كلما اقترب منا شهر رمضان المبارك تطلعت النفوس المؤمنة الى لقائه، واستبشرت بمقدمه، وفرحت بقربه، فهذا الشهر نعمة إلهية عظيمة. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحتفي بمقدمه حفاوة كبيرة، ويبشر اصحابه بقرب حلوله، اسنتهاضا للهمم، وشحذا للعزائم. يقول صلوات الله وسلامه عليه: "اذا كانت اول ليلة من رمضان فُتّحت ابواب الجنة، فلم يغلق منها باب، وغُلّقت ابواب جهن
م فلم يفتح منها باب، وصُفّدت الشياطين، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر". ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة. ويقول صلى الله عليه وسلم: "جاءكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه، فينزل الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب الدعاء، فينظر الله الى تنافسكم فيه، فيباهي بكم ملائكته، فأروا الله من انفسكم خيرا، فان الشقي من حرم رحمة الله تعالى".
ان رمضان نفحة من النفحات الربانية الإلهية، روى الامام احمد في مسنده عن ابي هريرة- رضي ال
له عنه- عن النبي- صلى الله عليه وسلم- انه قال: "اعطيت امتي في رمضان خمس خصال لم تعطها امة قبلها: خلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، وتصفد فيه مردة الجن، فلا يخلصوا فيه الى ما كانوا يخلصون اليه في غيره، ويزين الله كل يوم جنته ويقول: يوشك عبادي الصالحون ان يلقوا عنهم المؤونة والأذى ويصيروا اليك، ويغفر لهم في آخر ليلة، قيل: أهي ليلة القدر؟ قال: لا، ولكن انما يوفى العامل اجره اذا قضى عمله". ويقول النبي- صلى الله عليه وسلم- في ما يرويه عن ربه جل وعلا: "كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر امثالها الى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى: الا الصيام فانه لي وانا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من اجلي، للصائم فرحتان، فرحة عند فطرة، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم اطيب عند الله من ري
ح المسك. والصيام جنة- أي وقاية- فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يسخط، فإن سابه احد او قاتله فليقل اني صائم.
<!-- / message -->
ساحة النقاش