القيمة 21 - الإيمان والرضا بالقدر

سر السعادة في الدنيا لمن أراد ان يعرف هو الايمان بالقدر والذي هو ركن من أركان الايمان.
كانت قصة موسى عليه السلام مع الخضر تعليم وتدريب على هذه القيمة. وحتى يحسن ايماننا بالقدر لابد أن نفهم ثلاثة من أسماء الله الحسنى: العليم، والحكيم والرحيم، الذي يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف كان يكون، الحكيم الذي لا يسكن ساكن ولا يتحرك متحرك في الكون إلا بإذنه ولحكمة يعلمها سبحانه،، الرحيم الذي جعل القدر كل القدر مهما كان ظاهره رحمة بعباده،،، فعلى قدر الايمان بهذه الاسماء الحسنى يكون الرضى بالقدر.
وقد قال ابن القيم، رحمه الله، إن الرضا هو باب الله الاعظم ومستراح العابدين وجنة الدنيا.
خرج موسى مع الخضر وشهد خرق السفينة التي كانت لفقراء هي مورد رزقهم الوحيد، وربما تساءل أحدهم كيف يفعل الله بهم ذلك وهم المساكين، ولم يعلم موسى ولم يكونو يعلمون أن قدر الله كان رحمة بهم، فعيب في السفينة يمكن إصلاحه اخف وطأة من استيلاء الملك على السفينة لو كانت بحالتها.
ولكم تأففنا لمصيبة اصابتنا، وربما اعترضنا، على قدر الله، ثم ادركنا لاحقا أنه كان فيه الخير لنا.
وهل من مصيبة اعظم من فقد النبي محمد صلي الله عليه وسلم لابنه ابراهيم، حيث بكى عليه وحزن حزنا شديدا، لكنه لم يزد عن قوله "إن العين تدمع ، والقلب يحزن ، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا ، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون"
وشهد موسى ايضا خلال رحلته مع الخضر قتل فتى امام عينه وبناء جدار كان على وشك السقوط في قرية رفضت ان تضييف الرجلين. فكم من الشر في ظاهر الاولى لكنه كان خيرا كبيرا ورحمة من الله لوالدي الفتى وله.
ثلاث قصص تتكرر أمثالها كثيرا في حياتنا اليومية ونتساءل عن سبب وقوعها وحان الوقت لنتعلم من قصة موسى والخضر حكمة الله ورحمته بنا في كل ما تجري به اقدارنا.. "وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم".
فلنواجه كل ما يقع لنا من أقدار بأن نسلم لله الامر ونقول "لبيك وسعديك، والخير كله بيديك، والشر ليس إليك."

فهيا قيم نفسك اخي الحبيب لتعرف مكانك من قيمة العلم من خلال وصلة أين أنت من قيمة الإيمان والرضا بالقدر.
واكتب لنا أسفل هذه القيمة موقفا أو رأيا أو فكرة أو مقولة عن قيمة الإيمان والرضا بالقدر، سننشر أفضل ثلاث تعليقات في اليوم التالي في صحفة منفصلة وسننتشر الموضوعات المتكاملة بمفردها مع اسم كاتبها في باب زاد المؤمن.