلغنا "قل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا" "الإسراء81" وينهانا "ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون" "البقرة42" ويحاججنا "أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون؟" "يونس35" ويجادلنا "أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى" "الرعد19"، ويزيدنا توضيحا في محاججته "أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها، فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور" "الحج46".

ثم طرح السؤال التالي لرسوله حتى يطرحه على البشرية كافة "قل هل يستوي الأعمى والبصير أم هل تستوي الظلمات والنور" "الرعد16"؟ فهل استيقظتم من من سباتكم يا من أغمضتم عيونكم عن الحق والصواب واخترتم التبعية للمضللين رغم نهي القرآن عن اتباعهم "ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل" "المائدة77"؟

ضاق صدري، وكلّ عقلي، وتراكمت عليّ سحب القلق والملل، وانهارت أعصابي، وضعفت عزائمي من سلوك المتنطعين والمتقذرين ولم يرفع عني القنوط إلا قول الله تعالى "قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم" "الزمر53"، وقول رسوله عليه الصلاة والسلام "هلك المتنطعون" حديث صحيح روي عن ابن مسعود؛ و"هلك المتقذرون" حديث صحيح روي عن أبي هريرة. فالمتنطعون هم الغالون في خوضهم فيما لا يعنيهم وإكثار السؤال، والمتقذّرون أصحاب الفعل القبيح والقول السيئ. اتركوني أعيش بفكري المستنير.

المصدر: موقع حبايب
  • Currently 194/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
64 تصويتات / 155 مشاهدة
نشرت فى 9 أكتوبر 2009 بواسطة princess

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

1,733,645